Blogترجماتثقافة وفكر
أخر الأخبار

كاتب سويدي قسم الشخصيات إلى أربعة أنماط شاملة. تعرف عليها!

نحن لا نفهم طبيعة السلوك البشريّ في معظم حالاته، وغالباً ما نشعر أنّ دراسة أنماط السلوك أمرٌ معقدٌ وغامض، وبصريح العبارة: إنّ جهلنا بأنماط سلوك البشر يشعرنا بأنّ الناس حولنا حمقى لا يفهمون ما نصبو إليه، أو ما نتكلم عنه في كثير من الحالات. ولذلك يقع الناس كثيراً في فخ تصنيف الناس، و يبدو تصنيف شخص ما يتصرف بطريقة مختلفة عن طريقتك أو لديه رأي مختلف عن رأيك بأنّه جاهل أو مخطئ أو حتى أحمق أمراً سهلاً وخطيراً جداً في الوقت نفسه.

يأتي الكاتب والمؤلف السويدي “توماس إريكسون” في كتابه “محاط بالحمقى الأنماط الأربعة للسلوك البشري ” بدراسة لأسباب هذا التصنيف، ويتناول الأنماط المختلفة للبشر، ويجيب عن سؤال هام: كيف تفهم نفسك وتفهم الآخرين؟ لتتمكن في النهاية من التعامل مع من حولك بشكل أفضل وأكثر فاعلية.

يقدِّم كتاب (محاط بالحمقى الأنماط الأربعة للسلوك البشري) دراسة عن أنماط الشخصيات، وتقنيات الاتصال لكل منها، فنحن نتعامل طوال الوقت مع الناس، ولا بد أننا واجهنا غير مرةٍ صعوبة في التعامل والتواصل مع بعض الشخصيات، وسيكون الأمر صعباً بالطبع خصوصاً في الحياة المهنيّة، فليست كل الشخصيات متشابهة، ولا يمكن التواصل مع الناس جميعهم بالطريقة ذاتها، كما تؤثر عدم القدرة على التواصل الفعّال مع هذه الشخصيات سلباً على الحياة المهنية والشخصية.

تفسير الكلام يختلف عن الكلام بحد ذاته

عندما تتحدث مع شخص آخر، سيستقبل المعلومة بحسب فهمه هو، وليس بالضرورة بحسب ما تريد أنت، بعبارة أخرى، نحتاج إلى تكييف تواصلنا بناءً على نوع سلوك المتلقي (المستمع).

هناك حالتان فقط يمكنك التواصل فيها بشكلٍ فعّالٍ دون أن تلقي بالاً لسلوك المتلقي:

عندما تكون وحيداً في الغرفة.
عندما يكون كل من في الغرفة مثلك تماماً، ولديهم الخلفية العلمية والثقافية والتربوية نفسها.
وفي الحالات الأخرى يجب أن نفكر في سلوك الآخرين، ومعرفة أنواع كل شخصية على حدة. يتنوع السلوك البشري بحسب الوراثة والبيئة، فمن المستحيل تغيير القيم الأساسية أي المعتقدات الراسخة بعمق في فكر الشخص، وفي غالب الأحيان تأتي هذه المعتقدات من الأب والأم.

وللمواقف والمقاربات دور في تحديد سلوك الأشخاص، إذ تأتي معظم آراء الأشخاص من المواقف التي مروا بها، وبناءً على تجاربهم الخاصة أيضاً، ولا يمكن نسيان دور البيئة، إذ تتأثر العوامل السابقة كلّها بالبيئة والمحيط الخارجي بطريقة أو بأخرى.

نظام DISA

يُناقش الكاتب هذه الشخصيات، ويقدم تلميحات للتعامل مع أنماط الشخصيات، حيث يناقش طريقة معروفة تدعى بنظام DISA أو DISC، تسمى هذه الطريقة نظام ديسا DISA؛ وهي اختصار يرمز للهيمنة Dominance والتأثير Inducement والخضوع Submission والقدرة التحليلية Analytic ability. هذه المصطلحات الأربعة هي أنماط الشخصية الأساسية، التي تصف كيف يرى الناس أنفسهم في علاقتهم ببيئتهم. يرتبط كل نمط من هذه الشخصيات بلون: الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق. يُطلق على هذا النظام أيضًا نظام DISC، حيث يشير الحرف الأخير للاختصار إلى الامتثال Compliance بدلًا من القدرة التحليلية. ويرتبط كل نوع من أنواع السلوك بأحد هذه الألوان : الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق.

السلوك الأحمر

يتصف أصحاب هذا السلوك بالطموح، والاندفاع، والروح التنافسية، والمبادرة. يتحدثون عن آرائهم بسهولة، ويعطون الأولوية للسرعة والكفاءة،يمكن وصف الأشخاص المنتمين إلى هذه الفئة من أنواع السلوك بأنهم دكتاتوريون ومسيطرون ومستبدون، ولا يهتمون بالمحادثات التافهة والسطحية، بل يميلون إلى التركيز على الموضوعات المهمة.

