كيف يمكننا إسقاط الانقلاب الحوثي!

بقلم:صدام الحريبي

يُعتبر فشل الحكومة الشرعية في اليمن نتيجة لعدة عوامل، منها تشتّت الأهداف وعدم توحيد القرار، يُضاف إلى ذلك عدم قدرة الحلفاء على إيجاد شريك يلبي طموحاتهم ويهتم بمصالحهم كما يريدون هم، فأقوى الموجودين من وجهة نظرهم قد يعمل على تحجيم نفوذهم في اليمن ويطمح خارج إطار المسموح، وهذا الفشل أدى إلى محاولة الحلفاء إيجاد توازن بين القوى المختلفة في اليمن، منها قوى كادت أن تموت وهم منذ سنوات يحاولون إنعاشها، وقوى ما زالت تمتلك القوة بمختلف أشكالها.

من المهم ملاحظة أن الحكومة الشرعية بالفعل فشلت في كسب ثقة حلفائها وبتقديري أنها بالغت في الفشل رغم التنازلات الكبيرة التي قدّمتها، كما أن الحلفاء لم يثقوا بالحكومة الشرعية رغم تأكيداتها المتكررة بعدم الانقلاب عليهم.

من الناحية الأخرى، يمكن استلهام النجاح في سوريا المتمثّل في التخلّص من نظام الأسد، فقد كان هناك تفاهم واضح بين الحليف وقيادة سوريا الجديدة حول أهمية التحرّر من نظام الأسد، فالحليف تفهّم خطورة بقاء الأسد على أمنه القومي، والسوريين تفهّموا قلق حليفهم ووضع الجميع خطوط وخطة للتحرّك بحيث يكون أصحاب الأرض هم من يقود زمام الأمور ويتحمّلوا المسؤولية، ثم حدّدوا مهمة كلا من الحليف ومهامهم كأصحاب الأرض، ثم تم تشكيل غرفة مشتركة لتنسيق الجهود وتحديد المهام والمسؤوليات كاملة، إلى جانب ذلك استطاع حليف السوريين أن يطمئن كل اللاعبين الذين لهم مصالح في سوريا في إطار مهامه الموكلة إليه، ولم يهمل السوريون كأصحاب الأرض دورهم في ذلك، فقد ربطوا العلاقات وقدّموا أنفسهم بصورة جيّدة يستطيع العالم تقبّلها، فقد عملوا على توضيح أهمية التخلّص من نظام الأسد وأبرزوا كل جرائمه المختلفة.

إن تطبيق النّجاح السوري في اليمن يتطّلب فهما عميقا للعوامل المهمة من خلال مناقشة هذه التساؤلات: أولا هل يُدرك الحليف الخطر الذي يشكّله الحوثيون على أمنه القومي، وأن إيران ليست لوحدها من تقف خلفهم؟ وهل أدركت الحكومة الشرعية أهمية إقناع الحليف والعالم بنفسها وبخطر الحوثيين، وتشعر بأهمية تحرير الوطن من المليشيات؟ وهل تحرّكت بجدّيّة في المحافل الدولية دون طلب المال من الحليف لأتفه تحرّك، وأن المسؤولية الكاملة تقع على عاتقها وأن الحليف هو مجرّد مساعد يعمل من أجل تحقيق مصالحه المشروعة فقط التي إن ضمنها فقد حُلّ معظم الأمر؟

لذا على الحكومة أولا توحيد القرار، والقرار سيتوحّد بأمرين: أولا إصرار الساسة اليمنيين، وثانيا إدراك الحلفاء لخطورة الحوثيين على بلدانهم، فالحلفاء باستطاعتهم المشاركة في توحيد القرار وبشكل فاعل، ثم تحييد العالم على الأقل من خلال دبلوماسية قوية تطلقها الشرعية، يليها مباشرة التحرّك الفعّال.

فالحوثي اليوم يعيش آخر أيامه باعتقاده ويقينه هو، فهل ستعمل الشرعية على تخليص اليمنيين منه في هذه الفرصة الذهبية مع التجهيز والترتيب، أم لدى الشرعية والمجتمع الدولي رأيا آخر يكمن في السماح للحوثي بتجاوز هذه الأيام المعدودات والأخطر عليه منذ تأسست حركته؟

Exit mobile version