قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الفرع العسكري لحركة حماس، في رسالة موجهة لأسر الجنود المحتجزين: “نتيناهو لا يُبدي أي اهتمام بفقدان حياة جميع الجنود المسجونين .. لا تثقوا به”.
وأعلنت حركة القسام، اليوم الجمعة 5 يناير 2024، أنه بسبب استشهاد أخيهم يوناتان خلال عملية تحرير الأسرى، يجب أن يعرف الجميع بوضوح ما قد تذوقوه من المصابات بموت الأخ الشهيد.
وتعرض يوناتان نتنياهو للقتل في حادثة عملية عنتيبي التي وقعت في ٤ يوليو/تموز ١٩٧٦ في مطار إنتيبي في أوغندا، والذي تم تسميته على اسمه. قامت قوات القوات الخاصة الإسرائيلية بإرسال قوات القوات الخاصة إلى المطار لتحرير الرهائن الذين تم اختطافهم من قبل فلسطينيين ورفاقهم الذين كانوا على متن طائرة في طريقها من تل أبيب إلى باريس. انتهت العملية بمقتل الخاطفين و٣ رهائن بالإضافة إلى جنود أوغنديين ويوناتان، الذي هو شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
البداية:
بدأت القصة حينما تم اختطاف فلسطينيان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصديقان ألمانيان لهما (تشير بعض المصادر إلى أن عددهم كان سبعة) على متن طائرة فرنسية من طراز إيرباص A300 التي أقلعت من مطار بن غوريون في تل أبيب متجهة إلى باريس في السابع والعشرين من يونيو/حزيران عام ١٩٧٦.
وتعرضت الطائرة عند هبوطها في أثينا، وعلى متنها 248 راكبًا بينهم 103 إسرائيليين وطاقم يتألف من 12 شخصًا، لعملية اختطاف من قبل المجموعة، وقاموا بتوجيهها نحو مطار عنتيبي في أوغندا بعد توقف قصير في ليبيا. أَعْلَنَتْ أوغندا حالة الطوارئ في الجيش والأجهزة الأمنية تحسبًا لرد فعل إسرائيلي متوقع.
وصرح النقيب السابق في الجيش الأوغندي، إيزاك بكا ، بأن الرئيس الحالي آنذاك، عيدي أمين دادا، كان مشهورًا بتأييده للفلسطينيين ، وبالتالي فإن الاحتلال لم يكن لديه مجال واسع نظريا للتحرك وإنقاذ الرهائن.
وأضاف أن القيادة العسكرية الأوغندية شرعت في عقد اجتماعات طويلة لدراسة كيفية التصدي لأي رد إسرائيلي محتمل، حيث تم نشر طائرات حربية ومدافع رشاشة وصواريخ لإيقاف أي هجوم جوي.
خاطفي الطائرة، بعد محادثات مع الرئيس الأوغندي، ألقوا بالجميع في حيرة يوم 1 يوليو/ تموز 1976 عندما أطلقوا سراح جميع الرهائن واحتجزوا نحو مئة شخص كانوا يعتقدون أنهم إسرائيليون.
معركة المطار:
ومع ذلك، في الرابع من يوليو/تموز عام 1976، حدث تغير جذري في الوضع حيث قامت قوات كوماندوز إسرائيلية بالتحرك باستخدام ثلاث طائرات، وتم استخدام الأولى لنقل القوات الكوماندوزية، والثانية لاحتجاز الرهائن، واستخدمت الطائرة الثالثة لضمان التواصل عبر الأقمار الصناعية.
وقد حظت القوات الإسرائيلية بدعم كبير من قِبَل حكومة كينيا، حيث كانت الحكومة الكينية تعارض وتكن عداءً لأوغندا.
لم تستخدم القوات الأوغندية الأسلحة ضد الطائرات الإسرائيلية خوفًا من تفاقم الوضع وتصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل أكثر عنفًا.
بدأت الاشتباكات بين الجيش الأوغندي والقوات الكوماندوز الإسرائيلية، حيث قتل حوالي عشرين جنديًا أوغنديًا. وقد أفاد الجندي بكا أن ضابطًا أوغنديًا بإسم رافاييل قام بإطلاق النار على يوناتان نيتانياهو وأرداه قتيلا، ومع ذلك، تمكنت عناصر من الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى المبنى القديم للمطار وتحرير الرهائن بعد اشتباكات عنيفة مع المختطفين الذين استشهدوا. وقد تم قتل 3 من الرهائن أيضًا.
قام الإسرائيليون بنقل جثثهم والرهائن إلى الطائرات المنتظرة، وأبعدوهم عن موقع المعركة.
وقال رئيس حكومة الاحتلال في ذلك الوقت إسحق رابين إن هذه العملية ستبقى خالدة في سجلات التاريخ العسكري وفي الثقافة الوطنية الإسرائيلية.
وفي عام 1976، تم إنتاج فيلم أمريكي يحمل عنوان “غارة على عنتيبي” كما تم ذكره في فيلم آخر بعنوان “آخر ملوك أسكتلندا” الذي تم إصداره عام 2007، ويتناول هذا الفيلم حياة عيدي أمين دادا.