حسني نديم
في زاوية صغيرة داخل مركز إيواء بأحد مدارس مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ينشد مجموعة من الأطفال الفلسطينيين بأصواتهم العذبة أغان وطنية وأناشيد شعبية عن التمسك بالأرض وحب الوطن.
ويحاول هؤلاء الأطفال ومدربهم، إبقاء الأمل حيًا في قطاع غزة، رغم الدمار والخراب والمجازر وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين العزل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعلى وقع أنغام أغنية “خضرا يا بلادي خضرا ورزقك فوّار، محروسة بعين القدرة تبقى هالدار”، تعزف الطفلة دينا ناصر على آلة العود ايقاع الأغنية بإتقان وانسجام.
وتتدرب الطفلة دينا النازحة من شمالي قطاع غزة، على العزف والأغاني الوطنية والأناشيد الشعبية مع المدرب محمد الهباش، ضمن فعاليات لتعليم الموسيقى والتفريغ النفسي للنازحين.
وتقول لمراسل الأناضول: “كنت أخاف من الحرب وأسمع أصوات الطائرات والانفجارات والقصف، أما الآن لما صرت أسمع الأغاني والعزف قلبي صار يطمئن”.
وتضيف دينا وهي تمسك بآلة العود: “هذه الحرب قاسية، وكان لا بد من الابتعاد قليلا عن أجواء القصف والدمار حتى استطيع مواصلة الحياة”.
وبينما كان محمد عازف العود المحترف، يردد مع جمع من الأطفال الأغاني والاناشيد المختلفة، قال: “يتم تنفيذ فعاليات لتعليم الموسيقى والتفريغ النفسي عن النازحين في مدرسة ذكور النصيرات “.
ويعمل محمد الهباش مشرفًا أكاديميا لمعهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في غزة، مشيرًا إلى أن فعاليات تعليم الموسيقى التي ينفذها في مدرسة النازحين بمخيم النصيرات تجد تفاعلا كبيرا من الفلسطينيين في ظل الحرب القائمة.
وتهدف هذه الأنشطة إلى إخراج الأطفال النازحين من أجواء الحرب والدمار التي نعيشها ورسم البسمة على وجوههم ووجوه معلميهم ومدربيهم.
ويتضمّن النشاط تدريبات على أداء أغنيات شعبية محبّبة لدى الأطفال، إضافة إلى تمارين ألعاب موسيقية إيقاعية بسيطة تناسب جميع المستويات، كي يتاح المجال لأكبر عدد من الأطفال للاستفادة، بصرف النظر عن أعمارهم أو موهبتهم، أو ما إذا كانت لديهم معرفة موسيقية مسبقة
ويعد الأطفال أكبر ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فهم في صدارة أعداد الشهداء الذين اقترب عددهم من الـ32 ألفا، وفق المكتب الاعلامي الحكومي بغزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
المصدر: الأناضول