الأخبار المحلية
أخر الأخبار

ليسوا في الأحياء ولا في الأموات.. العاطفي والغماري والرويشان.. أين هم؟

لا تزال تداعيات الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً مغلقاً لقيادات رفيعة في جماعة الحوثي بصنعاء، تلقي بظلالها الثقيلة على المشهد السياسي والأمني للجماعة، وسط تعتيم إعلامي صارم يثير شكوكاً متزايدة حول مصير عدد من أبرز قادتها العسكريين.

ورغم مرور عدة أيام على الهجوم الذي استهدف منزلاً في حي حدة بمديرية السبعين، وأسفر عن مقتل رئيس حكومة الجماعة أحمد غالب الرهوي وتسعة وزراء آخرين، لم تظهر أي صور أو تسجيلات تؤكد سلامة وزير الدفاع محمد ناصر العاطفي، أو رئيس هيئة الأركان محمد عبدالكريم الغماري، أو نائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن جلال الرويشان، الذين يُعتقد أنهم كانوا ضمن قائمة المستهدفين.

مصادر عسكرية وتقارير استخباراتية متقاطعة أفادت بأن الرويشان نجا بأعجوبة، إذ كان في طريقه إلى الاجتماع لحظة وقوع الغارة، وأصيب بجروح طفيفة. أما العاطفي، فقد غاب عن المشهد تماماً، واكتفت وسائل إعلام الجماعة بنشر تصريح مكتوب منسوب إليه، دون أي ظهور علني، ما أثار تكهنات حول حالته الصحية أو مصيره.

الغماري، من جهته، نُسبت إليه تصريحات مكتوبة توعد فيها إسرائيل برد “استراتيجي مؤلم”، واعتبر أن الهجوم فتح “أبواب الجحيم”، في خطاب تصعيدي لم يُدعّم بأي ظهور ميداني أو تسجيل مصور، ما زاد من الغموض حول وضعه الفعلي.

التشييع الرسمي الذي أقامته الجماعة في صنعاء يوم الإثنين، الذي شمل عدداً من وزرائها القتلى، لم يتضمن أي إشارات إلى القيادات الثلاثة، ما يعزز فرضية أن الجماعة تتكتم على حجم الخسائر الحقيقية التي تكبدتها، سواء لأسباب داخلية تتعلق بتماسك الصف القيادي، أو خشية من تداعيات أمنية وسياسية أوسع.

هذا التعتيم الإعلامي، إلى جانب تضارب الروايات، يفتح الباب أمام تساؤلات حادة حول قدرة الجماعة على إعادة ترتيب صفوفها بعد الضربة، ومدى تأثير غياب هذه القيادات – إن تأكد – على بنيتها العسكرية والأمنية في المرحلة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى