قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته يوم السبت الماضي، إن أكثر من 100 موظف بـ”أمازون” في 20 مدينة تجمعوا للاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولكن في مكتبين من المدن العشرين التي شهدت التضامن، قطعت الاحتفال منشورات تحوي صور رهائن إسرائيليين كُتب فوقها “مختطفون”.
وقال أحد الموظفين، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية وظيفته، إن الموظفين الذين حضروا احتفال الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول “شعروا بأنهم يتعرضون للترهيب”.
توترات بين الموظفين في أمازون بسبب غزة
جاء هذا الحادث بعد أسابيع من التوترات المتنامية بين الموظفين العرب في أمازون، الذين أطلقوا حملة ضغط على الشركة لإسقاط اتفاق حوسبةمع إسرائيل والتعبير عن دعمهم للموظفين الفلسطينيين، والموظفين في تل أبيب ومن يدعمون إسرائيل.
توترات بين الموظفين في أمازون بسبب غزة
جاء هذا الحادث بعد أسابيع من التوترات المتنامية بين الموظفين العرب في أمازون، الذين أطلقوا حملة ضغط على الشركة لإسقاط اتفاق حوسبة سحابية مع إسرائيل والتعبير عن دعمهم للموظفين الفلسطينيين، والموظفين في تل أبيب ومن يدعمون إسرائيل.
وحين بدأت إسرائيل قصف غزة قبل أكثر من سبعة أسابيع، تجددت حملة انطلقت منذ عامين على العقد المبرم بين جوجل وأمازون مع الحكومة الإسرائيلية. ويوم الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول، قدم أكثر من 1700 موظف في أمازون إلى الرئيس التنفيذي آندي جاسي، عريضة تطالب الشركة بـ”إلغاء جميع العقود مع الجيش الإسرائيلي والمطالبة بوقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار”.
ورغم أن هؤلاء الموظفين لا يمثلون إلا جزءاً صغيراً من إجمالي العاملين في أمازون البالغ عددهم أكثر من مليون شخص، فإنهم يقولون إن الزخم المؤيد لفلسطين بالشركات الأمريكية يمثل تحولاً كبيراً في مواجهة العلاقات التجارية القوية بين صناعة التكنولوجيا الأمريكية وإسرائيل. وهو يعكس توجهاً يتعزز بين الأمريكيين، الذين تتنامى مطالبتهم لبايدن بوضع حد للعنف في غزة.
الاعتراف بضحايا إسرائيل وفلسطين
في عيد الشكر، كتب جاسي رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين اعترف فيها للمرة الأولى “بضحايا إسرائيل وفلسطين”.
وقالت الرسالة التي اطلعت عليها صحيفة The Washington Post: “من المقلق أن نرى الكراهية تنتشر في العالم بهذه الطريقة خلال الأسابيع القليلة الماضية. لا خير قد يأتي من هذه الكراهية التي نراها”.
وجزء من تلك الكراهية يظهر في صفوف أمازون. إذ نشر أحد موظفي أمازون في لندن صوراً لمصاعد مكتبية مكتوباً عليها “فلسطين حرة”. وقال موظف آخر إنهم تلقوا رسائل تقول إن إسرائيل لن تتوقف عن قصف غزة إلا بعد إعادة الرهائن، وفقاً للقطات شاشة شاهدتها الصحيفة. وكتب موظف ثالث في منشور على قناة يهودية بتطبيق Slack شاهدتها الصحيفة، أن معظم سكان غزة “يدعمون الإرهاب”، وأنه “لا يمكن تحقيق السلام مع هؤلاء الحيوانات”.
وقال أحد الموظفين، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية وظيفته، لصحيفة The Washington Post: “هذه التوترات مشتعلة بين الموظفين العرب واليهود في الوقت الحالي. وهي محسوسة جداً”.
التحقيق في انتهاك سياسات أمازون
كتب المتحدث باسم أمازون، روب مونوز، في بيان عبر البريد الإلكتروني: “لا نتسامح مع التمييز أو التحرش من أي نوع في مكان العمل. ونحقق في جميع الحوادث التي قد تتضمن هذه السلوكيات، ونتخذ الإجراء المناسب ضد أي موظف يتبين أنه انتهك سياساتنا، وقد يصل هذا الإجراء إلى إنهاء خدمته”.
وفازت أمازون وجوجل بعقد الحوسبة السحابية لمشروع نيمبوس Nimbus الإسرائيلي في أبريل/نيسان عام 2021. وفي أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، كتب موظفون مشاركون في حملة No Tech for Apartheid “لا تكنولوجيا للعنصرية” من الشركتين رسالة عامة قالوا فيها إن العقد “وُقّع في الأسبوع نفسه الذي هاجم فيه الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل قرابة 250 شخصاً، منهم أكثر من 60 طفلاً، ونخشى أن تُفاقم التكنولوجيا التي تعاقدت الشركتان على تنفيذها التمييز المنهجي والتهجير الذي يقوم به الجيش والحكومة الإسرائيليان بحق الفلسطينيين”.
وفي ذلك الوقت، وقع 300 موظف في أمازون على الرسالة الاحتجاجية على نيمبوس. وبعد مرور عامين، زاد هذا العدد أكثر من خمس مرات.
ويحاول الموظفون الذين يعارضون صفقة نيمبوس أيضاً معرفة ماهية هذا المشروع بالضبط. ويشير بيان صحفي صدر عام 2023 إلى أن عقد الحوسبة السحابية يشمل قوات الدفاع الإسرائيلية، وهي القوات العسكرية نفسها التي تقصف غزة، حسبما أفاد موقع The Intercept.
لكن العقد سريٌّ، وقال الموظفون إنهم ما زالوا لا يعرفون بالضبط ما الذي يساهمون فيه. ورفضت جوجل في السابق التعليق على العقد.
اتهامات لـ”أمازون” بتعزيز قدرات جيش الاحتلال
في العريضة التي وقعها 1700 موظف في أمازون، قالوا إن “أمازون بتوفيرها نظاماً حوسبياً سحابياً للقطاع العام الإسرائيلي، تعمل على تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي في الذكاء الاصطناعي ومراقبة المستخدمين لقمع النشطاء الفلسطينيين وفرض حصار وحشي على غزة”.
وقال المتحدث باسم أمازون مونوز عن الالتماس، إن الشركة “تركز على إتاحة فوائد التكنولوجيا السحابية الرائدة عالمياً لجميع عملائنا أينما كانوا”.
والكثير من التنظيم المعارض لنيبموس في أمازون تم في قناة Slack تجمع الموظفين العرب. ويقول هؤلاء الموظفون إنه مع تزايد الدعم لقضيتهم، زادت المضايقات التي يتعرضون لها من زملائهم المختلفين معهم.
وقال الموظفون العرب إنهم سيواصلون المطالبة بمزيد من المعلومات عن اتفاق نظام الحوسبة السحابي وبما يضمن عدم استخدامه لأغراض عسكرية. وقال موظف في أمازون: “كانت تلك هي المشكلة الرئيسية طوال الوقت: الغموض في محتوى العقد”.
عربي بوست