تقرير خاص
في اعتراف رسمي من قبل جماعة الحوثي، اقر القيادي الحوثي يوسف الفيشي بأن خسائر ميناء الحديدة، أحد أهم الموانئ اليمنية وأكثرها حيوية، قد تجاوزت 330 مليون دولار منذ بداية الضربات الجوية الاخيرةعلى الميناء، ويكشف الرقم عن حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد اليمني حيث يعتبر ميناء الحديدة من أكبر الموانئ البحرية في البلاد ومن أبرز نقاط التجارة البحرية التي تربط اليمن بالعالم الخارجي.
خسائر مدمرة للاقتصاد الوطني
وينظر الى ميناء الحديدة، الذي يقع على الساحل الغربي لليمن، نقطة استراتيجية حيوية بالنسبة للاقتصاد اليمني،فهو المنفذ الرئيسي لاستيراد المواد الغذائية الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تصل إلى ملايين اليمنيين، وبحسب التقارير، فإن الخسائر التي تكبدها الميناء منذ سيطرة الحوثيين عليه عام 2014، قد أثرت بشكل بالغ على تدفق السلع الأساسية إلى البلاد، وزادت من معاناة ملايين المدنيين الذين يعانون من الفقر و الجوع، وتشمل الخسائر التي قدرتها جماعة الحوثي بـ 330 مليون دولار تدمير البنية التحتية للميناء وكذلك الأضرار التي لحقت بالأنشطة التجارية البحرية، والتي ساهمت في انخفاض إيرادات الدولة وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
التداعيات الإنسانية والاقتصادية
كما تسببت الأضرار الجسيمة التي لحقت بميناء الحديدة في تعطيل حركة الشحن مما أدى إلى تأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وكذلك المناطق المحاصرة من قبلهم في باقي أنحاء البلاد، إضافة إلى زيادة تكلفة الشحن والنقل بسبب تدمير الميناء جعلت المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى تصل بأسعار مرتفعة للغاية، مما زاد من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من ارتفاع معدلات الفقر و البطالة.
الحوثيون يواصلون تدمير الاقتصاد الوطني
ويرى مراقبون بان الاعتراف الحوثي بالخسائر في ميناء الحديدة يضع النقاط على الحروف حول مدى تأثير الحرب على الشعب اليمني، فمنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014، باتت الاقتصاد الوطني في اليمن في حالة من التدهور المستمر بسبب الحرب والدمار الذي لحق بالبنية التحتية للموانئ والمطارات، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد و توقف الكثير من المشاريع الاقتصادية، ويخشى المراقبين من إن تدمير ميناء الحديدة لن يكون مجرد ضربة للاقتصاد، بل سيكون له تأثير مباشر على الأمن الغذائي في البلاد، حيث يُقدّر أن 80% من البضائع التجارية تصل عبر ميناء الحديدة، لذلك فقد يكون الجوع و ارتفاع الاسعار من أكبر التحديات التي يواجهها اليمنيون اليوم.
حصار اقتصادي
ويؤكد خبراء الاقتصاد ان الأضرار التي لحقت بميناء الحديدة أدت إلى تقليص قدرة اليمن على استيراد السلع الأساسية مثل القمح و الوقود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ولأن الميناء هو المنفذ الرئيسي للواردات، فإن تدميره أو تدمير البنية التحتية المرتبطة به يعتبر بمثابة حصار اقتصادي يساهم في تجويع الشعب اليمني بشكل مستمر.
النتائج السياسية والاقتصادية
بجانب الأضرار الاقتصادية، فإن الاعتراف بهذه الخسائر من قبل الحوثيين يعكس بحسب المحللين عدم اكتراث الجماعة بالآثار الإنسانية المترتبة على تدمير هذه المنشآت الحيوية، وبدلاً من التركيز على إعادة بناء الاقتصاد أو إيجاد حلول لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، تواصل جماعة الحوثي تصعيد الحرب وتدمير الموارد الاقتصادية التي يمكن أن تساعد الشعب اليمني على تجاوز الأزمة، وتضاف خسائر ميناء الحديدة إلى سلسلة من الأضرار التي ألحقها الانقلاب بالاقتصاد اليمني، والتي لا تزال تداعياتها تؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين اليمنيين، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من الجوع و الفقر.