تقرير خـــاص
” كنا ننتظر مايعطيه لنا التاجر بفارغ الصبر في رمضان وكان هذا المبلغ يساعدنا قليلا على مواجهة رمضان ولكن للاسف جماعة الحوثي اخذوه وسجنوه العام الماضي ومنعوه من تقديم المساعدة للفقراء مباشرة، الا عن طريقهم هم، يلاحقوننا الى كل مكان ويريدون قتلنا بالجوع بالعربي الفصيح”
هكذا قال مواطن يمني منعت عنه جماعة الحوثي مساعدة التجار التي كانت تاتيه في رمضان من باب الزكاة، بعد ان اصدرت ماتعرف بـ” الهيئة العامة للزكاة ” التابعة للانقلابيين العام قبل الماضي قرارا بعدم جواز تقديم الزكاة للمساكين مباشرة الا عن طريق الهيئة، وتوسع القرار ليشمل الصدقات ايضاً، وتعاقب الهيئة من يخالف قرارها من التجار بمصادرة المبلغ المخصص للصدقة والزكاة، وقد تصل العقوبة للسجن بتهمة ” تحريف مصادر الزكاة”
صدقة وليست زكاة
ويقول احد التجار في صنعاء” لموقع الوعل اليمني” بان المبلغ الذي يوزعه سنويا على اهل الحي بالتساوي بواقع عشرين الف ريال لكل بيت هو من بند ” الصدقات” ولكن الميليشيا ترفض تصديق ذلك وتصر على انه يتهرب من دفع الزكاة، ويصف التاجر هذه التهمة بالـ” تعسفية” حيث ان الزكاة لها اقرار رسمي مختوم من الهيئة ومرفق بشيكات مقبولة الدفع او بالريال الالكتروني، ولا يوجد شيء اسمه ” تهرب من الزكاة” اضافة الى ان الزكاة تدفع بشكل تراكمي ، ومن ناحية اخرى ، فإن الهيئة العامة تصدر طلبات اقساط من الزكاة مقدماً طوال العام، ولايستطيع اي تاجر ان يتهرب من دفع الزكاة لانه يدفعها طوال العام اصلاً على شكل اقساط.
واضاف التاجر الذي اشترط عدم ذكر اسمه قائلاً 🙁 اهل حارتي للعام الثالث ينتظرون مني ان اقدم لهم العون واخشى انني لن استطيع بسبب المضايقات من هيئة الزكاة التي ترفض الاقتناع بان ما اقدمه لا يدخ في باب الزكاة، وهذا العام بالذات احوال الناس في الحضيض و الجوعى والمحتاجين في كل مكان لكن المشكلة ان عقال الحارات هم الجهة الوحيدة التي يمكنها توزيع المساعدات وفي نفس الوقت جميعهم موالين للهيئة ” حوثيين” وسيقومون بالابلاغ عني في حال طلبت منهم كشوفات اهل الحارة”.
اهل بيتك اولاً
ومن المفارقات ان جماعة الحوثي التي تمنع وصول المساعدات للاسر الفقيرة وتحظر على التجار توزيعها، تحاول ايهام المواطنين الجائعين بأنها تناضل من اجل فك الحصار عن قطاع غزة، في حين ان ” اهل البيت اولى بالدقيق” كما يقول المواطن ” سيف” الذي يشتكي من عدم وجود اي مواد غذائية في بيته وان زوجته تضطر للعمل في بيوت الميسورين للحصول على سد الرمق الى جانب مايحصل عليه من عمله فوق الدراجة النارية ، ويضيف لموقع الوعل اليمني( رسالتي لأهل غزة لا تصدقو هذا الكذاب الذي قتل اليمنيين جوعا ومنع عنهم جميع وسائل الحياة، وهو يستخدم قضيتهم لتحقيق مآرب خبيثة ولو كان قلبه يتقطع على غزة كما يزعم لاحترق قلبه على معاناة اليمنيين الجوعى والمشردين).
هيئة الفساد
ويشتكي العديد من التجار من تعسفات ” الهيئة العامة للزكاة” التي تجني سنويا من التجار – بحسب تقارير اقتصادية – حوالي 10مليار ومئتين مليون ريال يمني ، بدون ان تعود هذه المبالغ بالنفع على المواطن او المجتمع سوى بعض الكرنفالات المفضوحة كالاعراس الجماعية لمقاتلي الجماعة والتي تكون في اغلبها اعراس صورية استعراضية، والبقية تذهب الى حسابات عبدالسلام فليتة ومحمد علي الحوثي في الخارج، ويقول خبراء بان هذه المبالغ تكفي لبدء نهضة تنموية شاملة في اليمن ودفع رواتب الموظفين شهرياً، وتتمثل هذه التعسفات في طلب دفعات مقدمة والغاء الاقرارات السابقة كل ثلاثة اشهر وطلب اقرارات جديدة، ومنح موظف التحصيل كامل الصلاحيات في التعامل مع التاجر بطرق ” مهينة” ، وتحصيل مبالغ الزكاة المتأخرة خلال الاعوام من 2011 وحتى 2015 ، ومضايقات اخرى كثيرة تأتي ضمن سياسة التضييق على التجار ورؤوس الاموال التي تتبناها جماعة الحوثي سعيا لاحلال موالين لها مكان التجار القدامى بهدف السيطرة على الاقتصاد المحلي وتوسيع عمليات غسيل الاموال.
تكرار السيناريو
واصاب قرار عدم توزيع المساعدات على الأهالي مباشرة، المواطنين باليأس والغضب خصوصا وانهم قد اعتادوا على تلك المساعدات في تسيير امورهم خلال شهر رمضان المبارك في ظل انقطاع الرواتب، وفي المقابل يخشى التجار من تكرار سيناريو ” حيدر فاهم” و” الكبوس” وغيرهم الذين خالفوا هذه القرارات فكادت تجارتهم ان تضيع نتيجة المكائد التي تعرضوا لها مثل حادثة اطلاق النار المدبر ومقتل احد المواطنين في حوش “حيدر فاهم” قبل عامين وحادثة التدافع الشهرة العام الماضي في مقر مؤسسة الكبوس والتي راح ضحيتها مئات المواطنين والتي اشارت اصابع الاتهام الى جماعة الحوثي المسؤولة عن تنظيم المواطنين حينها ، والتي قام عناصرها باطلاق النار في الهواء مما اثار الخوف والهلع في جموع المحتشدين امام البوابة وتسبب في ازهاق تلك الارواح.