بين الفترة والاخرى يعترف قادة ونشطاء حوثيون بولاء الجماعة وتبعيتها لايران رغم محاولات قادة الصف الاول نفي الأمر كلياً والادعاء بأن الجماعة غير تابعة لأي دولة لكن مع مرور الايام وتسارع الاحداث يضطر بعضهم للاعتراف بما ينفيه البعض الاخر، وفي كل الاحوال لم يعد الشعب اليمني بحاجة الى اعترافهم او نفيهم فقد اصبحت الامور واضحة حالياً اكثر من اي وقت مضى.
شماعة القضية الفلسطينية
وتعد ” القضية الفلسطينية ” من اهم الاسباب التي دفعت الحوثيين لاعترافهم بولائهم لايران بحجة ان ايران ” تناصر فلسطين” ولذلك، فهم يرون ان الوقت قد حان بالنسبة اليهم لرفع الحرج في مولاة ايران مادامت ايران في صف القضية الفلسطينية، وفي الاسبوع الماضي نشر ناشط ومدون حوثي معروف على موقعه في منصة اكس تغريدة قال فيها ” نعم نحن جماعة نتبع ايران ونفتخر فهي الدولة الوحيدة التي تناصر القضية الفلسطينية”، ويعتقد الغالبية من اليمنيين والعرب بأن مناصرة ايران لفلسطين “كذبة العصر” اخترعتها ايران ثم صدقتها، وجميع الوقائع والاحداث الاخيرة قد اثبتت بأن ايران وميليشياتها في المنطقة قد استغلت القضية الفلسطينية لكسب تعاطف الشعوب ثم تخلت عنها في معركتها الحاسمة طالبةً من ميليشياتها في اليمن ولبنان القيام ببعض الدعاية العبثية والاعمال التي لم تضر اسرائيل ولم تنفع فلسطين بل استفادت منها ايران فقط.
سندوسكم ايها العبيد !!
ونشر ناشط حوثي آخر يدعى ” مالك المداني” في ذات الاسبوع تغريدة على موقعه في ” اكس” دافع فيها عن ايران ووصف العرب بـ” نتاج المومسات” و ” ابناء الحرام” قائلاً :” نحن مجوس.. فرس ..وعملاء ونحن اكبر خطر يهدد دينكم وعرضكم ماذا ستفعلون يانتاج المومسات؟ اياً يكن .. سارعوا في القيام به وكأن لديكم شرف يا ابناء لحرام لتدافعوا عنه..وكأنكم تملكون الشجاعة لفعل اي شيء” مختتما تغريدته بقول ” استعبادكم سهل.. وسندوسكم دون ان نشعر”.
وتعكس هذه التغريدة مدى القهر والألم الذي تشعر به ميليشيا الحوثي جراء فشل خطتها في تحسين صورتها امام اليمنيين من خلال ماتقوم به في البحر الاحمر وعدم تقبل اليمنيين للحوثيين حتى وهم يدعون بانهم يحاربون اسرائيل، وكانت جماعة الحوثي تأمل في ان تؤدي مسرحياتها الهزلية الى تغيير وجهة نظر اليمنيين عنها من جهة، واسكات المعارضين لها من جهة اخرى، غير ان أياً من ذلك لم يحدث وازدادت نقمة الجماهير على هذه العصابة الكهنوتية وفوجئ الحوثي برفض الشعب اليمني الربط بين تقبل الانقلاب والسكوت عن المطالب الحقوقية الاساسية، وبين تأييد القضية الفلسطينية العادلة.
ذكرى الثورة الخمينية.. في صنعاء
وفي حدث غير مسبوق، اقامت جماعة الحوثي الشهر الماضي في مقر السفارة الايرانية بصنعاء، احتفالية بمناسبة ” ذكرى انتصار الثورة الايرانية” التي قادها مؤسس الحكم الطائفي في ايران الهالك علي الخميني، وحضر الاحتفالية عدد كبير من قيادات جماعة الحوثي والقيت في الاحتفالية الخطابات والقصائد التي تؤكد ولاء الجماعة لايران قلباً وقالباً كقول احد الشعراء في الحفل :
احنا مع ايران وقائدنا الخميني
سليل طه والبتول
والثورة الاسلامية نهجي وديني
بقيادتك يابن الرسول
وهو ما يحطم تماما كلما روج له الحوثييون طيلة عشر سنوات من انهم يدافعون عن السيادة اليمنية وبأنهم يريدون اخراج اليمن من الوصاية الاجنبية، ففي عهدهم دخلت اليمن تحت الوصاية الايرانية بصورة لم يسبق لها مثيل وصارت المياه الاقليمية اليمنية ساحة للصراعات الدولية، وبعد ان كان الحوثيون يتهمون كل من يصف اليمن بأنها ” الحديقة الخلفية ” للملكة العربية السعودية، تحولت اليمن في عهدهم الى خادم مطيع لايران الفارسية التي وصفتهم عدة مرات بأنهم مجرد ” شيعة شوارع”.
تشابه كبير
ويرى اليمنيون بأن الدليل الأكبر على تبعية الحوثيين لإيران هو التطابق الكبير بين حال ” صنعاء” وبين العواصم الاخرى التي سيطرت عليها ايران مثل ( بيروت، بغداد، دمشق) من ناحية الخراب والدمار والتدهور الاقتصادي وانعدام الأمن والخروج من التصنيفات الأممية في مجالات التعليم والصحة والطفولة الآمنة وحقوق المرأة، حيث صارت كل عاصمة من العواصم الاربع تبدو وكأنها نسخة مطابقة تماماً للأخرى واصبحت ” البصمات الايرانية” واضحة في جميع هذه المدن التي تعد من اهم واعرق المدن العربية، وحولتها ايران بيد عصاباتها التي ربتها وغذتها الى مدن اشباح لاشيء فيها غير المباني المهدمة ومجاميع المتسولين واشلاء الاطفال وطوابير الماء والخبز والغاز والمساعدات الانسانية .