طرح مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة لـ 28 يوما وإطلاق سراح نحو ثمانية رهائن محتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مقابل الإفراج عن عشرات السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل، وفق ما أفاد موقع أكسيوس نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.
وذكر أكسيوس أن بيرنز ناقش الفكرة خلال اجتماع الأحد مع نظريه الإسرائيلي والقطري، مضيفا أن حماس ستفرج عن “نحو ثماني نساء من جميع الأعمار أو رجال فوق سن الخمسين” كجزء من الصفقة.
إلا أن تلك الصيغة لم تتضمن مطلب حماس الرئيسي الذي طالما تمسكت به خلال الأشهر الماضية، ألا وهو الانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع وإنهاء الحرب.
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع، أن تل أبيب قد توافق على هدنة مؤقتة، لكن حماس تتمسك بهدنة أوسع من شأنها أن تؤدي إلى خطوات إسرائيلية لا رجعة فيها.
وأوضح أنه “إذا لم يخفف أي من الطرفين موقفه، فلن يتم التوصل إلى اتفاق”.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن رئيس الموساد ديفيد برنيع التقى مدير السي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) ورئيس الوزراء القطري لمناقشة “مشروع اتفاق جديد”.
ولفت البيان إلى أن “المناقشات ستتواصل في الأيام المقبلة بين الوسطاء وحماس لبحث جدوى المفاوضات والاستمرار بالسعي للتوصل إلى اتفاق”.
وجرت وفق المصدر مناقشة “إطار موحد جديد يضم المقترحات السابقة ويأخذ في الاعتبار أيضا التحديات الرئيسية والأحداث الأخيرة في المنطقة”.
وكانت مصر أعلنت أنها قدمت مقترحا جديدا لوقف النار لمدة يومين يتم خلاله تبادل أربعة رهائن مع سجناء فلسطينيين.
لكنّ نتنياهو قال الإثنين إنه لم يتلقَّ اقتراحا لهدنة من يومين، وفق مكتبه.
وقال نتنياهو إن إسرائيل “لم تتلقَّ اقتراحا للإفراج عن أربعة رهائن مقابل وقف النار لـ48 ساعة في غزة. لو طُرح اقتراح كهذا، لكان رئيس الوزراء قد قبله فورا”، في إشارة إلى الاقتراح الذي أعلنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد.
وقبل ذلك، كان نتنياهو قد رفض المبادرة المصرية لهدنة قصيرة الأمد مع حركة حماس في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
ويتوقع أن يجتمع الوسطاء القطريون والمصريون مع مسؤولي حماس خلال الأيام المقبلة لمناقشة الخطة الجديدة، على الرغم من عدم ارتفاع حظوظ التفاؤل وفق عدد من المراقبين.
ويذكر أن حوالي 50 رهينة إسرائيلية (من بين 100) ما زالوا محتجزين، على قيد الحياة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، بعدما احتجزتهم حركة حماس إثر هجومها المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
والإثنين شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن فرقه تجري تقييما للجهود المبذولة حاليا.
وقال بايدن عقب إدلائه بصوته على نحو مبكر في الانتخابات الرئاسية الأميركية “نحن بحاجة إلى وقف للنار. يجب أن ننهي هذه الحرب. (هذه الحرب) يجب أن تنتهي، يجب أن تنتهي، يجب أن تنتهي”.
رغم الضغوط الدولية، تواصل إسرائيل هجومها على حماس وحزب الله المدعومين من إيران حيث ضربت السبت أهدافا عسكرية.
وقال نتنياهو خلال جلسة للكنيست إن “إيران تسعى من أجل تدمير إسرائيل لبناء مخزون من القنابل النووية تحملها صواريخ بعيدة المدى”، مشيرا إلى أنها “قد تهدد العالم بأسره في أي مكان”.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين إن الضربات الإسرائيلية غيّرت ميزان القوى بين العدوين اللدودين.
ونقل بيان لوزارة الدفاع عن غالانت قوله “تم إضعاف العدو، سواء بقدرته على إنتاج الصواريخ وبقدرته على الدفاع عن نفسه. هذا الأمر يغيّر ميزان القوى”.
بالمقابل، توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل الاثنين بـ”عواقب مريرة” بعد استهدافها مواقع عسكرية إيرانية.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الاثنين، بطلب من إيران، لبحث الوضع بالمنطقة.
وتبادلت إسرائيل وإيران الاتهامات بتهديد السلام بالشرق الأوسط خلال اجتماع مجلس الأمن، مشددتين على حق كل منهما بالدفاع عن النفس.
على الجبهة اللبنانية، قُتل 60 شخصا على الأقلّ في غارات إسرائيليّة الاثنين على قرى عدّة في شرق لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
كما شن الجيش الإسرائيلي الإثنين سلسلة غارات جديدة على مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان، بعدما أصدر تحذيرات بوجوب الإخلاء لسكان أحياء عدة فيها، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وهدف إسرائيل المعلن إبعاد حزب الله عن الحدود ووقف إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على أراضيها للسماح بعودة عشرات آلاف النازحين لمنازلهم بشمال الدولة العبرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بعيد منتصف سبتمبر نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان حيث يشن مذّاك حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية وبشرق لبنان وجنوبه.
وباشر بعد ذلك عمليات برية محدودة بجنوب لبنان حيث أعلن سقوط 37 من جنوده في معارك مع مقاتلي حزب الله.
وأسفرت الحرب منذ 23 سبتمبر عن مقتل أكثر من 1600 شخصا على الأقل بلبنان، حسب تعداد يستند الى بيانات وزارة الصحة. كما تسببت بنزوح أكثر من 800 ألف شخص في الداخل، حسب الأمم المتحدة. بينما فرّ قرابة نصف مليون شخص، غالبيتهم سوريون، إلى سوريا المجاورة، وفق السلطات اللبنانية.
وأعلن حزب الله الاثنين قصف قاعدة بحرية إسرائيلية قرب حيفا بالصواريخ. وقال ببيان إنه أطلق “عند الرابعة من بعد ظهر الإثنين… صلية صاروخية نوعية على قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غرب حيفا”.