منوعات
أخر الأخبار

لتركيزها على “فظائع العبودية”.. ترامب ينتقد كبار المتاحف الأميركية

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب كبار المتاحف في الولايات المتحدة بسبب ما وصفه بتركيزها “المُتيقظ” على موضوعات مثل “مدى فظاعة العبودية”، في أحدث هجوم له على المؤسسات الثقافية في بلد خاض حرباً أهلية بسبب هذه القضية.

وكتب ترامب على منصته تروث سوشال أمس الثلاثاء: “المؤسسة السميثسونية خرجت عن السيطرة، كل ما يُناقش فيها هو مدى سوء بلدنا، مدى فظاعة العبودية، وكيف أن المهمَّشين لم ينجزوا الكثير – لا حديث عن النجاح، ولا عن الإشراق، ولا عن المستقبل”.

وكان يشير بذلك إلى مؤسسة سميثسونيان Smithsonian Institution، وهي منظمة مستقلة تدير 17 متحفاً وصالة عرض وحديقة حيوانات في أنحاء البلاد، وتلقى تمويلًا حكومياً، وسبق أن اتهمها ترامب بتبنّي “أيديولوجيا مدمّرة”.

امتدّت تجارة الرقيق عبر الأطلسي من أفريقيا إلى الأميركيتين على مدى ثلاثة قرون، وتُوصف بأنها “الخطيئة الأصلية” للولايات المتحدة. وخاض الجنوب الأميركي حرباً أهلية بين عامي 1861 و1865 للحفاظ على نظام العبودية، لكنه خسرها في النهاية.

ومنذ ذلك الحين، واصل الأميركيون من أصول أفريقية نضالهم من أجل الحقوق المدنية، مروراً باحتجاجات “حياة السود مهمة” عام 2020، التي دفعت إلى إعادة مواجهة وطنية مع الجوانب المظلمة من تاريخ الولايات المتحدة.

وأضاف ترامب في منشوره: “المتاحف في واشنطن وفي مختلف أنحاء البلاد تُشكّل فعلياً آخر معاقل حركة الـ’ووك‘”. ولأشهرٍ عدة، يهاجم ترامب المؤسسات الثقافية التي سعت في السنوات الأخيرة إلى تعزيز التنوع في معارضها وبرامجها، عبر تسليط الضوء على النساء والأشخاص الملوَّنين والثقافة الكويرية.

وفي الأسبوع الماضي، نشر البيت الأبيض على موقعه رسالة تعلن أن الإدارة تخطط لاستهداف ثمانية متاحف كبرى بـ”مراجعة داخلية شاملة” بهدف “الاحتفاء بالاستثنائية الأميركية” و”إزالة السرديات المثيرة للانقسام أو ذات الطابع الحزبي”.

وبحسب الرسالة، تشمل المؤسسات المستهدفة المتحف الوطني للتاريخ الأميركي، والمتحف الوطني لتاريخ الأميركيين من أصل أفريقي، والمتحف الوطني للهنود الأميركيين.

وفي رد على منشور ترامب، كتب المحامي البارز في قضايا الحقوق المدنية بن كرَمب على منصة إكس: “الآن يتم استهداف المتاحف لأنها تتحدث بصراحة عن فظائع العبودية. إذا كان قول الحقيقة عن العبودية يجعل المتحف ’متيقظًا‘ أكثر من اللازم، فالمشكلة ليست في التاريخ، بل في أولئك الذين يريدون محوه”.

يُذكر أن ترامب، خلال ولايته الأولى عام 2017، زار المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين من أصل أفريقي، الذي افتُتح قبل ذلك بعام ويعرض تاريخ تجارة الرقيق إلى جانب موضوعات تاريخية أخرى. وقال حينها، وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية: “هذا المتحف تحية رائعة للعديد من الأبطال الأميركيين… من المدهش أن نرى ذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى