تمكنت قوات الحزام الأمني في محافظة لحج من إحباط محاولة تهريب معدات ملاحية متطورة كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي، في خطوة اعتُبرت ضربة استباقية لمحاولات الجماعة إعادة تنشيط ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتها.
وجاءت العملية خلال تفتيش روتيني نفذه أفراد نقطة الحسيني شمال مدينة الحوطة، حيث اشتبهوا بإحدى الشاحنات المغطاة بطرابيل محكمة. وبعد إخضاعها للتفتيش، عُثر بداخلها على رافعات مخصصة لإنزال حاويات السفن، وهي معدات يُعتقد أنها كانت ستُستخدم في إعادة تشغيل الميناء الحيوي المطل على البحر الأحمر.
وبحسب مصدر في عمليات قوات الحزام الأمني، فإن التحقيقات الأولية كشفت أن الرافعات حُمِّلت من أحد الهناجر في منطقة الرباط، وكانت مهيأة للنقل إلى العاصمة صنعاء، قبل أن تُنقل لاحقًا إلى الحديدة. وأكد المصدر أن سائق القاطرة ومرافقيه أقرّوا خلال التحقيق بأن وجهة الشحنة النهائية كانت مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.
باشرت القوات الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة، وفتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة ملابسات العملية والجهات المتورطة فيها، مؤكدة في بيان رسمي استمرار جهودها في إحكام الرقابة على الطرقات لمنع تهريب المعدات أو المواد التي قد تُستغل في الإضرار بالأمن والاستقرار.
وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد محاولات تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الحوثيين عبر مسارات برية وبحرية، رغم الجهود الأمنية المكثفة. وتشير تقارير أمنية إلى أن المهربين باتوا يعتمدون على أساليب متطورة لإخفاء الشحنات، من بينها تفكيك المعدات، تغليفها بأغطية محكمة، واستخدام وثائق شحن مزورة.
وكانت قوات الأمن اليمنية، بالتعاون مع التحالف العربي، قد ضبطت خلال السنوات الماضية عدة شحنات تضمنت أسلحة وطائرات مسيّرة ومعدات ذات استخدام مزدوج، كان آخرها محاولة تهريب طائرات مسيّرة عبر ميناء عدن، وهي معدات قد تمنح الحوثيين قدرات إضافية لتنفيذ هجمات بعيدة المدى على الأراضي اليمنية ودول الجوار.