يمنيون يدعمون “المعبقي” بطريقتهم.. كيف أصبحت كوفيته أيقونة رمزية في اليمن؟
نقلا عن الموقع بوست
في تفاعل يمني واسع، تحولت كوفية محافظ البنك المركزي، أحمد غالب المعبقي، إلى أشبه بأيقونة رمزية في البلاد، تضامنا وتأييدا لقرارات البنك التي أصدرها مؤخرا، بإيقاف ستة بنوك رفضت نقل مقراتها الرئيسية من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن أصدر عددا من القرارات والتدابير التي أثارت ردود فعل واسعة النطاق على المستويين المحلي والدولي، من بينها تعليق تراخيص ستة بنوك يمنية وإيقاف شركات صرافة، وذلك ضمن جهود البنك المركزي لتنظيم القطاع المصرفي ومواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها البلاد.
والجمعة طالب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ومحافظ البنك المركزي اليمني بتأجيل القرارات الأخيرة التي اتخذها البنك بحق البنوك التجارية والأهلية بمناطق سيطرة الحوثيين، إلى شهر أغسطس القادم، في ظل نذر تصعيد شامل بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
وزعم المبعوث الأممي، أن القرارات الصادرة مؤخراً بشأن البنوك سوف توقع الضرر بالاقتصاد اليمني وستفسد على اليمنيين البسطاء معاشهم في كل أنحاء البلاد، وقد تؤدي إلى خطر التصعيد الذي قد يتسع مداه إلى المجال العسكري.
والسبت قال القيادي الحوثي المقرب من زعيم الجماعة “علي ناصر قرشة” إن جماعته تلقت بلاغا من السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر بإيقاف قرارات البنك المركزي التي تقضي بإلغاء تراخيص ستة بنوك تجارية تخلفت عن نقل مقارها الرئيسية من صنعاء إلى عدن.
وفي وقت سابق، أعلن مجلس القيادة الرئاسي، تمسكه بجدول أعمال واضح للمشاركة في اي حوار مع الحوثيين برعاية أممية، حول الملف الاقتصادي، مشترطا استئناف تصدير النفط، وتوحيد العملة الوطنية، والغاء كافة الاجراءات الحوثية بحق القطاع المصرفي وفق وكالة “سبأ” الرسمية.
وفي تضامن واسع مع قرارات محافظ البنك المركزي، دشن يمنيون حملات الكترونية على منصات التواصل الاجتماعي، على هاشتاق #معبقيون (أحمد المعبقي – لقب محافظ البنك المركزي) تأييدا للقرارات التي أوجعت جماعة الحوثي ورفضا للضغوط الدولية على الشرعية للتراجع عن تلك القرارات.
واصطف اليمنيون مع قرارات البنك المركزي بكل أسلحتهم، قصائد الشعراء، الرسوم المتحركة والكاريكاتورية، الجرافيك والإنمي والصور، مقاطع الفيديو، الفلاشات المصورة، والغنائية والصوتية، قصص وريلزات، خروج وتظاهر تأييدا للقرارات.
وشهدت مدينة مأرب، أمس الأحد، تظاهرة حاشدة دعما لقرارات البنك المركزي الأخيرة، ورفضا لتدخلات المبعوث الأممي إلى اليمن لتلك القرارات.
وفي مدينة تعز خرج الآلاف، اليوم الاثنين، في تظاهرة حاشدة دعما لقرارات البنك المركزي اليمني ورفضاً للضغوط الدولية على الشرعية للتراجع عن تلك القرارات، كما شهدت مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة، مسيرة جماهيرية حاشدة، جابت شوارع المدينة، دعما لقرارات البنك.
ورفع المحتجون صور محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي ولافتات تؤكد موقفهم الرافض للتراجع عن قراراته لإنهاء سيطرة مليشيا الحوثي على القطاع المصرفي.
في تعبير ملفت عن تأييد اليمنيين للقرارات ارتدى الكثير الكوفية التي تسمى بـ “الزنجباري” تقليدا للمعبقي الذي يعتمرها، سواء في المظاهرات بالشوارع أو على صفحات الناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السياق كتب عضو مجلس النواب، شوقي القاضي، إلى المعبقي قائلا “رفعتَ رؤوسنا، وأعدتَ الأمل إلى شعبٍ أثخنته قياداته السياسية والحزبية بالهزائم والفشل”.
