إسرائيل تندد بقصف أحد مستشفياتها متناسية ما فعلته بمستشفيات غزة

يحاول قادة الاحتلال استثارة الرأي العام العالمي، على خلفية القصف الإيراني الذي طال مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، الخميس، رغم تأكيد طهران أن القصف استهدف أساسا مقرا لجيش الاحتلال مجاور للمشفى المذكور.

وبينما انخرط رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزرائه، فضلا عن الرئيس الإسرائيلي في حملة تبدو ممنهجة، لاستدرار مواقف عالمية حيال ما جرى في المستشفى، تجندت الصحافة العبرية لتضخيم الحدث، وأفردت مساحات واسعة لتغطية القصف، حتى وصل حد وصفه بـ”جريمة حرب”، متناسين ما حصل من مجازر مروعة وتدمير للمشافي في قطاع غزة، وكأنه لم يكن سوى حدثا عابرا.

ومارس نتنياهو التحريض من أمام مستشفى سوروكا حين قال: “نحن نضرب بدقة أهدافا عسكرية، أهدافا نووية، أهدافا مشروعة، وهم يضربون مستشفى (..) إنهم يضربون مستشفى لا يستطيع فيه الناس حتى أن ينهضوا ويهربوا (..) إنهم يريدون إبادتنا جميعا”.

طهران نفت الرواية الإسرائيلية، وأكدت أن القصف الصاروخي استهدف وأصاب مقر قيادة واستخبارات جيش الاحتلال بجوار المستشفى الذي تعرض لأضرار جانبية جراء موجة الانفجار.

وقال الحرس الثوري في بيان، إنه “في هذه العملية استُهدف مركز القيادة والاستخبارات التابع لجيش النظام الإسرائيلي بدقة عالية وبضربة دقيقة قرب مستشفى”.

وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن البنية التحتية العسكرية المستهدفة “أُصيبت بدقة”، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية بسبب موجة الانفجار.

كشف بقصف الاحتلال مستشفيات إيرانية
ومنذ بدء عدوانه على إيران فجر 13 حزيران/ يونيو الجاري، استهدف جيش الاحتلال بشكل مباشر أكثر من مستشفى، بينها مستشفى أطفال بالعاصمة طهران.

والأربعاء، قصف الاحتلال أيضا محيط مبنى الهلال الأحمر الإيراني شمال طهران، وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الإيراني تصاعد الدخان من الموقع المستهدف.

كما ذكر التلفزيون الإيراني، الاثنين الماضي، أن قصفا استهدف “مستشفى الفارابي” بمدينة كرمنشاه غرب البلاد، فيما استهدفت غارات إسرائيلية مستشفى “حكيم” للأطفال في طهران، وفق وزارة الصحة الإيرانية السبت الماضي.

تدمير معظم مشافي غزة
وفي غزة، دمرت قوات الاحتلال معظم المستشفيات والمراكز الصحية، وقتلت وأصابت واعتقلت الكثير من أفراد الكوادر الطبية والإسعاف، وفق مصادر رسمية وأهلية ودولية.

يشار إلى دولة الاحتلال دمرت 35 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 3 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب إحصائية رسمية.

كما أخرجت غارات الاحتلال 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

ولم تتورع دولة الاحتلال في قتل الجرحى والمصابين داخل المستشفيات، وتعد جريمة قتل الصحفي الشهير، حسن اصليح داخل مستشفى ناصر في خانيونس أكبر دليل على ذلك، حيث عاجله صاروخ قبل أسابيع، فقلته وهو على سريره حيث كان يتلقى العلاج داخل المستشفى.

وعبر إغلاقها المعابر، تمنع دولة الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة إلى غزة، وترفض إخراج جرحى ومصابين للعلاج بالخارج، في ظل انهيار المنظومة الصحية بالقطاع المحاصر.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تناول مغردون ونشطاء محاولات الاحتلال استغلال الحدث، مذكرين بما حدث من تدمير واسع للقطاع الصحي في غزة على يد قوات الاحتلال.

Exit mobile version