أكثر من 300 قتيل جراء الفيضانات في باكستان وجهود الإغاثة مستمرة

تستمرّ جهود إغاثة المنكوبين جراء الفيضانات الجارفة التي ضربت مناطق مختلفة شمال غربي باكستان في 15 أغسطس/ آب الجاري، وذلك بجهود مشتركة بين الجيش الباكستاني وإدارة مواجهة الكوارث الطبيعية الإقليمية والمركزية، إلى جانب المؤسسات الخيرية المحلية والمتطوّعين من مختلف الشرائح. في حين تقدّم الحكومة المحلية والمركزية وقوات الجيش ما يحتاج إليه المنكوبون.

وأفادت إدارة مواجهة الكوارث المحلية في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، في بيانها الأخير، بأنّ عدد القتلى وصل إلى 310 أشخاص، وأنّ عمليات البحث عن مفقودين ما زالت متواصلة، من دون ذكر العدد المحدد.

كما أكدت الإدارة أن المعلومات الأولية تشير إلى تدمير 1600 منزل، علاوة على تدمير الأسواق والمباني الحكومية والجسور والطرق ومصرع المواشي والحيوانات. وشدّدت على أنّ عمليات الإسعاف والإغاثة متواصلة في ظل توقعات بهطول المزيد من الأمطار.

وإذ تواصل الجهات المعنية إحصاء حجم الخسائر البشرية والمادية، جاء في بيان الإدارة أنّ الخسائر المالية قد تصل إلى ملايين الدولارات. بدورها، أعلنت هيئة إدارة الكوارث الإقليمية شمال غربي باكستان، اليوم الأحد، فقدان 150 شخصاً جراء فيضانات مفاجئة أودت بما لا يقل عن 344 شخصاً في باكستان. وقال رئيس هيئة إدارة الكوارث الإقليمية في خيبر بختونخوا، أسفنديار ختّاك، لوكالة “فرانس برس”، إنّ “نحو 150 شخصاً في مقاطعة بونير ما زالوا في عداد المفقودين، وربما محاصرون تحت أنقاض منازلهم أو جرفتهم مياه الفيضانات”، مضيفاً أن عشرات آخرين مفقودون أيضاً في منطقة شانغلا”، وأوضح أنّ استمرار الأمطار يصعّب كثيراً عمليات الإنقاذ.

وأعلن مسؤولون لـ”فرانس برس” أن مقاطعة بونير الأكثر تضرّراً، قُتل فيها ما لا يقلّ عن 208 أشخاص، فيما طُمرت ما بين 10 و12 قرية جزئياً. بدوره، قال المتحدث باسم هيئة الإنقاذ الإقليمية بلال أحمد فايزي إنّ نحو ألفَي عنصر إنقاذ يشاركون في العمليات في تسع مقاطعات، حيث ما زالت الأمطار تعرقل الجهود، ولفت إلى أنّ “فرص العثور على الأشخاص الذين طُمروا تحت الأنقاض أحياءً، ضئيلة جداً”، مشدّداً على أنّ “عملية إنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض مستمرة”.

وكان تحدّى الآلاف من عناصر الإنقاذ الباكستانيين، الأحد، الأمطار والأوحال التي وصلت إلى مستوى الركبة، للوصول إلى منازل طُمرت تحت صخور ضخمة بحثاً عن ناجين، قبل أن يُعلن في وقت لاحق من اليوم الأحد، تلاشي آمال العثور على أحياء.

وقد أدّت الأمطار الغزيرة التي تتساقط، منذ الخميس الماضي، إلى فيضانات وارتفاع منسوب المياه، علماً أنّ سيولاً وحلية جرفت قرى بأكملها واحتجزت أعداداً كبيرة من السكان بين الأنقاض. وسُجّلت حصيلة الضحايا بمعظمها، وهم 317 قتيلاً، في إقليم خيبر بختونخوا، إذ من المتوقّع أن تشتدّ في الأيام المقبلة قوة الأمطار الموسمية التي تسبّبت في فيضانات وانزلاقات تربة انهارت معها منازل.

ويكشف الإعلامي فرهاد خان لـ”العربي الجديد” أنّ عدد القتلى أكثر بكثير من العدد الرسمي، ويقول: “على الأقل هناك أكثر من 500 قتيل، وهناك قرى قُتل فيها 80 و100 شخص. كما غرقت منطقة بونير (شمال العاصمة) بالمياه، لذا فإنّ الأرقام الحقيقية ستظهر بعد فترة، كون الإدارات العامة والمؤسّسات والمعنيّين مشغولين بعمليات الإغاثة والإسعاف”.

ويوضح فرهاد خان أنّ نحو ألف متطوّع من مناطق ومدن مختلفة من إقليم خيبر بختونخوا، من ضمنها صوابي ومردان وبيشاور والمقاطعات القبلية، وصلوا لتقديم المساعدة، إلى جانب جهود المؤسسات الرسمية، إذ ترسل تلك القبائل الطعام والدواء والملابس بشكل مستمر، حيث يجمعها المتطوّعون في المؤسّسات الخيرية، ثم تنقلها المؤسّسات إلى هناك، بمساعدة الحكومة المحلية.

أما عن الإغاثات الحكومية، فيشير إلى أنّ الحكومة والجهات الرسمية توزّع الخيم والدواء والغذاء، لكن الشغل الشاغل للأهالي في الوقت الراهن هو البحث عن المفقودين ودفن الموتى. لا أحد يرغب حاليّاً في الحصول على المساعدات والطعام والدواء.

من جانبه، صرّح عمدة منطقة بونير، كاشف قيوم خان، لوسائل إعلام محلية، أنّ عدد القتلى في منطقة بونير وحدها وصل إلى 209، بينما هناك أكثر من 180 شخصاً بين المفقودين، و”هذا العدد قد يزيد لأننا ما زلنا نجمع المعلومات، وما نملكه من معطيات هو حصيلة غير نهائية، فالطرق المغلقة التي قمنا بتنظيفها وفتحها أُغلقت مجدّداً بعد ساعات، لكننا نسعى بالتنسيق مع الجيش لتأمين احتياجات آلاف المنكوبين. إنّها كارثة قياسية”.

وأوضح قيوم خان أنّ “بعض المناطق في بونير، مثل منطقة بيشوكي، شهدت في اليوم الأول وفي غضون ساعة واحدة 15 انفجار غيومٍ، علاوة على انهيار الجبال والتربة. لقد تدمّر كل شيء، الطرق والأراضي والأسواق والمنازل كلها انهارت، وما زلنا نواصل البحث عن المفقودين، إلى جانب توفير الاحتياجات الأولية وفتح الطرق بشكل يتيح لنا الوصول إلى المنكوبين. أما جمع المعلومات الشاملة بشأن عدد القتلى والخسائر، فهو أمر يحتاج إلى الوقت”.

وأعلن الجيش الباكستاني إرسال مزيد من القوات وفرق الإسعاف للمساهمة بعمليات الإسعاف والإغاثة، موضحاً، في بيانه، أنّ فرق الهندسة انتشرت في المنطقة لتمهّد الطرق إلى المناطق المنكوبة.

وقد أثارت أوامر الجيش بإخلاء 15 قرية في مقاطعة باجور التابعة لإقليم خيبر، بهدف توسيع رقعة العملية العسكرية ضد المسلحين، استغراب وحفيظة عموم المواطنين والقبائل، وكذلك قرار فرض حظر التجول فيها حتى 21 أغسطس الجاري، حيث إنّ مقاطعة باجور هي من المناطق المتضرّرة بشكل كبير جراء الفيضانات، أضف إلى ذلك انعدام وسائل النقل، وانشغال الأهالي بعمليات الإغاثة والإسعاف.

Exit mobile version