أهرامات مصر.. غموض وأسرار لا تنتهي

الأهرامات المصرية علم على التاريخ المصري القديم تبهر كل من يراها، الولع بمعرفة أهم المعلومات عن الأهرام المصرية يصيب الكثيرين، فكيف بُنيت بهذه الضخامة وفي عصر قديم؟

نبذة تاريخية عن الأهرامات

تعتبر الأهرامات من أعظم المباني التاريخية والأثرية القديمة حول العالم، والتي قام ببنائها قدماء المصريين في المنطقة التي تقع غرب نهر النيل، والتي تعتبر أيضاً من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، كما اعتقد المصريون القدماء بفكرة البعث والخلود، لذلك قاموا بتحنيط موتاهم ووضع كل ما يحتاجونه معهم للحياة الآخرة، مثل الأواني الذهبية، الأثاث والطعام، وغيرها الكثير.

وبالطبع كان للملك والعائلة الحاكمة آنذاك نصيباً خاصاً من الدفن، حيث كانت تقام مراسم دفن أسطورية لهم، وأصبحت أماكن الدفن لاحقاً محوراً أساسياً للعبادة، ووفقاً للمراسم الجنائزية، تم بناء الأهرامات واعتبارها مكاناً لدفن الملوك والعائلة الحاكمة. كما كان للملك مكاناً خاص للدفن وتدفن العائلة الحاكمة بجواره.

معلومات عن بناء الأهرام المصرية

بنيت الأهرامات في القرن الرابع الميلادي، خاصة في عصر المملكة القديمة وحتى نهاية العصر البطلمي، وبالرغم من ذلك بدأت ذروة بناء الأهرامات مع نهاية حكم الأسرة الثالثة (عام 2325 قبل الميلاد).

أظهرت الدراسات الحديثة من خلال أحافير الهياكل العظمية الموجودة في المنطقة، أن عملية بناء الأهرامات تمت بواسطة المزارعين، الذين كانوا يعملون في بناء الهرم خلال فترة فيضان نهر النيل، وقد تطورت عملية بناء الأهرامات تدريجياً وصولاً إلى المرحلة النهائية والتي نرى الأهرامات عليها حالياً، حيث أنها تطورت على عدة مراحل، هي:

في عهد الأسرة الحاكمة (2950 قبل الميلاد)، نحتت المقابر الخاصة بالملوك في الصخور وتم تغطيتها بهياكل مستطيلة مستوية الأسطح كانت تعرف بالمصاطب، والتي كانت تعتبر المرحلة الأقدم التي تطور منها الهرم لاحقاً.

ثم تطورت بعدها عملية بناء المصاطب في فترة حكم الملك زوسر والتي دامت 20 عام، حيث تم بناءها على ست طبقات متدرجة من الحجر، ولهذا السبب أطلق عليه اسم الهرم المدرج، ووصل ارتفاع الهرم إلى ما يقارب 62 متراً، كما كان يحيط بالهرم عدة معابد وأضرحة الخاصة بالملك.

ويعد الهرم المدرج أقدم هرم في مصر وتم بناؤه في عام 2630 قبل الميلاد، وكان بنائه أشبه ببناء المصاطب بشكل كبير.

وبعد فترة حكم الملك زوسر، أعتبر الهرم المتدرج قاعدة أساسية للدفن الملكي، ومن هنا ظهرت فكرة بناء الأهرامات وجعلها قبور للملوك في الفترات اللاحقة.

الهرم المدرج للملك زوسر

وبعد ذلك تم بناء أول هرم حقيقي ذو جوانب ملساء وليس متدرج، وهو الهرم الأحمر في دهشور الذي يعد أقدم هرم تم بناؤه بشكله الكامل لدفن الملك سنفرو الملك الأول للأسرة الرابعة، وتم تسمية الهرم بهذا الاسم نسبة لاستخدام الحجر الجيري ولونه الأحمر في بناء الهرم.

أهرامات الجيزة

تعد أهرامات الجيزة من أعظم المعالم الأثرية وأقدمها حول العالم والتي تم تصنيفها من عجائب الدنيا السبع لأهميتها التاريخية، وقد أكدت الدراسات أنه تم بنائها في عصر الأسرة الرابعة (2575 – 2465 قبل الميلاد).

