في ظل التحولات السياسية التي تشهدها الساحة اليمنية، تتجه الأنظار نحو محافظة حضرموت، حيث تتداول مصادر محلية وسياسية معلومات تفيد بقرب صدور قرار جمهوري يقضي بتعيين المهندس عمر محسن عبدالرحمن العمودي محافظًا جديدًا للمحافظة، خلفًا للمحافظ الحالي مبخوت مبارك بن ماضي. هذا التوجه، الذي يحظى – بحسب التسريبات – بموافقة مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي، يعكس رغبة في إحداث تغيير إداري يعيد الأمل لسكان حضرموت الذين يترقبون هذا القرار بشغف.
الحديث عن تعيين العمودي لم يأت من فراغ، بل جاء في سياق تصاعد المطالب الشعبية بإصلاح الوضع الإداري والخدمي في المحافظة، خاصة بعد موجة احتجاجات شهدتها مدينة المكلا ومدن أخرى، تنديدًا بتدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه. وقد دفع هذا الواقع عددًا من القوى السياسية والاجتماعية إلى المطالبة بإعادة النظر في أداء السلطة المحلية، والدفع بشخصية تمتلك خبرة وكفاءة لإدارة المرحلة القادمة.
برنامج “من الآخر” الذي تبثه قناة يمن شباب، كشف عن معلومات تشير إلى وجود توافق داخل مجلس القيادة الرئاسي بشأن تعيين العمودي، مؤكدًا أن سيرته الذاتية تم تداولها رسميًا ضمن التحضيرات للقرار المرتقب. ورغم نفي العمودي شخصيًا لهذه التسريبات، إلا أن الأوساط السياسية والمجتمعية في حضرموت تتعامل معها بجدية، وتعتبرها مؤشرًا على قرب التغيير.
عمر العمودي ليس اسمًا جديدًا في المشهد الإداري اليمني؛ فهو من مواليد حضرموت عام 1962، ويحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية، إلى جانب دبلوم عالي في التخطيط والإدارة الاستراتيجية، ودكتوراه فخرية في العلاقات العامة. خلال مسيرته، ساهم في إعداد خطط تنموية في ساحل حضرموت، ودعم مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة بالتعاون مع منظمات دولية. كما شغل عضوية مجلس النواب، وشارك في لجان رئاسية معنية بالإشراف على الموازنات العامة ومكافحة الفساد، دون أن يرتبط بأي مكون أو حزب سياسي، ما أكسبه احترامًا واسعًا من مختلف الأطياف المجتمعية.
