الحوثيين يعبثون بالعملة المحلية ويضاعفون من معاناة المواطن

تقرير خاص

في خطوة متهورة وغير مدروسة، اعلنت ميليشيا الحوثي طبع عملات معدنية من فئة 100 ريال وضخها في السوق المحلية بدلاً من العملة الورقية التالفة، وفيما اعتبرت ميليشيا الحوثي هذا العمل ” ضربة معلم” حذر اقتصاديون من خطورة المساس بالعملة المحلية بدون غطاء بنكي لأن ذلك من اهم اسباب تردي قيمة العملة وتهاوي الاقتصاد الوطني وزيادة معاناة الشعب المثقل اصلا بالأعباء المعيشية وزيادة الاسعار.

وشكك المراقبون في حقيقة ما يدعيه  الحوثيين من قيامهم بسك العملة الجديدة داخل اليمن، مرجحين ان تكون ” إيران ” هي من يقف وراء عملية سك العملة، خصوصا مع اعلان البنك المركزي الايراني سك عملة معدنية مشابهة تماما للعملة التي اعتمدتها جماعة الحوثي، ويبدي المراقبين تخوفاً من هذا الجانب حيث قد يؤدي سك العملة في ايران ان صحت الانباء الواردة بذلك، إلى  تساوي الريال اليمني بنظيره الإيراني والذي يعد من اضعف العملات عالميا حيث تصل قيمة الدولار الواحد  الى (42,062 ريال ايراني ) ويخشى المراقبون من ان يكون الريال اليمني في طريقه لنفس المصير.

من جانبه، ندد البنك المركزي اليمني الرئيسي في العاصمة عدن بالخطوة واصفاً اياها بالـ” عبثية والخطيرة” وقال البنك المركزي في بيان له أن هذه العملة غير شرعية أو معتمدة بالنسبة للحكومة المعترف بها ولن يتم التعامل بها في جميع المناطق المحررة، ورداً منه على طباعة الحوثيين لعملة معدنية ، وجه البنك المركزي الرئيسي جميع شركات الصرافة المالية والبنوك ومحلات الصرافة بنقل اداراتهم الرئيسية للعاصمة عدن مالم فلن يتم التعامل معها من قبل الحكومة، وهو ما اثار ذعر وهلع الميليشيات الحوثية التي سارعت للاستغاثة بالمملكة العربية السعودية للضغط على الحكومة اليمنية لإلغاء هذا القرار، مااعطى دلائل واضحة من وجهة نظر المراقبين عن  مدى صوابيه هذا القرار وصبه في الاتجاه الصحيح.

دفع نحو الهاوية

في السياق، تحدثت مصادر غير رسمية عن نية مبيته لجماعة الحوثي لإصدار عملات معدنية جديدة فئة 50 ريال و 250 ريالاً الى جانب العملة فئة 100 ريال مواصلة العبث بالاقتصاد المحلي وتعريضه لخطر الانهيار الشامل، ومن جانب آخر أكد محللين ” بأن هذه الأفعال الغير مسؤولة الى جانب كونها كارثة على الاقتصاد والعملة، فهي ايضاً تعتبر تكريساً للانفصال والانقسام ومشروع تشطير اليمن والذي تتبناه إيران والقوى المعادية للجمهورية اليمنية، وقال المحللين بأن خطوة سك العملات تنافي ما تدعيه جماعة الحوثي من حرصها على وحدة اليمن، وذلك بعد ان تسببت بانفصال البنك المركزي فرع صنعاء عن المقر الرئيسي في العاصمة عدن وتفاوت سعر الصرف في المناطق المحررة والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واخيراً طباعة عملة معدنية بصورة انفرادية بدون غطاء قانوني، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الحوثيين يدركون خطورة ما يقومون به وأنهم يدفعون البلد نحو الانهيار بشكل متعمد، وقال محلل اقتصادي في القطاع البنكي( طلب عدم الكشف عن اسمه ) لموقع الصحوة نت” ان عملية طباعة العملة المعدنية  تمت بطريقة غير  مدروسة وقد تتسبب في فقدان قيمتها مماينتج عنه ما يعرف ب( التضخم المالي)  او (الفقاعات المالية) وهي  ظاهرة  خطرة جدا تمس المواطن بشكل رئيسي ومباشر

