الخلاص من ثالوث التخلف والجهل والعبودية أعظم منجزات ثورة الـ26 من سبتمبر

تقرير

أجمعت شرائح المجتمع اليمني، على أن الخلاص من التخلف والجهل والعبودية كانت من أعظم منجزات ثورة الـ ٢٦ من سبتمبر عام ١٩٦٢ الخالدة..مؤكدة انه بعد القضاء على هذا الثالوث الخطير انتقل اليمن إلى مرحلة جديدة من البناء والتنمية على كافة الأصعدة والمشاركة في اتخاذ القرار عقب إزالة الفوارق الطبقية ومساواة جميع أفراد الشعب.

واتفقت شرائح المجتمع اليمني، على أن محاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية إعادة إحياء الإمامة وطمس معالم الثورة زاد من تمسك اليمنيين بها باعتبارها رمزاً ثورياً تدفعهم للتخلص من الإمامة بشكلها الجديد .

ميلاد كل يمني حر…

يقول الإعلامي نعمان عايض “السادس والعشرين من سبتمبر هو يوم ولدت فيه اليمن، وكل يمني حر تاق إلى الخلاص من الجهل والظلم والعبودية والاستبداد الكهنوتي والجوع والمرض والانغلاق عن العالم”..مؤكداً ان الثورة الخالدة منحت الإنسان اليمني حريته وكرامته التي كانت مسلوبة، وحررته من العبودية والطبقية والعصبيات القبلية، وأعادت له الحق الشرعي في السلطة والثروة المغتصبة من السلالة الكهنوتية.

واضاف عايض في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبرالمجيد ” التحرر من الخرافات والجهل أدى إلى بناء المدارس والجامعات والكليات وبناء المؤسسات العسكرية والأمنية، وأنقذت الثورة السبتمرية الشعب من الأمراض والأوبئة ببناء المستشفيات، وإيجاد الخدمات والرعاية الإجتماعية، وبنت دولة مؤسسات لها دستور وقوانين وتشريعات حفظت الحقوق والواجبات لكل يمني”.

وتحدث عايض، عن منجزات ثورة ٢٦ سبتمبر والتحولات الجذرية الوطنية والمعرفية والثقافية التي أخرجت الطبيب والمهندس والطيار والمحامي والمعلم والشاعر والأديب والأكاديمي والدبلوماسي والقائد، وساهمت في الانفتاح مع العالم الخارجي على كافه الاصعدة والمستويات .

ويرى عايض، ان انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني، في ٢١ سبتمبر عام ٢٠١٤ وما أعقبه من ممارسات وجرائم وانتهاكات، عزز من وعي المجتمع اليمني تجاه ثورة ٢٦ سبتمبر وزادت من أهميتها كـ”رمز” للتحرر من الاستبداد الحوثي الذي يسعى لاعادة إحياء النظام الإمامي والقضاء على المكتسبات الجمهورية ومنجزات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر..مشيراً إلى أن ارتفاع وتيرة الاحتفالات الشعبية العفوية كل عام بذكرى هذه الثورة دليل على تمسك اليمنيين بها ومكتسباتها واستنفارهم للدفاع عنها ضد محاولات الميليشيات الحوثية طمس معالمها الثورة اليمنية المباركة.

فعل انساني ثائر…

الكاتبة والفنانة التشكيلية ابتسام الصرمي، وصفت ما حدث صبيحة الـ٢٦ من سبتمبر عام ١٩٦٢ بأنه “فعل إنساني ثار لحقوق الإنسان التي يستند عليها لينهض كل صباحاً يواجه يومه في هذه الحياة الصعبة وهي حقوق يتمتع بها الإنسان في بلدان كثيرة” .

وأشارت إلى ان ما لاقاه الإنسان اليمني في عهد الإمامة لم يقتصر، على سلب الحرية والكرامة، بل أزهقت ارواح البسطاء الذين تم قتلهم وسلب أراضيهم وحياتهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم كالتعليم الذي كان حكراً على السلالة فقط فيما الباقون لهم الجهل والتخلف الممزوج بالقهر والظلم اللذان يغذيان نزعه السلطة الاستبدادية.

وأمتدحت الصرمي، ابطال ثورة الـ٢٦ من سبتمبر الذين قالت عنهم “أبطال يغلي دم الحرية في عروقهم، لم تهن عليهم كرامتهم وعزتهم ما اشعل فيهم قوة جبارة في أرواحهم يواجهون بها الظلم والظلام الدموي الذي اغلق أبواب العالم والحياة في وجوههم”.

ونوهت الصرمي بدور المرأة ووقوفها أمام هذا الظلم وتقديمها كأم وزوجة وابنة كل غالي ونفيس لمساندة الرجل في التخطيط والعمل..مؤكدة أن الثورة كانت هي القوة التي واجه الإنسان اليمني بها الإمامة ومنها اشرقت شمس الحرية من جديد وعاد الإنسان اليمني يبني الحياة، وأصبحت المرأة قادرة على تولي أعلى المناصب في المجتمع السياسي والتعليمي والثقافي.

واكدت الفنانة التشكيلية الصرمي، في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، أن البلاد بعد الثورة شهدت تقدماً ملحوظاً وشاركت المرأة في عملية البناء والتنمية وصارت أحد أهم الأعمدة التي يستند عليها المجتمع.

الثورة جاءت كمخلص…

الكاتب والروائي، حميد الرقيمي في حديثه، قال “إن ثورة سبتمبر الخالدة وضعت اليمني على الخارطة الإنسانية بعد أن كان مجرد كائن يعيش في حظيرة تُمارس عليه كل أشكال الذل والاستعباد ومجرد من حقوقه الأساسية ومخفيًا عن العالم تمامًا”.

