اتصال رسمي “معلن” بين طهران والحوثيين ناقش أحداث “حضرموت”

في خطوة سياسية غير مسبوقة تكسر نمط التواصل التقليدي بين طهران والحوثيين، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية رسمياً عن إجراء اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، وعبد الواحد أبو راس، القائم بأعمال وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً.

ويمثل هذا الإعلان تحولاً لافتاً في طريقة تعامل إيران مع الملف اليمني، إذ يعد المرة الأولى التي تُضفي فيها طهران طابعاً رسمياً وعلنياً على تواصلها الدبلوماسي مع الحوثيين، بعد سنوات من الاتصالات التي كانت تجري عبر قنوات غير معلنة أو بغطاء سياسي منخفض.

ووفقاً لبيان الخارجية الإيرانية، فقد تصدّر ملف الجنوب اليمني، خصوصاً التطورات في محافظة حضرموت، أجندة الاتصال، حيث ناقش الجانبان التوترات السياسية والأمنية المتصاعدة في المحافظة، في ظل التحركات العسكرية وتزايد التجاذبات الإقليمية.

كما تطرق الاتصال إلى مسارات الحوار اليمني – اليمني، وملف تبادل الأسرى، في إشارة إلى رغبة طهران في تعزيز حضورها السياسي والدبلوماسي داخل المشهد اليمني، والانتقال من الدعم غير المعلن للحوثيين إلى دور أكثر وضوحاً وتأثيراً.

ويرى محللون أن هذا الانفتاح الإيراني العلني يعكس محاولة لفرض نفوذ مباشر في قضايا حساسة، أبرزها الجنوب اليمني، في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة شديدة التعقيد سياسياً وأمنياً، ما قد يفتح الباب أمام تحولات جديدة في مسار الصراع.