بعد أكثر من شهر من التعتيم الإعلامي، اعترفت جماعة الحوثي بشكل غير مباشر بإصابة وزير الأشغال العامة والنقل في حكومتها غير المعترف بها دوليًا، محمد عياش قحيم، خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت اجتماعًا مغلقًا لقيادات بارزة في العاصمة صنعاء.
وجاء الاعتراف عبر خبر نشرته وكالة “سبأ” التابعة للجماعة، تحدث عن زيارة قام بها القائم بأعمال رئيس الوزراء، محمد مفتاح، إلى مقر وزارة الأشغال، حيث طمأن الموظفين على صحة الوزير قحيم، مشيرًا إلى أنه “سيعود قريبًا إلى ممارسة مهامه”، في أول إشارة رسمية تؤكد إصابته.
وكانت الغارة، التي وُصفت بأنها الأعنف منذ بدء المواجهة غير المباشرة بين الحوثيين وإسرائيل، قد أسفرت عن مقتل رئيس الحكومة الحوثية أحمد الرهوي، إلى جانب عدد من الوزراء والقيادات العسكرية، بينهم نائب وزير الداخلية اللواء عبدالمجيد المرتضى، ومدير مكتب رئيس هيئة الأركان صخر الشرقبي.
وتشير مصادر طبية إلى أن قحيم يرقد في العناية المركزة في المستشفى العسكري بصنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الجماعة على المنشأة، ومنع تام لدخول أو خروج الزوار، ما يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الجماعة في تلك الضربة.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف المتأخر يعكس حالة من الارتباك الداخلي لدى الحوثيين، ومحاولة لتجنب انهيار المعنويات داخل صفوفهم، في ظل تصاعد الضربات التي تستهدف قياداتهم العليا.