بالنسبة إلى لغة الجسد، فهم يظهرون لغة جسد واضحة ومميزة، ويبقون على مسافة بعيدة عن الآخرين، ويكونون في المقدمة دوماً، ويصافحون الناس، ويتصلون مع الناس بصرياً بشكلٍ مباشر، ويتحكمون في إيماءات وجوههم، ويتحدثون بسرعة وبصوتٍ قويٍّ.

التكيف مع أصحاب السلوك الأحمر:

كن سريعاً ومختصِراً.
اتبع الأحاديث القصيرة.
ركّز على الأساسيات.
لا تجلس على الحياد، وأظهر رأيك بوضوح.
أظهر عملك الجاد.
تذكَّر أن السرعة لا تؤدِّي دائماً إلى نتائج صحيحة.
إعطاء ملاحظات لأصحاب السلوك الأحمر:

كن صريحاً وواضحاً.
أعطِ أمثلة ملموسة.
كن موضوعيَّاً وتعامل بالحقائق لا بالمشاعر.
استعد للتعامل مع أي مشكلة أو أي صراع بهدوء.
كرِّر ما تمّ الاتفاق عليه.
السلوك الأصفر

يتصف أصحاب هذا السلوك بالتفاؤل، وغالباً ما يكون هذا السلوك أكثر أنواع السلوك شيوعاً. ينصبُّ تركيز أصحابه على تطوير العلاقات، ولديهم قدرة على الإقناع. يُظهر اللون الأصفر عموماً مستوى عالياً من الطاقة والفضول. غالباً ما تكون المحادثات معهم عبارة عن تيارات أحادية الجانب، وعادة ما يحوِّلون المحادثات إلى جانبهم، ويتصفون بأنهم مستمعون ضعيفون للغاية، وغالباً ما يُنظر إليهم على أنهم مهملون في المشاريع التي تتطلب فتراتٍ أطول من التركيز والمتابعة.

بالنسبة إلى لغة الجسد، يعدّ أصحاب هذا السلوك مريحة وملموسة، ولديهم اتصال وديٌّ بالعين، وإيماءاتهم معبرة وواضحة، وغالباً ما يقتربون من الأشياء والأشخاص، ويتحدثون بسرعة وعاطفية.

التكيف مع أصحاب السلوك الأصفر:

اخلق جوَّاً دافئًا ووديَّاً.
تخلص من التفاصيل غير الضرورية وركز على القضايا الكبيرة.
تعاطف مع القرارات المبنية على الإحساس الداخلي.
امنحهم مساحة للعمل في مشاريع جديدة.
كن ودوداً (على سبيل المثال من خلال لغة الجسد).
تحقق من أنهم استمعوا إلى حديثك.

إعطاء ملاحظات لأصحاب السلوك الأصفر:

حضِّر جدول أعمال والتزم به.
لا تسمح لهم بهدر الوقت.
أعط أمثلة ملموسة.
كن على علمٍ بأنهم قد لا يستمعون إليك بشكلٍ كاملٍ.
تأكد من أنهم لا يأخذون الأمر على محملٍ شخصيٍّ.
اجعلهم يكرِّرون ما وافقت عليه.

السلوك الأخضر

يتصف أصحاب هذا السلوك بأنهم هادئون ومتسامحون مع الأفراد، وودودون، ويمكن الاعتماد عليهم، ولكن لا يقولون لا فوراً، فهم أقل صراحة من غيرهم، إنّهم عنيدون بمجرد اتخاذهم للقرار، ولديهم لا مبالاة عالية، وهم أقل دقة من غيرهم، وليس لديهم التزامٌ كافٍ في الحفاظ على العلاقات. أما بالنسبة إلى لغة الجسد، فإنّ لغة جسدهم مريحة وقريبة، وغالباً ما يميلون إلى الانحناء إلى الوراء، وإجراء اتصال وديٍّ بصريٍّ، ولديهم إيماءات صغيرة، وأصواتهم غير مرتفعة، ويتحدثون ببطء وهدوء.

التكيف مع أصحاب السلوك الأخضر:

كن مستعدَّاً للاستماع إلى ما يقلقهم.
اسمح لهم بفترات من الهدوء والسكينة لاستعادة الهمة.
اشرح خطوات العمل بوضوح.
قدم النقد في السر.
تولَّ القيادة لإنجاز الأمور عند الحاجة.

إعطاء ملاحظات لأصحاب السلوك الأخضر:

أعطِ أمثلة ملموسة.
اعتمد نهجاً لطيفاً في أثناء التحدث إليهم، إذ يمكن أن يأخذوا الأمور على نحوٍ سيِّءٍ للغاية.
اشرح أن المشكلة في السلوك، وليس في الأشخاص.
اجعلهم يكررون ما وافقت عليه.
السلوك الأزرق

يُعرف أصحابه بأن لديهم قدرة على التحليل المنطقي، وهم هادئون ولا يحبون المخاطرة، ويهتمون بالتفاصيل، وعادة ما يكونون انطوائيين. إنّهم ليسوا حريصين على الأحاديث الصغيرة، ويمكن أن يكونوا باردين، ويميلون إلى التركيز في الأشياء والتحقق منها لأنهم لا يثقون بالآخرين، وبالتالي يتخذون قرارات أبطأ من غيرهم، بالنسبة إلى لغة الجسد، فهم يفضلون المسافة بين الأشياء والأشخاص، منغلقون جسديّاً، ويتحدثون من دون إيماءات، وبصوت خافتٍ وبطيء.

