قال مصدر أمني لـ”رويترز” إن ستة من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية بعد نشرهم السيطرة على اشتباكات طائفية دامية ذكرت وسائل إعلام محلية أنها تجددت اليوم الإثنين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف اليوم الاثنين دبابات سورية توغلت في محافظة السويداء، بعد أن تدخل الجيش السوري لاحتواء الاشتباكات.
وكانت المواجهات التي اندلعت أمس الأحد بين مسلحين من الطائفة الدرزية والعشائر البدوية هي أول عنف طائفي داخل المدينة نفسها، بعد أشهر من التوتر في المحافظة بشكل أوسع.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن الاشتباكات أدت إلى مقتل 30 شخصاً، مضيفة أنها “باشرت بالتنسيق مع وزارة الداخلية نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم”.
لكن شبكة “السويداء 24” الإخبارية ذكرت أن “موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي” اليوم الإثنين. وقال مصدر في وزارة الدفاع لـ”رويترز” إن ستة في الأقل من القوات السورية قتلوا في وقت لاحق.
وبدأت القوات السورية بالانتشار في السويداء في جنوب البلاد الاثنين مع تواصل الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وعشائر من البدو موقعة 50 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم ستة من القوات السورية.
وتعيد هذه الاشتباكات الدامية التي بدأت أمس الأحد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي لا تزال تواجهها السلطات في سوريا منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، لناحية بسط الأمن.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 50 قتيلاً في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في مدينة السويداء ومناطق في ريف المحافظة، وهم 34 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، بالإضافة إلى ستة قتلى من القوات السورية.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر قولها، إن موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي، بعد تعرض عدد من القرى لهجمات مباغتة بالمسيرات في ساعات الفجر الأولى، تزامناً مع تقدم لمصفحات وآليات عسكرية من جهة ريف درعا الشرقي، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، واندلاع اشتباكات بين مسلحين وفصائل محلية مدافعة عن القرى من جهة أخرى.
وبحسب المصادر، فإن المنطقة الغربية من محافظة السويداء تشهد اشتباكات متواصلة، وهناك المئات من المدنيين من سكان هذه القرى في دائرة الخطر، وبعضهم حاولوا النزوح ويناشدون للوصول إلى نقاط آمنة.
في المقابل، طالبت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بحماية دولية وبشكل فوري وسريع نظراً لخطورة الوضع، مؤكدة على رفض دخول أي جهات كالأمن العام بعد أن دخلوا أمس الحدود الإدارية بحجة الحماية ولكنهم أقدموا على قصف أهلنا في القرى الحدودية وكانوا يساندون العصابات بأسلحتهم الثقيلة والمسيرات.
وعبرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن استنكارها الهجمات والاعتداءات المستمرة التي تستهدف قرى وبلدات محافظة السويداء، وأدت إلى فقدان كثير من أبنائها لحياتهم وحرق ونهب العشرات من بيوت ومزارع المدنيين.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان، إن الهجمات المتكررة على شعبنا في السويداء والمضايقات المستمرة التي يتعرض لها في حياته وتنقلاته وإرادته هي مصدر قلق لنا، وتمثل انتكاسة لآمال وتطلعات السوريين.
ودعا إلى وقف تلك الهجمات وضمان عدم تكرارها وإتاحة الفرصة الكاملة أمام المبادرات الوطنية لحل جميع القضايا بما يتوافق مع تحقيق تطلعات جميع مكونات الشعب السوري.
وقالت وزارة الداخلية السورية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إن قواتها “ستبدأ تدخلاً مباشراً في المنطقة لفض النزاع وإيقاف الاشتباكات وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص ضماناً لعدم تكرار مثل هذه المآسي واستعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون”.
ونقلت قناة “الإخبارية” الرسمية عن العميد نزار الحريري معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، أن الوضع في محيط حي “المقوس” قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق- السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تبذل لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، إن الأمور تذهب باتجاه الحسم لصالح الدولة السورية ضمن الرؤية التي وضعتها رئاسة الجمهورية.
وأضاف البابا في تصريحات تلفزيونية، أنه بناء على التواصل الإيجابي مع الأطراف الفاعلة بالسويداء جرى تطبيق خطة الانتشار بالمحافظة، موضحاً أن المجموعات الخارجة على القانون تحاول مصادرة رأي التيار المدني الموجود في السويداء.
وخلافاً لاشتباكات مماثلة اندلعت في أبريل (نيسان) الماضي في جرمانا جنوب شرقي دمشق وامتدت لاحقاً إلى منطقة أخرى قرب العاصمة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يندلع فيها القتال داخل مدينة السويداء نفسها، عاصمة المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
وقال جيش الاحتلال في -بيان- إنه استهدف الدبابات السورية بين بلدتي سجين والسميع بريف محافظة السويداء التي تقع جنوبي سوريا وتضم أغلبية من الدروز.
وأضاف أنه لن يسمح بوجود تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيتحرك ضده.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري قوله إن استهداف الدبابات السورية في السويداء يأتي على خلفية هجمات على الدروز.
كما قال مصدر أمني للقناة 12 الإسرائيلية إن الدبابات السورية تجاوزت ما وصفه بالخط الذي حددته إسرائيل داخل سوريا فهاجمتها الطائرات الإسرائيلية.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي قصف أهدافا في سوريا “كرسالة وتحذير واضح للنظام السوري”، بحسب تعبيره.
وأضاف كاتس أن إسرائيل لن تسمح بالمساس بالدروز في سوريا ولن تقف مكتوفة الأيدي.