حاخام يهودي: عشنا أفضل أيامنا تحت الحكم الإسلامي وأدعو شباب “إسرائيل” للمغادرة

“دولة إسرائيل لا تمثل اليهودية، والجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين تلحق أضراراً جسيمة باليهود حول العالم.. الصهيونية خطر على الإنسانية وتدنيس لاسم الله.”

الحاخام ديفيد فيلدمان


مقدمة اللقاء

في ظل الجدل المتصاعد عالمياً حول الخلط بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة سياسية، يبرز صوت الحاخام ديفيد فيلدمان، المنتمي لمنظمة “نيتوري كارتا” المناهضة للصهيونية. في هذا الحوار الخاص، يوضح فيلدمان الفارق الجوهري بين المعتقد الديني والمشروع السياسي، ويوجه رسالة صادمة للشباب اليهودي داخل دولة الاحتلال.


نص الحوار

التعريف بالهوية والمنظمة

عربي 21: في البداية، لو تعرفنا بنفسك وعن المنظمة التي تنتمي لها؟

الحاخام فيلدمان: اسمي الحاخام ديفيد فيلدمان، من منظمة “نيتوري كارتا” الدولية. نحن منظمة دينية يهودية عالمية، نرفع صوت جماهير واسعة من اليهود المعارضين لفلسفة الصهيونية، ولدولة إسرائيل، ولكل الجرائم المرتكبة بحق فلسطين.

حاخام يهودي لـ"عربي21": أشجّع اليهود على مغادرة إسرائيل والصـ ـهيونية خطر على الجميع

الموقف من أحداث فلسطين

عربي 21: كيف ترى ما يحدث في فلسطين حالياً؟

الحاخام فيلدمان: ما يجري ليس جريمة دولية فحسب، بل هو جريمة في نظر الديانة اليهودية. القتل، والسرقة، واضطهاد شعبٍ كامل هي أفعال محرمة في تعاليمنا. الفلسطينيون هم من احترمونا وحمونا لأطول فترة عبر التاريخ، واليوم يُمارس ضدهم ظلم هائل.

التمثيل اليهودي والشرعية

عربي 21: هل تمثل إسرائيل جميع اليهود حول العالم؟

الحاخام فيلدمان: مطلقاً. دولة إسرائيل لا تمثل اليهودية كدين، وهناك جماهير واسعة تعارض هذه الجرائم. أصحاب الضمائر الحية يجب أن يرفعوا أصواتهم أمام عامين من الإبادة الجماعية المستمرة.

عربي 21: هل يتأثر اليهود عالمياً بما ترتكبه إسرائيل؟

الحاخام فيلدمان: نعم، وبشكل خطير. الصهيونية تعرّض الشعب اليهودي للخطر وتضاعف مشاعر الكراهية ضدهم لأنها تصر على ارتكاب جرائمها “باسم المجتمع اليهودي”، وهو ادعاء باطل.

الفرق بين اليهودية والصهيونية

عربي 21: ما هو الفرق الجوهري بين الصهيونية كأيديولوجيا واليهودية كدين؟

من المهم جدًا فهم الفارق الكبير بين اليهودية والصهيونية،فاليهودية ديانة، ديانة فقط، كل ما تقوم  عليه اليهودية هو الإيمان بالله عز وجل والعمل بوصاياه ، لا سياسة فيها، ولا قومية، وبالتأكيد لا جرائم، بينما الصهيونية حركة سياسية، بحتة أسسها أشخاص لم يلتزموا بقواعد اليهودية ويُسيئون استخدام الديانة نفسها التي يرفضون اتباعها من أجل تبرير جرائم محرّمة في هذه الديانة ذاتها.|


التجنيد الإلزامي والمقاومة الداخلية

عربي 21: كيف ترى أزمة تجنيد المتدينين داخل إسرائيل؟

الحاخام فيلدمان: هؤلاء الشباب الذين يرفضون الخدمة العسكرية لا يؤمنون بالدولة، وهم يناضلون لعدم المشاركة في “عصيان الله”. للأسف، يتم اعتبارهم مجرمين بمجرد بلوغهم سن الـ 17. أعرف من هرب من هناك ومنهم من يمنع من السفر ويتم اعتقاله في المطارات.

حل الدولتين والمستقبل السياسي

عربي 21: هل توافقون على مبدأ “حل الدولتين”؟

الحاخام فيلدمان: لا أوافق. أنا أوافق على الجزء الذي سيعاد للفلسطينيين، لكن بقاء أي جزء بيد المنظمات الصهيونية هو خطأ ديني. يجب إنهاء الاحتلال بالكامل، وعودة اللاجئين، وترك الأمر للسكان الفلسطينيين الأصليين ليختاروا حكومتهم.

عربي 21: كيف تتصور شكل الحكم المثالي في الأرض المقدسة؟

الحاخام فيلدمان: التاريخ يجيب على ذلك. الحكم المسلم للأرض كان ناجحاً ومثالياً لأكثر من 100 عام. نحن نرى أن أي حكومة يختارها الفلسطينيون -حتى لو كانت إسلامية دينية- ستكون أكثر حماية واحتراماً لليهود والديانة اليهودية مما هو قائم اليوم.


الرسالة الختامية

إلى الشباب داخل إسرائيل:

“آن الأوان للاستيقاظ. وعود الصهيونية بالأمان كانت كاذبة ومخالفة للعقيدة. أشجع كل يهودي ويهودية على مغادرة البلاد؛ فحياتكم ووضعكم الروحي في خطر طالما النظام الصهيوني قائم.”

إلى المجتمع الدولي والأنظمة العربية:

“من المحزن رؤية دعم أعمى أو تطبيع مع إسرائيل. هذا تمرد على إرادة الله وتدمير للإنسانية. نحث السياسيين على الدفاع عن الإنسانية وإعادة النظر في علاقتهم بهذا الكيان.”

Exit mobile version