طوفان الأقصى .. هل تكون الحرب الأخيرة؟

كتب الإعلامي أحمد منصور

قد أكون متفائلا إلى حد كبير إذا قلت إن طوفان الاقصي قد تكون الحرب الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاسرائيليين، لأن حجم البأس الشديد والصراعات الداخلية العاتية بين قادة المشروع الصهيوني في إسرائيل قد تكفي المؤمنين شر القتال لأن حجمها كفيل باندلاع صراعات داخلية وحرب ضروس بينهم فور الإعلان عن انتهاء الحرب تفوق الخيال،
لذلك فإن الكثيرين منهم لاسيما المتطرفين لا يريدون نهاية الحرب ويهددون بالانسحاب من الحكومة وهدمها إذا توقفت الحرب، هذا الصراع الداخلي قد يؤدي على المدى القريب أو البعيد إلى بداية تفكيك اسرائيل ونهايتها على أيدي الصهاينه أنفسهم كما انتهت الدولتين اليهوديتين الأولى والثانية على أيدي قادتها وكما انتهت دول كثيرة في التاريخ القريب والبعيد بسبب الصراعات الداخلية، لاسيما إذا غرقت الولايات المتحدة التي تعتبر شريان الحياة الرئيسي لإسرائيل في صراعات داخلية وأزمات اقتصادية تحول بينها وبين مشروعها الصهيوني ، وهذا ما يسمى بلعنة العقد الثامن التي يخاف منها الصهاينه برعب ويترقبونها بهلع مثل المصاب بورم الدماغ الخبيث الذي ينتظر نهايته الحتمية في أي وقت ، لأن كلا الدولتين اليهوديتين في التاريخ سقطتا قبل أن تتم أي منهما ثمانين عاما.
و هذه اللعنة يتحدثون عنها في كل وسائل إعلامهم بهلع واضطراب وفقدان للرؤية أو الحل أو العلاج مثل المصاب بمرض وراثي مميت لا دواء له ولا مصل ولا علاج وإنما ينظر إلى حفرة نهايته ويخطو نحوها مرغما كل يوم خطوة حتى يسقط في النهاية فيها ، و في هذه الحالة لن تفلح أمريكا ولا أوروبا ولا كل حلفاء إسرائيل العرب في الإصلاح بينهم أو إنقاذهم من هذا المصير المحتوم.

وعمليا فهم يعيشون في الصراعات الداخلية منذ 5 سنوات و عقدوا 5 انتخابات وشكلوا عدة حكومات متصارعة فاشلة ولم ينجح أحد في الإصلاح بينهم ، لكن حرب طوفان الأقصى هي التي وحدتهم شكليا وأجّلت صراعاتهم وهي التي ستفجرهم من الداخل فور انتهائها.

أنا لا أكلمكم عن أحلام أو أوهام أو تهيؤات أو أماني وانما هذه حقائق تمتليء بها صحفهم ووسائل إعلامهم ويعكسها واقعهم ويتحدث عنها مؤرخيهم ومفكريهم وسياسييهم.
و هي أحد السيناريوهات الهامة القاتمة التي يتخوف منها قادة اسرائيل والتي حذر منها الرئيس الاسرائيلي نفسه في خطاب مطول قبل حرب طوفان الاقصي.
لذلك فإن هناك إلحاح لاسيما للمتطرفين داخل اسرائيل بأن تستمر الحرب رغم كل خسائرها الفادحة لأنها ملهاة لهم عن تفجر الوضع الداخلى، وتمنحهم نشوة الوحدة الزائفة والغيبوبة عن استيعاب حجم الهزيمة.
و كما نرى آيات الله تتجلى عجبا وتترى تتابعا منذ 7 اكتوبر ، ويقين المؤمنين بنصر الله يظهر في الأفق شيئا فشيئا سنرى الأعجب بعد نهاية الحرب، لكن التغيرات الهائلة في حياة الأمم تحتاج إلى صبر و يقين “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله “، وإن غدا لناظره قريب.

Exit mobile version