السنة الهجرية.. قيم النبوة و انحرافات العقيدة الحوثية

تقرير خاص

في لحظة ينتفض فيها الوجدان الإسلامي لاستحضار ذكرى الهجرة النبوية، تطلُّ علينا أيام تذكّرنا بأعظم رحلةٍ غيرت مسار التاريخ، رحلةٌ حملت في ثناياها أخلاق النبي ﷺ الذي جسّد الرحمة والعدل والوسطية، فكان خلقه القرآن وقانونه الرحمة، وبينما تزين المساجد وترفع الأيدي بالدعاء والذكر فرحا بهذه المناسبة، يجد اليمنيون أنفسهم في مواجهة تناقض صارخ بين ما جاء به الإسلام، وما تفعله ميليشيا الحوثي التي تتستر باسم الدين والنبي محمد وهي تمارس أبشع الانتهاكات بحق اليمنيين.

نبي الرحمة

أجمعت كتب السيرة على ان الرسول ﷺ كان يوصي جيشه قبل أي معركة قائلا: (لا تقتلوا طفلاً ولا امرأةً ولا شيخاً)، ويقول عليه الصلاة والسلام : (الراحمون يرحمهم الرحمن)ز لكن في المقابل أظهرت ميليشيا الحوثي أشد أنواع الإجرام والقسوة بحق المسلمين الآمنين في صنعاء وصعدة وتعز وحجة والحديدة، وفجرت البيوت على رؤوس أهلها، وأبادت عائلات بكاملها.

يسرد “أبو محمد”، وهو نازح من تعز، لموقع الوعل اليمني كيف فجّر الحوثيون منزله بصاروخ القوة على حي سكني في تعز المدينة قائلا: “يدعون أنهم أولاد النبي ويحكمون بالشريعة وفجروا بيتي وأنا نائم ومالي دخل بالحرب لا من قريب أو بعيد ، أي شريعة هذه التي تُبيح سفك دَم الأبرياء وتشريدهم وهدم بيوتهم؟”.

العدل مقابل النهب

وتعد الحرية من أهم القيم التي جاء بها الإسلام وأرسى قواعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟”، بالعكس تماما من الحوثيون الذين استعبدوا الشعب بالحديد والنار، فنهبوا رواتب الموظفين، وصادروا أرزاق الأرامل تحت مسمى “الزكاة”، بينما قادتهم يعيشون في قصورٍ باذخةٍ من أموال الفقراء، تقول “أم يوسف”، وهي معلمة من صنعاء لموقع الوعل اليمني: “أولادي جائعون فأنا لم أتلق راتبي منذ سنين ومجبورة على مواصلة التدريس مقابل بعض الفتات مما يسمى “مساهمة مجتمعية” وأعرف مشرف حوثي كان معي في المدرسة لديه الآن عقارات في لبنان”.

رفض التزييف

وسط هذا الظلام، يؤكد اليمنيون بأن الإسلام هو إسلام التسامح لا إسلام القتل والاعتقالات وتفجير المنازل، تقول أم أحمد، معلمة متقاعدة:
“كل عام والأمة الإسلامية بخير، نُهنئكم ايها المسلمون ونحن نعيش تحت رحمة من سرقونا ودمروا أحلامنا وخطفوا أولادنا واعطوهم السلاح بدلاً من الكتب وهم يتشدقون بانهم من ال البيت، في حين رسولنا ﷺ قال: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا) أما هم فما رحموا الكبير ولا الصغير”.

ويقول “محمد”، بائع في سوق الملح: “أبارك للعالم العربي والإسلامي هذه الذكرى العظيمة، ذكرى هجرة نبي العدل الذي جاء بالإسلام رحمة للعالمين، في الوقت الذي يسرق الحوثيون قوت يومنا ولم نعرف ان أطفالنا ينامون جوعى الا في عهدهم ، ثم فوق ذلك يرفعون شعار الله أكبر ويقولون ان النبي العظيم جدهم”.

استوصوا بالنساء

أما “نادية”، طالبة جامعية، فتقول لموقع الوعل اليمني: “رأس السنة هجرية مناسبة عظيمة و سعيدة على الأمة الإسلامية رغم أنها تمر علينا ونحن محاصرون بلا امن ولا أمان، والمرأة اليمنية الحرة تذل وتهان من قبل جماعة خارجة عن الدين والأعراف والتاريخ، وأصبحت في السجون تتحمل أشد أنواع التعذيب الدموي، بينما النبي ﷺ كان يوصي بالنساء خيراً، وهؤلاء يُرملوننا ويسجنونا ويقتلوننا ويُفقروننا.”

ويقول “عبد الرحمن”، موظف حكومي: “تهانينا للأمة الإسلامية بهجرة النبي ﷺ الذي وحد القلوب، وأسأل الله أن يمن على اليمنيين بالخلاص من هذه الجماعة التي فرقت اليمنيين وأضعفت شوكتهم وصادرت رواتبهم ليشتروا بها العقارات والشركات، ثم يتغنون بحب النبي والنبي عليه الصلاة والسلام بريء من أفعالهم.”

Exit mobile version