واضاف “جاءت الثورة كمخلص وفاتحة للوجود اليمني الحديث، ولهذا وجد اليمني نفسه في طليعة مختلفة، وعادت إليه روحه الأصيلة وتجلى في معالم مختلفة، كان فيها نبراسًا مضيئًا وحالمًا صلبًا في سبيل رفضه للظلم والاستعباد والهوان”.

ولفت الرقيمي، إلى أن الثورة نجحت في تشكيل الوعي الوطني والثقافي والمعرفي لدى شريحة كبيرة من المجتمع اليمني، وساهم هذا النجاح في بناء مجتمع متماسك وواجه العديد من الضربات دفاعًا عن الثورة والجمهورية والسيادة الوطنية.

ويرى الرقيمي أنه من الطبيعي أن يحتفل اليمنيون في كل ذكرى بزخم كبير، وقال: “اليوم يختلف عن الأمس، وما تمارسه الإمامة الجديدة ضد اليمن وهويته وثقافته يجعلنا أكثر حرصًا على هذه الثورة، ويمدنا بوعي كبير بحقيقة هذه الفئة التي تقدم نفسها بصورة واضحة وتعكس ما كانت عليه القوى الرجعية المتمثلة بالإمامة والمتصلة بها، وهذا لا يمكن إلا أن يولد تمسكًا أكبر بالثورة والدفاع عن أهدافها بالروح والدم”.

فتحت الباب لبناء الدولة الحديثة…

من جانبه الأكاديمي والدكتور الجامعي، زياد المخلافي، أكد أن ثورة 26 سبتمبر 1962 مثلت نقلة نوعية في تاريخ اليمن إذ تمكنت من إسقاط نظام الإمامة المتخلف وفتحت الباب لبناء الدولة الحديثة..منوهاً بانجازات الثورة على مختلف الاصعدة، والتي ساهمت في خلق وعي ثقافي ووطني يعزز الشعور بالانتماء لليمن الجمهوري، بعيدًا عن الحكم الامامي المليشاوي الذي كان يسيطر على البلاد لقرون.

وقال “أصبح الشاب اليمني أكثر وعياً بحقوقه وواجباته كمواطن في دولة حديثة، بدلًا من أن يكون تحت رحمة نظام استبدادي عنصري تتحكم في سلاله واحده تتخذ من الجانب الديني تشريع لبقائها”..مؤكداً ان محاولات الميليشيات الحوثية للانقضاض على مكتسبات ثورة 26 سبتمبر بمثابة دافع إضافي لليمنيين لتأكيد حبهم وولائهم لهذه الثورة.. مشيرا إلى أن الحوثيين سعوا إلى إعادة النظام الإمامي بشكل جديد وقاموا بالترويج لفكر طائفي واستبدادي يعيد البلاد إلى عصور التخلف، ولكن محاولاتهم لم تفلح في إخماد روح ٢٦ سبتمبر.

وقال الدكتور المخلافي “ثورة 26 سبتمبر ليست فقط حدثًا تاريخيًا، بل هي رمزاً للنضال من أجل الحرية، والتقدم، والعدالة، وستظل محفورة في وجدان الشعب اليمني، مهما كانت التحديات”.

فرص تعليمية أوسع…

بدورها التربوية رحمة منصر تطرقت إلى وضع التعليم قبل قيام ثورة ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢، وقالت “إن الحكم الامامي أضعف التعليم وحصر فرصه الداخلية والخارجية على المقربين له ما تسبب في ارتفاع معدلات الأمية وانتشار الجهل والتخلف “.

واضافت “أن نجاح الثورة شهدت البلاد نهضة واسعة في قطاع التعليم، واتيحت الفرص بشكل اوسع للشباب من مختلف طبقات المجتمع”..موضحة أن هذه التحول في التعليم ساهم في تحقيق المنجزات على مختلف المستويات وساعد على توسيع مجالات التعاون مع دول الإقليم والعالم .

واكدت في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر، أن ثورة ٢٦ سبتمبر ستظل علامة فارقة في حياة اليمنيين ودافع قوي للتخلص من الإمامة في هيئتها الجديدة ممثلة بميليشيا الحوثي التي تسعى جاهدة لإعادة الزمن إلى الوراء واحياء نظام الإمامة لكن على الطريقة الإيرانية .

وترى منصر أن محاولات الميليشيات الحوثية لطمس معالم هذه الثورة تزيد من تمسك اليمنيين بها وترسيخها في وجدانهم..معتبرة الاحتفالات الشعبية كل عام بهذه المناسبة تأكيد على خلود هذه الثورة.

حديث الأجداد يؤكد عظمة الانجاز…

الناشط الشبابي حامد علي عبده، خلال حديثه عن ثورة ٢٦ سبتمبر قال “يستذكر حديث الأجداد وكبار السن عن أوضاعهم ابان حكم الإمامة ليتأكدوا عظمة إنجاز هذه الثورة التي نقلت اليمن إلى مراحل متقدمة من النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.

وأشار حامد إلى أهمية المنجزات التي تحققت بفضل هذه الثورة كونها لامست احتياجات الناس ولبت متطلباتهم..معرباً في الوقت نفسه عن اسفه لعملية التدمير الممنهج الذي تمارسه الميليشيات بحق منجزات هذه الثورة على طريق إعادة نظام الإمامة من جديد .

واكد انه مثلما قال اليمنيون كلمتهم ضد الإمامة الاولى سيقولون كلمتهم ضد الإمامة الثانية وسيستعيدون الجمهورية المختطفة مستلهمين الأفكار من الثورة السبتمبرية الأم ومن تضحيات أبطالها.

Exit mobile version