في مقابلة تلفزيونية استثنائية امتدت لـ45 دقيقة، قدّم الخبير الاستراتيجي الكويتي الدكتور فهد الشليمي قراءة معمّقة لمستقبل اليمن والخليج، في حوار وصفه مراقبون بأنه الأكثر جرأة ووضوحاً منذ سنوات، أجراه الإعلامي اليمني البارز عارف الصرمي، وكشف خلاله عن سيناريوهات حاسمة للفترة الممتدة من سبتمبر 2024 حتى ديسمبر 2025.
الحوثي من أزمة محلية إلى تهديد عالمي
منذ اللحظة الأولى، شدد الشليمي على أن جماعة الحوثي لم تعد مجرد مشكلة يمنية أو خليجية، بل تحولت إلى “عقدة في عنق الاقتصاد العالمي”، نتيجة استهدافها المتكرر للملاحة في البحر الأحمر، ما دفع القوى الكبرى – بما فيها الصين وروسيا والولايات المتحدة – إلى التوافق على ضرورة إنهاء وجودها ككيان مسلح يهدد سلاسل الإمداد العالمية.
التحالف العربي: إخفاق في الرؤية لا في القوة
انتقد الشليمي أداء التحالف العربي، مؤكداً أن فشله لم يكن عسكرياً بل سياسياً، مرجعاً ذلك إلى:
- رفض القوى الشمالية خوض مواجهة شاملة ضد الحوثيين.
- انشغال الجنوب ببناء مشروعه السياسي الخاص بعيداً عن معركة التحرير.
- ازدواجية الموقف الغربي، الذي استخدم الحوثيين كورقة ضغط على الخليج قبل أن يدرك خطورتهم الاستراتيجية.
المجلس الرئاسي: تعدد الرؤوس يعيق القرار
في تقييمه للمجلس الرئاسي اليمني، وصفه الشليمي بأنه “عائق أمام التحرير”، مشيراً إلى أن غياب القيادة الموحدة وتشتت القرار السياسي أفقد الشرعية قدرتها على التأثير، وجعلها رهينة للتحالف والانقسامات الداخلية.
إيران في وضع تفاوضي.. والحوثي يتحرك منفرداً
رغم تأكيده أن إيران ليست في حالة مواجهة مباشرة مع الخليج بسبب مفاوضاتها مع واشنطن، حذّر الشليمي من أن الحوثيين يمثلون تهديداً وجودياً، وقد يتخذون قرارات عسكرية مستقلة عن طهران إذا اقتضت مصالحهم ذلك.
سيناريوهات الحسم حتى نهاية 2025
توقع الشليمي أن تشهد المرحلة المقبلة:
- ضربات دقيقة تستهدف قيادات حوثية بارزة.
- تحركات إقليمية لاحتواء النفوذ الإيراني في العراق.
- عمليات برية محتملة، بشرط وجود قيادة يمنية موحدة وقرار سياسي حاسم.
وأكد أن “المرحلة القادمة ليست للتفاوض، بل للحسم”، مشيراً إلى أن اليمن سيُحسم سياسياً أو عسكرياً، ولا مجال للمراوحة.
الخليج يراقب ويستعد للدعم
أوضح أن دول الخليج ترفض الانخراط المباشر في عمليات عسكرية، لكنها مستعدة لتقديم دعم شامل متى ما توفرت قيادة موحدة وقرار جاد.
ختام صريح: اليمنيون فرّطوا في معركتهم
اختتم الشليمي حديثه بنبرة حزينة، قائلاً إن “اليمنيين خانوا معركتهم”، حين انشغلوا بصراعات داخلية وفرّطوا في فرص التحرير، تاركين القرار النهائي بيد التحالف.
أما الإعلامي عارف الصرمي، فقد حاول دفع الحوار نحو سيناريوهات أكثر جرأة، لكن الشليمي فضّل التركيز على المعطيات الواقعية، رافضاً الانجرار إلى التكهنات.