وأضاف “أقولها لك: قسماً عظماً إذا تنازلتَ للمنبطحين، وكسرتَ خاطر شعب يراك أحد المنقذين له، ولم تقاوم حتى آخر نَفَس، ثم تحيط الشعب بما يجري، وإذا انسدت الأمور ننتظر تقديمك الاستقالة موضحاً أسبابها، ما لم فإنا مضطرون إلى سحب الجنسية المعبقية منك، ولك ولجميع أحرار اليمن التقدير والامتنان”.
وقال الكاتب والباحث اليمني، ثابت الأحمدي، “يوما ما.. ستكون كوفية المعبقي إحدى مفردات المشهد السياسي الذي ستتناوله رواية تاريخية ما، ينسج فصولها أحد الكتاب اليوم”.
وأضاف “الرواية تؤرخ للمشهد السياسي الأخير، ابتداء من يوم 21 سبتمبر 2014م، وحتى يتم إسدال الستار لٱخر لحظة، متناولة ما يزيد عن أبرز مئة وجه من وجوه المرحلة فيما يزيد عن 600 صفحة”.
الحقوقي توفيق الحميدي قال إن “كوفية المعبقي، رئيس البنك المركزي، الذي اتخذ قرارات اقتصادية هزت بنيان جماعة الحوثيين بعمق، واشعرتهم لأول ان وجودهم في خطر حقيقي”.
وأضاف -في مقال بعنوان “كوفية معبقيون في معركة ازاحة قاوق “الحوثيون”- أثبتت كوفية “معبقيون” حضورها القوي في مظاهرات تعز، حيث شوهدت علي الروس بكثافة، خاصة الشباب، وهو احتجاج معكوس على القيادات التي تعاقبت على إدارة مرحلة الحرب على مدى عشر سنوات، ولم تكن مقنعه، بل كانت جزء من اليأس والتحباط والفشل.
وتابع “فالمعبقة” سلوك قيادي، انتصر الشعب وعرف نقطة ضعف الحوثي، فأنتصر للجمهورية، فهي حالة ثورية اخلاقية نضالية ، في مرحلة تاريخية حرجة من تاريخ النضال الجمهوري ضد الامامة، في وقت اوشكت الإمامة ان تعلن انتصارها، بمساعدة المجتمع الدولي، والتآمر الاقليمي، مقابل حالة يأس شعبي من الشرعية، وحلفائها من الإقليم”.
وأردف الحميدي بالقول “لقد اعادت القرارت “المعبقية” الثقة بحسم المعركة بأدوات مختلفة غير السلاح وأن الاقتصاد اصدق إنباء من الرصاص، لقد حركت القرارات العالم لانقاذ الحوثي، وبدى بوضوح ان هذه الجماعة ليست سوى وكيل وظيفي، لمخططات خارجية غربية قبل ان تكون ايرانية، فالخروب الأهلية لا يمكن ان تنفجر بدون عامل خارجي.
ويرى الحقوقي الحميدي أن مظاهرات تعز وكوفية “معبقيون”، تؤكد أن الشعب ينشد الخلاص الأبدي، يبحث عن قائد قوي يقود المعركة كما يدرك أن القرارات السيادية المسلوبة والقيادة الضعيفة، هي قوة الحوثي ونقطة ضعف الحكومة الشرعية.
واستدرك “يتعطش الشعب إلى قائد لا يلتفت الي الوراء ويصغي للشعب أكثر من الاخرين يمكنه إعادة ترتيب الأوراق واستخدام القوة التي تملكها الجمهورية، وفي مقدمتها الورقة الاخلاقية والاقتصادية والسياسية”.
وأكد أن كوفية المعبقي اليوم في مقابل القاوق معركة اقتصادية ببعدها الرمزي، التراث والبساطة اليمنية مقابل قاوق السلالة والاستعلاء، الكوفية لبس الشعب في مقابل قاوق المستكبرين الذين يرون من انفسهم انهم اتوا من نسل اله، معركة كسر العظم وازاحة الوعي الزائف”.
وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، غرد بالقول “مَعْبَقَيُّون” في تعليق على التظاهرة في مدينة تعز المؤيدة لقرارات البنك المركزي.
القيادي في حزب المؤتمر، كامل الخوداني، غرد بالقول “صباح الخير يا أحمد غالب المعبقي، لقد أصبحت حديث الناس وبطلهم، كوفيتك أصبحت رمز عزة وكرامة، كل الشعب الى جانبك”.