تقارير دولية: الحوثيون ينافسون كبار العصابات في تجارة المخدرات

تقرير خاص

تعاظم نشاط جماعة الحوثيين مؤخرا في تجارة المخدرات وذلك بحسب موقع (شير) الأمريكي، الذي تحدث في تقرير له في  يونيو 2024، بأن الحوثيين من ضمن أكبر العصابات التي تقوم بتهريب وتجارة  المخدرات في الشرق الأوسط إلى جانب حزب الله اللبناني، وقال التقرير إن الجماعة تقوم بتمويل هجماتها في البحر الأحمر من خلال عوائد تهريب المخدرات،  حيث قاموا خلال العام الماضي، بتهريب كميات ضخمة من الكوكايين الأبيض والأفيون إلى بعض دول الخليج ومصر والعراق، كما ذكر التقرير أن الحوثيين اكتسبوا شهرة كبيرة في أوساط عصابات تهريب المخدرات وذلك بسبب عمليات التهريب الضخمة التي يقومون بها مستغلين هجماتهم على سفن الشحن المدني.

من جانب آخر، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، إن تجارة المخدرات تمثل أهم مصادر الدخل والربح لجماعة الحوثي، ووصفت المنظمة في تقريرها المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بأنها “أصبحت أسواقاً مفتوحة للمخدرات ومليئة بآلاف الكيلوغرامات من المخدرات غير المشروعة مثل الكبتاجون والحشيش والهيروين”.

مجهود حربي

وكشفت OECD في ذات التقرير، أن جماعة الحوثي تستخدم عائدات المخدرات لتمويل حروبهم المستمرة على اليمنيين وشراء الأسلحة فيما يعرف بال”مجهود الحربي” والمقدر بحوالي ١٠٠ مليون دولار شهريا، وجزء من الإيرادات يذهب إلى حسابات بعض القيادات الحوثية السياسية والعسكرية من الصف الأول، كما تجبر الجماعة الإرهابية الشباب المنضمين لها  على تعاطي هذه المواد المخدرة ثم تلقي بهم إلى الخطوط الأمامية في الجبهات. وفق ما نقله تقرير المنظمة الدولية، وهو ما أكده أيضا تقرير (المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية) التي تتخذ من مدينة جنيف مقرا لها، التي أكدت على أن الحوثيين هم أباطرة تجارة وتهريب الهيروين “ميليشيا الحوثي تشرف على تجارة الهيروين، مشيرة إلى أن هذه التجارة غير المشروعة تتسبب في الانهيار الاجتماعي في اليمن، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مدمرة على الشباب ومستقبل البلاد”.

ضبط ملاحي

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ضبطت القوات الدولية البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي مخدرات تقدر قيمتها بأكثر مليار دولار كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الحوثيين قادمة من عصابات إنتاج وتوزيع المخدرات الإيرانية الواسعة النفوذ في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغالبة دول الشرق الأوسط.

منفعة متبادلة

تعليقا على الموضوع، يقول الدكتور محمد الروحاني أستاذ علم الجريمة السابق في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، إن لجوء الجماعات  والميليشيات الخارجة عن القانون إلى تجارة المخدرات وتهريبها يرجع لعدة أسباب منها  توفير السيولة للاستمرار في النشاطات الإرهابية  وشراء الأسلحة وتجنيد المغرر بهم وتكوين نفوذ واسع، مضيفا بان (ارتباط تجارة المخدرات بالحوثيين امر طبيعي وذلك للمصالح المشتركة بين الجريمة المنظمة والإرهاب، والمنفعة المتبادلة بين الطرفين حيث توفر الجماعات الراديكالية الحماية لتجار المخدرات مقابل الحصول على  الأموال والولاء من تجار المخدرات، مما يؤدي الى تفشي الفساد وزعزعة الاستقرار،  وضعف المؤسسات وتفشي الجريمة والإدمان الى جانب التأثيرات الاجتماعية، ولذلك يجب تعزيز التعاون الدولي وتطوير استراتيجيات شاملة لمكافحة هذه التجارة غير المشروعة، سواء من خلال العمليات الأمنية والكف عن دعم الحركات الإرهابية وتمكينها من الحكم وقهر إرادة الشعوب في الحرية والدولة الحديثة.

Exit mobile version