في تطور خطير يكشف عن خلل جسيم في المنظومة الأمنية بمحافظة تعز، أظهرت وثيقة رسمية أن السلطات المحلية كانت على علم مسبق بهوية ونوايا الشخص الذي نفذ جريمة اغتيال الأستاذة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، صباح اليوم في جولة سنان.
الوثيقة، المتداولة عقب الحادثة، تؤكد أن الجاني سبق له أن اقتحم مقر إدارة الصندوق، وأغلقه بالقوة، موجهًا تهديدات مباشرة بالقتل للمشهري. وقد تم توثيق هذه الحوادث ورفع مذكرات رسمية بشأنها إلى الجهات الأمنية المختصة، بما في ذلك الشرطة والنيابة العامة. ورغم وضوح التهديدات وخطورة الموقف، لم تتخذ السلطات إجراءات وقائية كافية، ما أتاح للجاني تنفيذ جريمته البشعة بإطلاق أكثر من عشرين طلقة نارية في رأس الضحية.
الجريمة أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية والحقوقية، خاصة بعد الكشف عن هذه الوثيقة التي تضع الجهات الأمنية في دائرة الاتهام بالتقصير، وربما التواطؤ. وتطالب منظمات مدنية وناشطون بفتح تحقيق مستقل وشامل، لا يقتصر على الجاني، بل يشمل كل من تجاهل التحذيرات السابقة أو ساهم في تعطيل العدالة.
وتأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد العنف ضد النساء العاملات في القطاع العام، وسط بيئة أمنية هشة، وتكرار حالات الإفلات من العقاب. ويُنظر إلى اغتيال المشهري على أنه جرس إنذار يستدعي إعادة النظر في أداء الأجهزة الأمنية، وضمان حماية الشخصيات العامة، خصوصًا من يتعرضون لتهديدات موثقة.