كما دارت حول الأهرامات الكثير من الأساطير في ذلك الوقت، إذ اعتقد البعض أن بناة الأهرام الحقيقين هم سكان قارة أطلنطس المفقودة، وأدعى غيرهم أن من بناها هم العمالقة، وآخرون اعتقدوا أن لها صلة بقوم عاد.

وتضم الجيزة الكثير من الأهرامات التابعة للملوك في تلك الفترة، وأهمهم:

هرم خوفو

يعد هرم خوفو أو كما يطلق عليه بالهرم الأكبر قفزة ثقافية في تاريخ مصر القديمة، وتم بناؤه في عام 2560 قبل الميلاد للملك خنوم خوفو تيمناً بالهرم الأحمر الذي بني من أجل أباه سنفرو، وكان هذا الهرم أول مشروع وطني في مصر القديمة الذي شارك في بنائه الكثير من العمال المحترفين والمزارعين من جميع أنحاء مصر.
يعد هرم خوفو أكبر مبنى شيد في ذلك الوقت وذلك وفقا للمصادر التاريخية، كما يمتاز بعدة خصائص منفردة، وهي كالآتي:

هرم خفرع

ويعد أحد أهرامات الجيزة في مصر، بني بواسطة الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة وهو ابن الملك خوفو، ويعد هرم خفرع هو الهرم الوحيد المتبقي والمحتفظ بكسوته الخارجية خاصة عند القمة.

كما يمتاز هرم خفرع بعدة مزايا خاصة، وهي:

أيضاً عثر لاحقاً على مجموعة من التماثيل الخاصة به والتي وجدت في معبد الوادي، إحدى هذه التماثيل كانت منحوتة بشكل دقيق وفريد من نوعه، وينسب له نحت تمثال أبو الهول.

هرم منقرع

يعتبر هرم منقرع هو الهرم الأخير من أهرامات الجيزة الذي بني بواسطة الملك منقرع ابن الملك خفرع، كما أطلق عليه لاحقاً اسم الهرم المقدس.

وتوجد عدة خصائص لهذا الهرم والتي تميزه عن غيره من الأهرامات، نذكر منها:

كما يوجد في نهاية الممر المائل دهليز بني من الحجر، يؤدي هذا الدهليز إلى ممر أفقي متفرع، وبإحدى هذه الممرات توجد غرفة الدفن، وعثر بداخل هذه الحجرة على تابوت خشبي نقش عليه اسم الملك منقرع وبداخله مومياؤه، وحالياً توجد المومياء الخاصة بالملك في المتحف البريطاني، أيضا تقع إلى الجهة الجنوبية من هرم منقرع، أهرامات لثلاثة ملكات يعتقد أنهن كانوا زوجات الملك منقرع.

أسرار غامضة تدور حول الأهرامات

بناء الأهرامات المصرية

تحتوي الأهرامات المصرية على الكثير من الأسرار والتي ما زالت إلى الآن غامضة، وعلى الرغم من محاولة الكثير من علماء الآثار والفلاسفة على مر العصور دراسة أسرار الأهرامات ووضع النظريات وكشف الغطاء عنها، إلا أنها ما زالت إلى الآن غير معروفة ومبهمة إلى حد بعيد.

وإلى الآن لم يعرف الباحثون أو المؤرخون بشكل حقيقي كيف تم بنائها؟، أو حتى سبب بنائها؟، وكل ما يوجد لدينا حالياً هي فرضيات قابلة للتعديل في أي وقت.

وتوجد العديد من الأسرار الغامضة والمشوقة والتي تلتف حول الأهرامات، نذكر منها:

الأهرامات اليوم

ما تبقى من الأهرامات اليوم يعد جزءاً بسيطاً مما كانت عليه في السابق، خاصة مع تأثير عوامل الزمن المختلفة عليها. فكل ما نراه الآن هو ما بقي من ذلك التراث العريق.

وعلى مر العصور تعرضت الأهرامات للانهيارات المختلفة، والسرقات التي تطال جزءاً كبيراً منها، ومن أهم السرقات التي تعرضت لها الأهرامات، هي:

معظم الناس على يقين من جمال وغموض الأهرامات، والمعروفة بهياكلها الضخمة والمثيرة للإعجاب التي كانت موجودة في مصر القديمة كمكان ولادتها، وما زال يتكشف لنا كل يوم معلومات عن الأهرام المصرية، هذه الآثار الضخمة هي مقبرة الفراعنة والملوك المصريين القدماء.

Exit mobile version