ترامب يشكك في نزاهة انتخابات هندوراس ويطالب بـ”التغيير”

تُعدّ انتخابات هندوراس الرئاسية الأخيرة مسرحًا لتوترات غير مسبوقة، لم تقتصر على الساحة الداخلية فحسب، بل امتدت لتشمل تدخلاً مباشراً من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي ألقى بثقله لدعم أحد المرشحين اليمينيين، وفي الوقت نفسه أثار شكوكاً حول نزاهة العملية الانتخابية عبر توجيه اتهامات بالتزوير. هذه التطورات عززت من المخاوف بشأن استقرار الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى وعمقت حالة الاستقطاب السياسي قبيل إعلان النتائج النهائية التي تأخرت.

بدأ التدخل بتصريح صريح من ترامب، قبيل أيام من توجه أكثر من 6.5 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع، أعلن فيه تأييده للمرشح اليميني نصري عصفورة، رئيس بلدية العاصمة تيغوسيغالبا السابق ورجل الأعمال من أصول فلسطينية، ووصفه بأنه “الصديق الحقيقي الوحيد للحرية في هندوراس” وبأنه الخيار الذي يمكنه العمل معه ضد من وصفهم بـ “تجار المخدرات الشيوعيين” في المنطقة. وقد كان هذا التأييد جزءاً من سباق محتدم بين عصفورة ومرشحة اليسار ريكسي مونكادا، بالإضافة إلى المرشح سلفادور نصر الله.

لم يكتفِ ترامب بالتأييد فحسب، بل نقلت تقارير عن توجيهه تهديدات مبطنة بقطع المساعدات الأمريكية عن هندوراس في حال فوز المرشحين المنافسين لعصفورة، معززاً بذلك الانقسام ومُدخلًا عامل الضغط الخارجي بقوة غير مسبوقة على الناخبين والحكومة المؤقتة.

هذا التدخل أثار غضب بعض المحللين والتقدميين الأمريكيين الذين اتهموا ترامب بالتدخل الصارخ في الشؤون الانتخابية لدولة أجنبية، مما يذكر بأسلوبه المعتاد في تشكيكه بنزاهة الانتخابات في الولايات المتحدة نفسها.

وفي سياق متصل، فاجأ ترامب الرأي العام بإعلانه، عشية الانتخابات، عن عزمه إصدار عفو رئاسي عن الرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، المُدان في الولايات المتحدة بتهم الاتجار بالمخدرات.

هذا الوعد أضفى بعداً إضافياً على اتهامات التدخل، حيث اعتبره مراقبون محاولة واضحة لكسب تأييد التيار اليميني في هندوراس لصالح مرشحه المفضل عصفورة، رغم الفضائح الكبرى التي أحاطت بفترة حكم هيرنانديز، والتي كانت حكومة الرئيسة اليسارية السابقة قد عملت على تسليمه للولايات المتحدة لمواجهة العدالة.

وفي الأثناء التي كان فيها عصفورة يتصدر النتائج الأولية للفرز الجزئي، تصاعدت الاتهامات المتبادلة بالتزوير بين الحزب الحاكم والمعارضة، مما زاد من حالة انعدام الثقة وأثار المخاوف من اندلاع اضطرابات ما بعد الاقتراع، في بلد يعاني بالفعل من ارتفاع معدلات الجريمة والفساد والفقر.

وبسبب هذه التوترات، تترقب هندوراس بحذر ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد انتقالاً سلمياً للسلطة، أم ستدخل في فصل جديد من الاضطرابات التي عانت منها لعقود طويلة، لاسيما وأن المجلس الانتخابي يملك مهلة طويلة تصل إلى 30 يوماً لإعلان النتائج النهائية.

Exit mobile version