بوتين ومودي يُعززان الشراكة بقمة في نيودلهي واتفاقيات دفاعية واقتصادية بعشر سنوات

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الجمعة، القمة الثنائية السنوية الـ22 بين البلدين في نيودلهي، وهي الزيارة الأولى لبوتين إلى الهند منذ بداية جائحة كوفيد-19، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية التي يوليها الطرفان لتعزيز “الشراكة الاستراتيجية الخاصة والمتميزة” بينهما.

القمة، التي استمرت لنحو خمس ساعات، ركزت على تطوير العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والطاقة، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية، بما في ذلك التطورات في أفغانستان ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

فيما يتعلق بمجال التجارة والاقتصاد، سعى الطرفان إلى تجاوز حاجز تراجع التبادل التجاري الذي بلغ حوالي $9.5 مليار في عام 2020، وحددا هدفاً طموحاً لزيادة التبادل التجاري إلى $30 مليار بحلول عام 2025.

ووقع الجانبان اتفاقية مدتها عشر سنوات حول التعاون في قطاع النفط والغاز، وتعهد بوتين بزيادة صادرات النفط والغاز المسال إلى الهند.

كما تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في قطاعات رئيسية تشمل النقل، والفضاء، والتعليم العالي، والسياحة.

وأشارت مصادر إخبارية إلى أن الهند وروسيا ناقشتا أيضاً سبل تسوية المدفوعات الثنائية بالعملات المحلية للحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي، مما يعزز استقلالهما المالي.

أما في المجال الأبرز وهو التعاون العسكري والدفاعي، فقد كان هذا الملف محورياً في المباحثات، حيث تظل روسيا هي المورد الرئيسي للمعدات العسكرية للهند. وقع الجانبان اتفاقاً للتعاون العسكري-التقني يمتد لعشر سنوات (من 2021 إلى 2031).

وبالرغم من التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات بموجب قانون “مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات” (CAATSA)، مضت الهند قدماً في صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية إس-400 (S-400) الروسية، وتم تأكيد بدء تسليم أولى وحدات المنظومة في وقت قريب من عقد القمة.

بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على إنتاج مشترك لأكثر من 600,000 بندقية هجومية من طراز كلاشنيكوف (AK-203) في منشأة إنتاج مشتركة بولاية أوتار براديش الهندية، ما يعزز مبادرة “صنع في الهند” (Make in India).

على الصعيد الدبلوماسي والإقليمي، اتفق القائدان على ضرورة تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع الأطياف في أفغانستان، مع التشديد على أهمية ضمان عدم تحول الأراضي الأفغانية إلى ملاذ آمن للإرهاب.

كما تم الإعراب عن الالتزام بالعمل معاً لتعزيز الاستقرار والأمن في آسيا الوسطى والمحيط الهادئ. وعقب القمة، صدر بيان مشترك يؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدتها الإقليمية، ودعم مبادئ القانون الدولي، مع التشديد على أن العلاقات الهندية-الروسية لا تستهدف أي دولة ثالثة.

وذكر البيان أن الهند رحبت بقرار روسيا بالتعيين المؤقت لمندوب خاص للمشاركة في المشاورات حول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق الاستراتيجي.

Exit mobile version