في مشهد استثنائي يعكس قوة الإرادة وتحدي المستحيل، نجحت أم يمنية تبلغ من العمر خمسة وستين عامًا في اجتياز امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2025، لتسجل إنجازًا نادرًا في مسيرة التعليم، وتقدّم نموذجًا حيًّا لما يمكن أن تصنعه العزيمة الصادقة، مهما كانت الظروف.
القصة بدأت قبل نحو عقدين، حين اضطرت السيدة اليمنية للسفر إلى اليابان عام 2006 لمساعدة ابنها قبل ولادة حفيدها الأول. لم تكن حينها تتقن سوى القراءة والكتابة بالعربية، ما جعل من التعامل مع الإجراءات الرسمية بلغات أجنبية تحديًا قاسيًا، بلغ حد الإهانة من إحدى مضيفات الطيران بسبب ضعفها اللغوي. تلك اللحظة كانت نقطة التحول، إذ اتخذت قرارًا مصيريًا بتكملة تعليمها، مهما كانت التحديات.
وبدأت رحلتها من صفوف محو الأمية في اليمن، متحدية ظروف الحرب والانشغالات الأسرية، لتنتقل تدريجيًا بين مراحل التعليم، حتى وصلت إلى الثانوية العامة، التي اجتازتها بنجاح هذا العام، في تزامن رمزي مع تخرج حفيدها يوسف من المرحلة نفسها.
ابنها الدكتور مروان ذمرين، الباحث اليمني المقيم في اليابان، عبّر عن فخره الكبير بوالدته، وكتب عبر صفحته الشخصية أن والدته كانت دائمًا مصدر إلهام له، وأن نجاحها اليوم هو تتويج لمسيرة طويلة من التضحية والإصرار.
هذه القصة لا تمثل مجرد نجاح فردي، بل هي رسالة مجتمعية عميقة تؤكد أن التعليم لا يعرف عمرًا، وأن الأحلام يمكن أن تتحقق في أي مرحلة من الحياة، إذا ما اقترنت بالإرادة والإيمان.