بعد انتظار غير قصير؛ وصلتني ليلة البارحة نسخة إلكترونية من كتابي الجديد *الحرية الفكرية : حق التفكير والتعبير بين النموذجين الإسلامي والغربي (أفكار ومناقشات* )، الصادر عن مركز المجدّد للبحوث والدراسات- اسطانبول، في 9من المحرّم 1446 ه الموافق لـ15 من يوليو/تمّوز 2024م.
يتناول هذا الكتاب الواقع في 264 صفحة من القطع الكبير أربعة مباحث هي:
الأول: العقل مع النقل في الفكر الإسلامي (تآزر وتعانق أم تنافر وتضاد* ؟)، متطرّقاً إلى بعض أبرز الشخصيات الجدلية ذات العلاقة ( *ابن رشد -الفخر الرزي- ابن تيمية* )، ثم ما عُرف *بمدرستي الرأي وأهل الحديث* ، مشيراً إلى بعض أبرز الرموز الفلسفية والفكرية ذات العلاقة مثل أبي حامد *الغزالي وموقفه من السببية، وابن رشد الحفيد وموقفه من النقل (الوحي)، وابن تيمية موقفه من العقل* .
أما المبحث الثاني فكان مخصصا لبحث *الحريّة الفكرية ومعاييرها* ، خاصة في ضوء ما يُعرف بـ” المواثيق الدولبة” المعاصرة.
ليأتي بعد ذلك المبحث الثالث المخصّص لقضيتين متلازمتين من أكثر القضايا إثارة للجدل في الفكر الغربي وأتباعه تجاه الفكر الإسلامي، وهما: *الجهاد والردّة* ، حيث حاول المؤلّف في هذا المبحث مناقشة هاتين القضيتين من مختلف الوجوه ذات العلاقة، ليخلص إلى أن الردّة في الفكر الإسلامي، مرتبطة، بمدى حرص معتنقيها، على فرضها على المجتمع الإسلامي، بقوّة السلاح المادي، وما في حكمه، وليس لمجرّد قناعتهم الشخصية بها، بناء على بحث واعتقاد ذاتي. وهذا الرأي وإن بدا – ربما- جانحاً قليلاً أو كثيراً، عن الرأي الشهير لجمهور الفقهاء؛ لكنه مدعّم بالنقاش العلمي المنهجي، المنضبط بالأصول المنهجية، التي يصدر عنها جمهور الفقهاء أنفسهم. أما المبحث الرابع والأخير فجاء متوسّعاً لمناقشة *حقيقة حق التفكير والتعبير في الغرب* ، مستجمعاً جملة من المواقف والشواهد في مختلف المجالات ذات العلاقة، وفي مختلف دول الغرب، سواء على مستوى السياسة، أم الإعلام خاصة مع كشفته مؤخراً أحداث طوفان الأقصى، عن حقيقة الحرية الفكرية في الغرب، ولا سيما في ضوء انتفاضة شباب الجامعات الغربية وعدد غير قليل من مواطني تلك البلدان، أم على مستوى الحريّة الأكاديمية في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الغربية ، وهذه الأخيرة أخذت حيّزاً مقدّراً، لاهتمام المؤلّف الشخصي بها منذ وقت مبكّر، وكونها على التماس من تخصصه في فلسفة التربية. واختتم الكتاب بملحق عن حقيقة المقدّس الديني وحدوده وضوابطه بين النقد العلمي والعمل العبثي (التعبير والتشهير)، وهي مقالة قديمة للمؤلّف، ذات علاقة بموضوع الكتاب.
المصدر: حساب أ.د. أحمد الدغشي على فيسبوك