أعلنت شبكة سي إن إن أنها حظرت ظهور معلق في أحد برامجها التلفزيونية بعد تعديه لفظيًا على صحافي بريطاني أميركي مسلم في إشارة واضحة إلى حادثة انفجار أجهزة البيجر التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان.
رايان غيردوسكي قال، في أثناء مناظرة حامية مع حسن في برنامج “نيوز نايت” الذي تقدمه آبي فيليب، “أتمنى ألا ينفجر جهاز البيجر الخاص بك”.
تعليق غيردوسكي جاء في سياق حديثه مع حسن الذي يُعرف بانتقاده الشديد للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت شبكة “سي إن إن ” في بيان: “هذه غرفة لا يمكن فيها التسامح مع العنصرية والتعصب أو على الهواء مباشرة”، وأضافت: “نهدف لتعزيز الحوار الهادئ والنقاش بما في ذلك بين الذين يختلفون بعمق بين بعضهم البعض، واستكشاف الموضوعات المهمة وتعزيز التفاهم المتبادل”.
وذكرت صحيفة “إندبندنت”في تقرير أعده جوش ماركوس، أن شبكة “سي إن إن” تعهدت بعدم استضافة الكاتب ريان غيرداسكي أبدا في برامجها، بعد تعليقات مؤذية في جلسة نقاش فوضوية، قال فيها إنه يتمنى لو انفجر جهاز “بيجر” بصحافي مسلم كان مشاركا في الحلقة.
وتابعت: “لكننا لن نسمح بإهانة الضيوف أو تجاوز الحدود، ولن يتم الترحيب بريان غيرداسكي مرة أخرى على شبكتنا”.
وبدأ الحادث أثناء حوار عندما كان غيرداسكي ومهدي حسن، محرر موقع “زيتيو” يناقشان التجمع الانتخابي الذي عقده دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري في ساحة حديقة ماديسون بنيويورك، والاتهامات التي وجهت إلى حملة الرئيس السابق بأنه ينشر الأفكار النازية.
وانتقد حسن الخطاب الذي ساد في التجمع، مشيرا إلى أن بعض المتحدثين -ومن بينهم ترامب- أدلوا بتصريحات عنصرية وتمييزية بحق أقليات مختلفة، ومن بينهم الأميركيون السود واللاتينيون واليهود.
لكن في المقابل، اعتبر حسن أن وصف الرئيس السابق ومؤيديه بـ”النازية” يُعد “تحريضا”، وأضاف قائلا “لكن إذا كنتم لا تريدون أن تتهموا بالنازية، فتوقفوا عن التصرف على هذا النحو وعن قول مثل هذه الأمور”، قبل أن يقاطعه غيردوسكي.
وبدأ غيرداسكي بالحديث عن التسميات، وكيف يوصف حسن المؤيد لحقوق الفلسطينيين من نقاده بأنه معاد للسامية. لكن حسن قال إنه معتاد على الهجمات بسبب دعمه للفلسطينيين. لكن غيرداسكي رد عليه: “آمل ألا ينفجر بك جهاز بيجر خاصتك” في إشارة واضحة إلى الهجمات التي وقعت في لبنان.
وكان التعليق إشارة للعملية التي قام بها جهاز الموساد الإسرائيلي بتفجير أجهزة “بيجر” ووكي توكي التي يحملها عناصر حزب الله في لبنان والتي أدت لمقتل 37 شخصا وجرحت الآلاف.
رد حسن قائلا: “هل قلتَ للتو إنك تتمنى موتي؟ هل قلتَ إنك تريدني أن أُقتل؟”.
وأجاب حسن على أسئلة من الصحيفة بوضع شجب “سي إن إن” على حسابه في منصة إكس. واقترح حسن في الحوار أن غيرداسكي يحرض على العنف ضده، وأن “سي أن أن” سمحت لمشارك في النقاش بالقول إنه “يجب تفجير رجل مسلم”.
وقال غيرداسكي إن تعليقاته جاءت بعد اعتقاده أن حسن قال إنه يدعم حماس. وقال حسن: “لا تعتقد أنني قلت حماس” فقد “قلت إنني داعم للحقوق الفلسطينية” و”لتكن لك الشجاعة لدعم تعليقك العنصري”.
وبعد عودة العرض من الفترة الإعلانية بدون حسن أو غيرداسكي، اعتذرت مقدمة البرنامج آبي فيليب لحسن وللمشاهدين. ووصفت التعليقات بأنها “غير مقبولة بالمطلق”.
وقالت: “عندما سنبدأ النقاش سترون أن ريان ليس مشاركا على الطاولة”. و”هناك خط تم تجاوزه وهو غير مقبول لي وغير مقبول لنا في الشبكة”. وأضافت: “يمكننا إجراء كل الحوارات بدون اللجوء إلى أحط أنواع الخطابات”، وقد تبع هذا إدانات أخرى.
من جانبها، أكدت الشبكة الأميركية -في بيانها- “نسعى لتعزيز نقاشات بناءة، حتى بين من تختلف آراؤهم بعمق، لبحث قضايا مهمة وتعزيز الفهم المتبادل. لكن لن نسمح بإهانة الضيوف أو تجاوز حدود اللباقة. لن نرحب بعودة رايان غيردوسكي إلى شبكتنا”.
من جانبه، لم يصدر حسن بيانا رسميا بعد الحادثة، لكنه أعاد نشر بيانات “سي إن إن” وتعليق فيليب حول الواقعة عبر منصة إكس.
وعلق نائب رئيس معهد “كوينسي” للفكر الإستراتيجي تريتا بارسي، قائلا “في كل يوم نعتقد أننا وصلنا إلى القاع، لكننا نُثبت في كل يوم أننا مخطئون”.
وكتبت البرلمانية في الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب على منصة إكس: “لعبت سي إن إن دورا محوريا في تطبيع هذا النوع من الكراهية العلنية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين، ومن المحزن تماما أن نرى مثل هذه التصريحات المثيرة للاشمئزاز تذاع بشكل عرضي على شبكتها الآن”.
وفي وقت لاحق، كتب غيردوسكي على منصة إكس “يبدو أنه لا يمكنك الظهور على سي إن إن إذا أدليت بنكتة. سعيد بأن أميركا تعرف الآن ما تمثله سي إن إن”.
يشار إلى أن رايان غيردوسكي كاتب ومستشار سياسي عمل مع عضو المجلس البلدي في نيويورك هيلين سيرز، وفي حملات لعدد من الشخصيات مثل مايكل بلومبيرغ، وبوب تورنر، وشارك في دعم مجموعات مثل “لجنة العمل السياسي من أجل الحرية للجميع”.
أما مهدي حسن، فهو إعلامي وصحافي بريطاني-أميركي مسلم، ومعلق سياسي معروف بآرائه. وُلد في يوليو/تموز 1979 بمدينة سويندون بإنجلترا، وعمل مع عدة منصات إعلامية بارزة مثل “الجزيرة الإنجليزية” وصحيفة “ذا غارديان” البريطانية وشبكة “إم إس إن بي سي” الأميركية.