مقالات
أخر الأخبار

نتنياهو يبشر المستوطنين بـ”إسبارطة العظمى”.. قصة جنون عسكري قادت إلى الفناء

علاء عبد الرحمن


خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على المستوطنين، بتصريحات، تسببت في هزة اقتصادية بدولة الاحتلال، فضلا عن حديثه عن أنه يتعين عليهم أن يكون مثل أسبرطة العظمى دون خيارات أخرى، وهي المدينة التي تسبب ما تعتقد أنه قوة لها بفنائها.

وقال نتنياهو: “سيتعين علينا بشكل متزايد التكيف مع اقتصاد ذي خصائص الاكتفاء الذاتي، إنها كلمة أكرهها، أنا من دعاة السوق الحرة، لقد عملت على قيادة إسرائيل نحو ثورة السوق الحرة، لكننا قد نجد أنفسنا في وضع تعرقل فيه صناعاتنا العسكرية، سيتعين علينا تطوير صناعات الأسلحة هنا”.

وأضاف: “سيتعين علينا أن نكون مثل أثينا وأسبرطة العظمى، ليس لدينا خيار آخر، على الأقل في السنوات القادمة، سيتعين علينا التعامل مع ‏محاولات العزل هذه، ما نجح حتى الآن لن ينجح من الآن فصاعدا”‏.

لكن ما قصة إسبارطة التي يتحدث عنها نتنياهو؟

تعد إسبارطة، إحدى المدن اليونانية القديمة في منطقة الجنوب، بالقرب من نهر يوروتاس، وبدأ ظهورها ككيان سياسي، في القرن العاشر قبل الميلاد، ودارت حولها العديد من الأساطير، حيث تقول الأساطير اليونانية، إن ابن زيوس أحد آلهة الإغريق هو من أنشأها.

وخاضت إسبارطة صراحات مريرة مع أثينا، التي كانت مزدرهة بشتى المجالات سواء العسكرية أو الاقتصادية وحتى الثقافية، ودامت الحروب بينهما قرابة 25 عاما، ولم يوقفها إلا قدوم الفرس للمنطقة واضطرارهما للتوحد لصد غزوهم.

التمدد العسكري

تسبب انتصار الإسبارطيين في المنطقة إلى توسيع نفوذهم، وسيطروا على مدينة ميسينيا إحدى مدن اليونان القديمة، وبفعل سطوتهم وقمعهم لسكانها حدثت ثورة مدعومة من دويلات يونانية مجاورة، كانت على عداوة مع إسبارطة.

ونجح الإسبارطيون، في قمع التمرد، وفرض الهيمنة العسكرية مجددا على ميسينيا، وتسبب ذلك في تحولهم إلى دولة لا تفهم سوى لغة الحرب.

ونشأ على إثر ذلك نظام عسكري كامل للدولة، وبات الشعار أن تكون الحرب وسيلة دائمة للكسب وردع المحيطين بإسبارطة، وتحول الجنود إلى قمة سلم المجتمع، مع إغفال قيمة الاقتصاد والثقافة والأدب لصالح العسكرية.

وظهر كذلك نظام الحاميات، حيث عمدت إسبرطة إلى نشر كتائب عسكرية ثابتة في المدن التي احتلتها، وأخرى في المدن المتحالفة معها أو الخاضعة بشكل غير مباشر، للحكم العسكري، ولم يقتصر التدريب العسكري على الرجال فحسب، بل شمل النساء أيضا، إذ خضعن لبرامج تدريبية على القتال لحفظ جاهزية المجتمع بأسره.

عسكرة الشعب

على إثر العقيدة التي اتخذت في إسبارطة، بات الذكور المرتبة الأولى فيه، مع تهميش النساء، والأطفال الذكور منذ سن مبكرة، يتلقون التدريبات العسكرية المكثفة، من أجل الالتحاق بالجيش وخوض الحروب بصورة متكررة، أما فئة الرجال الكبار في السن فتبقى في المدينة لحمايتها وممارسة الحياة اليومية.

هزيمة أدت إلى الفناء

في عام 371 قبل الميلاد، وقعت معركة  ليوكترا، بين إسبارطة، وثيفيا أو طيبة اليونانية، وكان الإسبارطيون، في حالة غرور، حيث لم يهزموا بمعركة منذ عقود.

واعتمد الجيش الإسبارطي على أسلوب معروف في الحروب اليونانية القديمة هو الفلانكس، وهو عبارة عن صفوف متراصة من الجنود المدرعين، يتقدمون ككتلة واحدة.

لكن قائد الطيبيين، إيبامينونداس، خرج بتكتيك عسكرية جديد يختلف على القواعد القديمة، تسبب في ضرب قلب الجيش الإسبارطي بشكل مباشر، ما أدى إلى تفرقهم ومقتل المئات منهم وخسارتهم بشكل مدو للمعركة.

وكانت معركة ليوكترا، نقطة فاصلة في تاريخ إسبارطة، إذ لم تقم لها قائمة بعد ذلك، وخسرت نفوذها لصالح طيبة وعقب ذلك مقدونيا بقيادة الإسكندر الأكبر، وصارت مع الوقت مجرد مدينة ضمن الكتلة اليونانية، وغزاها الرومان لاحقا.

زر الذهاب إلى الأعلى