الأخبار المحلية
أخر الأخبار

يد القبيلة في ذمار على الزناد.. مواجهات وغضب قبلي ضد الحوثي من عنس والحدا

قالت مصادر محلية في محافظة ذمار إن موجة عنف غير مسبوقة اندلعت مؤخرًا ضد مليشيات الحوثي، وسط تصاعد الغضب القبلي واستعداد المسلحين للرد على سياسات الجماعة القمعية والجبايات القسرية التي تفرضها على الأهالي.

وأضافت المصادر أن الأسابيع الماضية شهدت مواجهات مباشرة بين قبائل عنس والحدا من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة أخرى، أدت إلى اشتباكات مسلحة وتوترات أمنية واسعة.

وأوضحت المصادر أن تصعيد العنف بدأ حين هاجم عشرات المسلحين من أبناء قبيلة عنس مراكز الجباية التابعة للحوثيين في منطقة سامة شرقي مدينة ذمار، احتجاجًا على فرض إتاوات جديدة على الشاحنات.

وأسفرت العملية عن إحراق غرف الجباية وطرد عناصر الحوثي من المنطقة، بينما أكد الشيخ محمد حسين المقدشي، أحد أبرز مشايخ عنس، أن ما حدث كان دفاعًا عن الحقوق العامة في مواجهة ما سماه “النهب المنظم”.

وأشارت المصادر إلى أن المليشيا الحوثية ردّت بحملة اعتقالات ومحاصرة منازل مشايخ القبائل، الأمر الذي فجّر موجة غضب عارمة بين الأهالي ودفع قبائل الحدا وعنس إلى تحشيد المسلحين والاستعداد للتصعيد، ما دفع جماعة الحوثي للرضوخ والقبول بوساطات قبلية انتهت بتقديم اعتذار رسمي من محافظ ذمار المعين من الجماعة.

وفي تطور لافت، ذكرت المصادر أن قبيلة الحدا تمكنت، نهاية مايو الماضي، من اقتحام العاصمة صنعاء عبر قوافل سيارات مسلحة، رغم انتشار الحواجز الأمنية الحوثية.

ونجح أبناء القبيلة في فرض مطالبهم بإلغاء الضرائب المضاعفة على موردي القات، وهو ما اعتُبر انتصارًا للقبائل على سياسات الحوثي الضريبية.

وأفادت المصادر بأن التوترات تصاعدت مع تهريب قيادات حوثية لمتهمين في جريمة قتل أحد القياديين المنتمين للحدا، ما دفع القبيلة إلى تنظيم اجتماع مسلح أمام السجن المركزي والمطالبة بالتحقيق مع المتورطين.

ورضخت المليشيا مجددًا للضغوط القبلية، فأعلنت ملاحقة الفارين ونجحت في تصفية واعتقال بعض المتهمين.

ويرى مراقبون أن تصاعد العنف القبلي ضد الحوثيين يمثل تحولًا بارزًا في المشهد اليمني، ويعكس فقدان الجماعة جزءًا كبيرًا من هيبتها وقدرتها على فرض السيطرة المطلقة على القبائل، لاسيما في محافظة ذمار التي تُعد إحدى قلاع النفوذ القبلي.

وأكد الصحفي المتخصص في شؤون القبائل، معين الصيادي، أن الأحداث الأخيرة مؤشر على هشاشة سلطة الحوثيين وصعود دور القبيلة كقوة اجتماعية ضاغطة، محذرًا من موجة جديدة من المواجهات قد تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة خلال الفترة القادمة.

وأضاف محللون أن تصاعد الضغوط والاحتجاجات القبلية، في ظل الضربات التي يتلقاها النظام الإيراني الداعم للحوثيين، قد يدفع الجماعة إلى مزيد من التصعيد الداخلي لتعويض خسائرها، أو فرض جبايات إضافية لتمويل عملياتها، الأمر الذي ينذر بمزيد من العنف وعدم الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

*وكالة خبر

زر الذهاب إلى الأعلى