وأضاف المحلل ان (المفترض على الدولة ان تحدد كمية المال اللازم طباعته بحيث تحافظ على قيمة العملة وقوتها الشرائية وسعر الصرف الخاص بها عند حد معين ولا تطبع أكثر ولا أقل منه، لأن الدولة التي تقوم بطباعة العملات عن طريق البنك المركزي وتضخه في الأسواق بصورة تفوق حجم الاقتصاد فان قيمة العملة تنخفض ما يخلق مشكلات جمة قد تتسبب حتى في انهيار اقتصادها)

علاج مؤقت

من جانبه ذكر الباحث الاقتصادي (خالد العبسي) لموقع الوعل اليمني “ان طباعة العملات بشكل غير مدروس يسبب تضخم القاعدة المالية ويمكن أن يشكل خطورة وتهديدا على الاقتصاد المحلي برمته)

واضاف ان طباعة العملات بلا غطاء يعتبر علاجا قصير الأمد لاقتصاد الدولة يزول بمجرد أن ينتهي المفعولة ولا يمكن أن يكون حلا جذريا اليمن الذي يعاني أزمات اقتصادية خانقة بل يمكن أن يكون مشكلة كبيرة لما يتسبب فيه من زيادة لمعدلات التضخم وفقدان العملة لقيمتها، مما يفقد المواطنين   الثقة بالعملة المحلية والتوجه للعملات الأجنبية.

تزوير

وبعد اقل من شهر على ضخ العملة المعدنية الجديدة، انتشرت انباء عن اعتزام الجماعة الانقلابية سحب العملة الجديدة من الاسواق بعد ان اتضح سهولة تزويرها وقيام بعض الاشخاص بالفعل بتقليد العملة بصورة متطابقة تماما وذلك نتيجة “الكبس الرديء” وعدم موافقة عملية الطباعة مع المعايير والمتطلبات المحددة في سك العملات دولياً ما يدل على ان العملة تمت طباعتها على طريقة ” السوق السوداء” بشكل قانوني اي انها عملة مزورة منذ الأساس، ولذلك فمن السهل جدا بديهياً تزوير المزور اصلاً، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي موجة سخرية من العملة الجديدة وسبب نية الحوثيين سحبها من الاسواق، وكتب مغرد يدعى ” فضل الله” على منصة اكس قائلاً : ” قالوا بيسحبو العملة ابو 100 الجديدة بسبب انه تم تزويرها، على اساس انها مطبوعة في سويسرا!!!”

جريمة

وأعرب مواطنون عن قلقهم من طباعة العملة الجديدة وتبعات طباعتها على قيمة الريال اليمني، واكد المواطن (اسماعيل) لموقع الوعل اليمني من صنعاء بان العملة المعدنية فئة ١٠٠ معناها ان الخمسين ريال وما دونها سوف تنقرض وتصبح المائة ريال هي الحد الأدنى من العملة ما يعني بالضرورة رفع الاسعار وتدهور قيمة الريال أكثر مما عليه الان. فيما يعتبر المواطن (حازم) ما قامت به جماعة الحوثي (جريمة) بحق الوطن والمواطن، حيث ان العملة الجديدة برايه بلا غطاء ومن السهل تزويرها وطباعتها في الورشات المبتدئة، ولأتوجد دولة في العالم تلقي بعملتها الوطنية في الهاوية كما تفعل جماعة الحوثي الإرهابية وذلك لتنفيذ مشاريع إيران التدميرية في اليمن

Exit mobile version