التكيف مع أصحاب السلوك الأزرق:

قم بواجبك المنزلي.
التزم بالمهمة، ولا تطل الحديث.
التزم بالحقائق، وتجنب أحلام اليقظة.
قدم التفاصيل اللازمة.
ذكِّرهم أن السرعة تكون في بعض الأحيان أولوية.

إعطاء ملاحظات لأصحاب السلوك الأزرق:

قدم أمثلة محدَّدة ومفصلة.
تجنَّب الإفراط في التخصيص.
التزم بالحقائق.
كن مستعدَّاً للأسئلة المضادة.
اطلب منهم تكرار ما قيل.
التكيف مع أنواع السلوك المختلفة

يمكننا دائماً إظهار سلوكياتنا الأساسية والحقيقية، ولكن الحقيقة هي أننا لن نستطيع التعامل والتواصل مع الآخرين ما لم نتكيف معهم، وتعديل أسلوبنا ليتناسب مع سلوكهم.

نعيش في عالمٍ متنوعٍ نتعايش فيه مع مزيجٍ من الألوان، لذلك من الضروري فهم كل لونٍ على حدة للتعامل مع بطريقة صحيحة ومجدية.

في غضون ذلك، يتمتع أصحاب السلوك الأصفر، وأصحاب السلوك الأحمر ببعض التآلف، كلاهما انطوائيان، وبالتالي يشعران بالأمان مع بعضهما، وكلاهما لهما نفس النوع من الطاقة والحماسة للعمل بسرعة.

بينما يركِّز أصحاب السلوك الأحمر وأصحاب السلوك الأزرق على التفاصيل، ويكون أصحاب السلوك الأخضر، وأصحاب السلوك الأصفر ميالين إلى تشكيل العلاقات مع بعضهم، فالأصفر متحدث رائع ومستمع رائع للأخضر.

في المقابل، تميل الألوان المتعاكسة إلى أن تكون أكثر تحدياً، إذ يمكن أن يشكل الأحمر والأخضر مزيجاً صعباً، فالأحمر مباشر وواضح، وبالتالي يحبط الأخضر، في حين أن سلبية وبطء الأخضر ربما يحبطان الأحمر.

ومع ذلك، فإن المجموعة الأكثر تحدياً هي الأزرق والأصفر، إذ يركز أحدهما على الهدوء والتفاصيل، ويكون الآخر ثرثاراً وسريعاً.

يمكن أن تعطينا الألوان أيضاً فكرة جيدة عن أسباب التوتر لدى الأشخاص، وكيف يستجيبون عادة إلى التوتر والضغط.

أسباب التوتر للأحمر:

انتزاع السلطة.
عدم تحقيق النتائج المرجوة.
إضاعة الوقت والموارد.
المهمات المتكرِّرة.
ارتكاب أخطاء غبية.
عدم السيطرة.

استجابة الأحمر للتوتر:

العمل بجد.
الاختباء، فهم لا يحبون أن يكونوا “كبش الفداء”.

أسباب التوتر للأصفر:

شعورهم بأنهم غير مرئيين.
الشك.
الإذلال العلني.

استجابة الأصفر للتوتر:

البحث عن مزيد من الاهتمام.
التفاؤل المفرط.
خلق أفكار جديدة.

أسباب التوتر للأخضر:

الأمكنة غير المعروفة.
المهمات غير المنتهية.
أن يكون تحت الأضواء.
عدم وجود مساحات خاصة.

استجابة الأخضر للتوتر:

لغة الجسد الباردة والمنغلقة.
تقبل اللوم واستيعابه.

أسباب التوتر للأزرق:

التحدي.
القرارات العفوية (غير المؤكدة والخطيرة).
أخطاء الناس العاطفية من حولهم.

استجابة الأزرق للتوتر:

التشاؤم المفرط.
الخمول.
التباطؤ لتجنُّب الأخطاء.

خاتمة

يرى إريكسون أنه لا يوجد نظام مثالي مؤكداً أن كتابه هذا لا يدّعي أنه شاملٌ كليًّاً في ما يتعلق بكيفية تواصلنا، كأشخاص، بعضنا مع بعض. لا يوجد كتاب يمكن أن يفعل ذلك، لأن عدد الإشارات التي ننقلها باستمرار إلى من حولنا لا يتناسب مع حجم أي كتاب.

في النهاية، يمكن لهذا الكتاب مساعدة من يحتاج إلى معرفة أنماط السلوك للتعامل مع الناس، وبالتالي بناء علاقات أكثر استقراراً واستمرارية، خصوصاً عندما يكون الإنسان مضطَّراً إلى التعامل مع زملاء العمل، أو الشريك، أو الجيران أوغيرهم، لكن يبقى الكلام نظريَّاً ولا طائل منه ما لم تجرِّب وتطبِّق ما تعلَّمت.

المصدر: أراجيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى