وصل نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء في زيارة تستمر يومين، وذلك في إطار جهود مكثفة تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار “الهش” في قطاع غزة ومنع انهياره.
تُعد هذه أول زيارة رسمية يقوم بها نائب ترامب إلى إسرائيل منذ توليه منصبه، وتأتي بعد أيام من تجدد الاشتباكات العنيفة التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، مما أثار المخاوف من استئناف الأعمال القتالية على نطاق واسع.
الهدف الأساسي من زيارة فانس هو توجيه رسالة واضحة لكل من إسرائيل وحركة حماس بضرورة الالتزام الكامل ببنود الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر ضمن خطة السلام التي صاغتها إدارة ترامب.
وفي هذا الإطار، ينضم فانس إلى المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس، جاريد كوشنر، اللذين وصلا إلى إسرائيل في وقت سابق لإجراء مباحثات تهدف إلى تسوية النزاعات المبكرة التي ظهرت حول شروط وقف إطلاق النار.
وأكد مسؤولون في البيت الأبيض أن وصول فانس يضيف بُعداً رمزياً يبرز التزام واشنطن بالحفاظ على الاتفاق ومتابعة تنفيذه عن كثب لتفادي أي انتكاسات ميدانية.
تأتي زيارة نائب الرئيس الأمريكي بالتزامن مع وصول رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى تل أبيب لعقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين والمبعوثين الأمريكيين لتعزيز التنسيق بين الأطراف المعنية.
هذا التزامن في الزيارات يؤكد الدور المحوري الذي تلعبه مصر كوسيط رئيسي في مفاوضات الهدنة، والجهود الدبلوماسية المتضافرة لضمان انتقال الاتفاق إلى مرحلته الثانية، التي تتضمن قضايا أكثر تعقيداً على المدى الطويل.
من المقرر أن يلتقي جيه دي فانس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث من المتوقع أن تركز المحادثات على الدفع نحو المرحلة التالية من خطة السلام، والتي تتضمن بحث تفاصيل انسحاب إسرائيل من مناطق إضافية في غزة، ونزع سلاح مقاتلي حماس، والحوكمة المستقبلية للقطاع المدمر بعد الحرب.
كما تشمل أجندة فانس زيارة مقر القيادة الخاصة المشتركة للجيشين الأمريكي والإسرائيلي في “كريات غات”، التي تم إنشاؤها مؤخراً لمراقبة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى لقاء عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالت حماس تحتفظ بجثامينهم.
تُشير مصادر في إدارة ترامب لصحيفة “نيويورك تايمز” ووسائل إعلام أخرى إلى أن هناك قلقاً أمريكياً من احتمالية أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإلغاء الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة.
وقد أكد الرئيس ترامب بنفسه أن وقف إطلاق النار ما زال سارياً، معرباً عن أمله في أن يستمر، ولكنه أشار إلى وقوع بعض “الرمي بالنار” من قبل من وصفهم بـ”المتمردين” داخل حماس.
من جهته، قال فانس قبل وصوله إن أفضل السيناريوهات هو توقع “هجمات متقطعة” بين الطرفين، مشدداً على صعوبة التزام كافة الخلايا التابعة لحماس بالاتفاق.
