الأيادي على الزناد.. تحشيدات غير مسبوقة لجميع الأطراف في حضرموت مع تحليق مكثف للطيران الحربي

تشهد محافظة حضرموت منذ ساعات تصعيدًا ميدانيًا غير مسبوق، مع تحركات عسكرية واسعة النطاق من مختلف الأطراف، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء الوادي والصحراء، ما يعكس حالة التوتر المتصاعدة واحتمالات انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة.

وقالت مصادر ميدانية إن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق متفرقة في حضرموت، شملت انتشارًا في محيط مدن ومواقع استراتيجية، في إطار رفع مستوى الجاهزية استعدادًا لأي تطورات محتملة.

وفي المقابل، أفادت مصادر محلية بأن حلف قبائل حضرموت أعاد تجميع قواته في عدد من المناطق، أبرزها غيل بن يمين، وسط استنفار قبلي واسع وتحركات لعناصر مسلحة تابعة للحلف، في ظل مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهات مباشرة بين القوات المنتشرة على الأرض.

وبالتوازي، أكدت مصادر عسكرية أن قوات درع الوطن، إلى جانب فصائل أخرى موالية للحكومة، كثفت انتشارها في محيط منطقة العبر ورفعت جاهزيتها القتالية إلى مستويات عالية، تحسبًا لأي تصعيد قد يمتد إلى تلك المناطق ذات الأهمية الجغرافية والعسكرية.

وتزامنت هذه التحركات مع تحليق مكثف للطيران الحربي فوق مناطق الوادي والصحراء، في مشهد وصفته مصادر محلية بأنه “الأكثر كثافة منذ سنوات”، ما زاد من حالة القلق الشعبي بشأن احتمالات اندلاع مواجهة واسعة النطاق.

وتأتي هذه التطورات وسط سجال سياسي وإعلامي محتدم حول مستقبل حضرموت، وتباين واضح في مواقف القوى المحلية بشأن إدارة المحافظة وترتيبات الأمن فيها، في وقت تتكثف فيه التحركات الإقليمية والدولية الداعية إلى التهدئة وضبط النفس، ومنع انزلاق المحافظة إلى مربع الصراع المفتوح.

ويرى مراقبون أن الهدوء النسبي الذي تشهده بعض المناطق قد يكون مؤقتًا، في ظل مؤشرات ميدانية تدل على استعداد الأطراف المختلفة لسيناريوهات المواجهة، فيما تتزايد الدعوات المحلية لتغليب لغة الحوار وتجنب الحلول العسكرية التي قد تكون كلفتها الإنسانية والأمنية باهظة.

وتبقى حضرموت، حتى اللحظة، على صفيح ساخن، مع ترقب واسع لأي تطور ميداني قد يغير معادلة المشهد في واحدة من أكثر المراحل حساسية منذ سنوات.

Exit mobile version