بعد حوالي أربعة أشهر على منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض يوروساتوري للأسلحة في باريس، في أعقاب قرار الحكومة الفرنسية ومحاولتها الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال للأسلحة البحرية المقررة إقامته مطلع الشهر المقبل. ويأتي ذلك على خلفية تدهور جديد في العلاقات بين باريس وتل أبيب، بما في ذلك دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة لفرض حظر على الأسلحة لإسرائيل.
ويعتبر معرض يورونافال أكبر معرض للأسلحة البحرية في العالم. وكان ما لا يقل عن 12 شركة إسرائيلية تعتزم عرض منتجاتها وتطوراتها المتعلقة بالحرب البحرية في المعرض. إحداها شركة أحواض بناء السفن الإسرائيلية “إسرائيل شيبيارد”، التي أعلنت أنها ستستأنف أمام محكمة في فرنسا ضد القرار الذي يقضي باستبعادها والشركات الإسرائيلية الأخرى من المعرض.
وكانت شركة أحواض بناء السفن الإسرائيلية تعتزم أن تقيم في جزء من المعرض جناحاً بمساحة عشرات الأمتار يضم السفن التي تطورها وتصنعها، بما في ذلك نموذج التصدير للسفينة “ريشيف 80” التي من المفترض أن تتسلمها البحرية في أسطولها خلال السنوات المقبلة. وبالإضافة إلى ذلك، تعتزم تقديم السفينة “ميني شيلداغ”، وهي سفينة سريعة مصممة لمهام الاستطلاع والاعتراض بالإضافة إلى السفن الأخرى.
عزل الشركات الإسرائيلية
“وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها منع شركات الدفاع الإسرائيلية من المشاركة في معارض الأسلحة الدولية في فرنسا، هذا بالإضافة إلى حظر الأسلحة والمقاطعة الزاحفة والصامتة لشراء الأسلحة إسرائيلية الصنع”، وفق تصريح الرئيس التنفيذي لشركة أحواض بناء السفن الإسرائيلية إيتان زوكر الذي نشره موقع كالكاليست الإسرائيلي، اليوم الأربعاء.
وبحسب قوله، فإنّ “هذا يتطلب أن يفهم أصحاب القرار أنّ على إسرائيل الاعتماد بشكل أساسي على قدراتها العالية وزيادة استخدام الأسلحة المنتجة محلياً، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالمنصات المركزية، وعليها تطوير صناعة مستقرة ومتقدمة”.
ومن الشركات التي كان من المفترض أن تقيم أجنحة في المعرض بفرنسا، شركة صناعة الطيران و”رافائيل” و”إلبيت سيستمز” التي تنتج مكونات ووسائل تتعلق بالحرب في الساحة البحرية. وقال مسؤول كبير في إحدى شركات الحرب البحرية لـ”كالكاليست”، “لقد استثمرت الشركات الإسرائيلية الوقت والمال والتخطيط لعدة أشهر استعداداً للمشاركة في المعرض الدولي وكما حدث في المعرض السابق في شهر يونيو/ حزيران، ذهبت كل الجهود والنفقات المالية الكبيرة سدى، وكان من الممكن حل كل شيء من خلال الاتفاقات والتفاهمات بين قادة البلدين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إيمانويل ماكرون”. وأضاف: “الدبلوماسية الإسرائيلية تنهار إلى حد العدم، والصناعات هي التي تدفع مرة أخرى ثمن فشل إسرائيل وعزلتها على الساحة الدولية”.