الأخبار
أخر الأخبار

ماكرون يعين الوسطيّ فرانسوا بايرو رئيسًا جديدًا للوزراء

أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، الجمعة، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، قرر تعيين الوسطي فرانسوا بايرو رئيساً جديداً للوزراء، بعد مشاورات عسيرة لإيجاد خلف لميشال بارنييه الذي حجب عنه البرلمان الثقة قبل أكثر من أسبوع.

وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه “عيّن رئيس الجمهورية، فرنسوا بايرو رئيسا للوزراء وكلفه تشكيل حكومة”.

وكان ماكرون أعلن قبل يومين أنه يريد تعيين رئيس جديد للحكومة في غضون 48 ساعة. ومن المرجح أن يشكل بايرو حكومته في الأيام المقبلة.

عبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد فرنسوا بايرو بعد تعيينه اليوم، عن أمله في إنجاز “مصالحة” بين الفرنسيين، لكنه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين “هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية”.

وسيتولى بايرو مهمة تشكيل حكومة قادرة على الصمود في وجه مذكرات حجب ثقة في الجمعية الوطنية التي لا تتمتع أي من الكتل فيها بغالبية مطلقة، وإقرار ميزانية العام 2025.

وقال جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني اليميني المتطرف “لن يحصل حجب ثقة مبدئيًا”، وكانت أصوات هذا الحزب وأصوات نواب اليسار قد أدت إلى الإطاحة بحكومة ميشال بارنييه الأسبوع الماضي، أما حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي فقد أكد أنه لن يمنح الثقة لبايرو لأنه لا ينتمي إلى صفوف اليسار.

ويرى مراقبون أن المهمة التي تنتظر رئيس الحكومة الجديد صعبة للغاية، خصوصاً في ظل المشهد السياسي الفرنسي المجزأ، وعدم توفر غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية. وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

وأشار استطلاع للرأي أجرته قناة “bfmtv”، الخميس، إلى أن 61٪ من الناخبين الفرنسيين قلقون من الوضع السياسي.

وتعهد ماكرون بالبقاء في منصبه حتى انتهاء ولايته الثانية في عام 2027، على الرغم من سقوط حليفه بارنييه.

وقطع الرئيس رحلة إلى بولندا الخميس، وكان من المتوقع أن يسمي رئيس وزرائه الجديد ليلة الخميس، لكنه أرجأ إعلانه حتى الجمعة.

وسيكون بايرو أمام تحدي تشكيل حكومة “مستقرة” قادرة على مواجهة حجب ثقة البرلمان.

وكان ماكرون أجرى محادثات مع زعماء الأحزاب، باستثناء حزب فرنسا الأبية (LFI) من أقصى اليسار بزعامة جان لوك ميلينشون، والتجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.

وكانت وسائل الإعلام الفرنسية نقلت في وقت سابق عن مرشح محتمل آخر، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، قوله إنه رفض عرض إيمانويل ماكرون لرئاسة الحكومة، “لأنه في أواخر السبعينيات من عمره”.

ولد فرانسوا بايرو في 25 مايو/أيار 1951 في بوردر بمنطقة بيرني أتلنتيك، وحصل على شهادة البكالوريوس في الأدب من جامعة بوردو 3، وعمل وزيرا للتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في 3 حكومات يمينية، كما عمل مستشارا لرئيس البرلمان الأوروبي.

انتخب نائبًا عن حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية (UDF) عن منطقة بيرني أتلنتيك (جنوب غرب) عام 1982، وبعد 6 سنوات أصبح رئيسا للحزب، وترأس أحزاب الوسط الديمقراطية الاجتماعية: حزب القوى الديمقراطية (CDS)، وحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية (UDF)، وحزب الحركة الديمقراطية.

وقام بايرو خلال توليه حقيبة وزارة التعليم بفصله لعدد من الطالبات المسلمات من المدارس الفرنسية بسبب ارتدائهن للحجاب، وشارك في الانتخابات الرئاسية لعام 2002 وحصل على المرتبة الرابعة في الدورة الأولى بنسبة 6.84% من الأصوات.

رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2007 حيث حصل في الدور الأول على المرتبة الثالثة بنسبة 18.75%، وفي انتخابات 2012 حصل على المرتبة الخامسة بنسبة 9.13% من الأصوات، فقرر أن يعطي صوته في الدور الثاني لمرشح اليسار فرانسوا هولاند.

في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2007، قال بايرو “أنا ديمقراطي، أنا ديمقراطي، أنا من أتباع كلينتون، أنا رجل “الطريق الثالث”، وصنف نفسه كوسطي، على رغم أن له علاقات تاريخية مع اليمين.

يركز برنامجه الانتخابي على خلق فرص عمل، وتحسين المعايير التعليمية، وتحسين الأوضاع في الضواحي المضطربة، وخفض الإنفاق الحكومي، وموازنة متوازنة، واتحاد أوروبي أقوى مع فرنسا كقائد فعلي له.

ولم يحل نشاطه السياسي دون الاهتمام بالشأن الثقافي والمعرفي، حيث ألف كتبًا عدة في المجال السياسي والتاريخي، وأبرزها كتاب “الملك الحر”.

كما انتقد أيضاً حماية الصين للحكومة السودانية من عقوبات مجلس الأمن الدولي، وانتقد بشدة النموذج الاقتصادي الأميركي في عهد جورج بوش والسوق الحرة غير المنظمة بصورة عامة.

ووصف النموذج الاقتصادي الأميركي بأنه نظام “البقاء للأصلح”، إذ كان يقال في كثير من الأحيان إن المال هو الدافع الوحيد للناس، وحيث كان التعليم العالي مكلفاً للغاية، وحيث كانت الطبقة الوسطى تتقلص.

ومن المواقف البارزة له أيضاً انتقاده حرب العراق، قائلاً إنها “سبب الفوضى” في المنطقة. وانتقد فرانسوا بايرو في عام 2009 السياسة الخارجية لنيكولا ساركوزي، بما في ذلك دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى زيارة رسمية لمدة أسبوع إلى فرنسا وتوقيع اتفاقات تعاون عسكري مع ليبيا. وفي عام 2009، انتقد تصريحات البابا بنديكتوس الـ16 التي ادعى فيها أن الواقي الذكري يروج لمرض الإيدز.

ووصف بايرو هذه التصريحات بأنها “غير مقبولة”، مضيفاً أن “المسؤولية الأساسية، لا سيما مسؤولية المسيحيين، هي الدفاع عن الحياة، هذه قارة يموت فيها عشرات الملايين من النساء والرجال.

هذا وكانت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، قد صوتت في 4 ديسمبر/كانون الأول على حجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه بعد 3 أشهر فقط من توليه مهامه، وهي المرة الأولى منذ أكثر من 60 عامًا التي تقر فيها الجمعية الوطنية مذكرة حجب ثقة عن الحكومة.

وجاء حجب الثقة عن ميشيل بارنييه بعد فشله في الحصول على دعم برلماني، ولجوئه لتمرير قانون الضمان الاجتماعي المثير للجدل ضمن موازنة الدولة لعام 2025 من دون تصويت برلماني.

زر الذهاب إلى الأعلى