يواصل الحوثي تغيير وتشويه المناهج الدراسية مستخدما بذلك كل امكانيات الدولة التي استولى عليها قبل عشرة اعوام، وذلك التغيير يشمل طمس اسماء ورموز وطنية ودينية واضافة اسماء محسوبة على الجماعة ليس لها اي تأثير على الصعيد الوطني سوى انها قيادات حوثية، وامتد التغيير ليطال اهداف ثورة ٢٦ سبتمبر، الامر الذي صار بالنسبة لكثير من اليمنيين، أمرا لا يمكن السكوت عليه.
فرض عقيدة الحوثي
مثقفين وحقوقيين ورواد منصات التواصل الاجتماعي شنوا هجوما ,حادا على جماعة الحوثي واصفين اياهم “بأعداء الماضي والحاضر والمستقبل” ، في حين استغرب البعض من ان التغيير لم يستهدف سوى المواد الدينية والوطنية دون المواد العلمية، ومنهم الناشط ” محمد عبدالرحمن ” الذي كتب تغريده على توتير تقول “المشكلة ان مناهجكم الجديدة لم تتغير الا في القرآن والاسلامية والاجتماعيات، اما المواد العلمية كماهي لم تتغير، وهذا يدل ان هدفكم من تغيير المناهج الادبية دون العلمية على محاولة فرض مذهبكم وطائفتكم على الشعب بأكمله الذي يعتبر مختلف المذاهب”.
تفوقوا على طالبان
اما المحامي “محمد علي شمسان” فوجد ان جماعة الحوثي تتفوق على جماعة طالبان في أفغانستان بعدة اشياء، وهي كما جاء في منشور شمسان على توتير كالتالي: “الحوثي يتفوق على طالبان بعدة امور منها. تغيير المناهج وتفعيل الملازم
وفتح المراكز الصيفية بدون اي تواجد للعلم اليمني او للنظام الجمهوري الذي يقولوا انهم يدافعوا عنه، وتفعيل يوم الولاية وعاشوراء وارغام كل مؤسسات الدولة على الاحتفال بتلك المناسبات الدينية التي على الاقل لا وجود لها بالدستور اليمني، شكلهم نسوا المثل القائل. العلم في الصغر كالنقش في الحجر”.
خطة امريكية
واقتنع الصحفي ” ماجد الحريبي” بان تغيير المناهج الدراسية بهذه الصورة ماهي الا خطة امريكية ينفذها الحوثيون من اجل البقاء مقابل ضمان مصالح الامريكان في المنطقة وابتزاز دول الجوار، حيث كتب الحريبي قائلا ” استخدام وسائل الإعلام المختلفة واستخدام المساجد وتغيير الخطباء والأئمة وتغيير المناهج الدراسية خطة أمريكية يستخدمونها من أجل السيطرة والبقاء وحفظ المصالح وابتزاز الجوار وتحويل كل شيء لهم وحدهم
سقط سهوا
وامام الغضب الشعبي، اضطرت جماعة الحوثي الى اعتبار اسقاط بعض اهداف ثورة ٢٦ سبتمبر بانها “سقطت سهوا “، ووجه المدعو “محمد علي الحوثي” بإعادة تصحيح اهداف الثورة في كتب الوطنية عبر تغريده له في حسابه على توتير، الا ان اليمنيين امطروا تلك التغريدة بوابل من التعليقات الغاضبة والساخرة، وقال احد المغردين في رده على تغريده الحوثي بان مادة التربية الوطنية تحولت الى “التربية الحوثية، متسائلا ” لو كانت تربية وطنية لماذا احتكروا فريق الاعداد والتطوير في السلالة والجماعة( المنصور – الاهنومي – العجري – المأخذي – ومشرفهم الدريب)؟
هذا بالأصح فريق تغيير المناهج، وليس فريق الاعداد والتطوير، فالتطوير يعني التحديث وليس التحويث”
تسميم العقول:
وكانت هيئة علماء اليمن، قد حذرت في وقت سابق من خطورة تغيير المناهج التعليمية، حيث قالت في بيان صدر عنها “إن تغيير المناهج التعليمية وقيادات العمل التربوي والتعليمي يمثل تعدياً على ثوابت الشعب اليمني الدينية والقيمية، وإحياء للعصبية والسلالية وزرعا للفتن المناطقية والطائفية.”
وأكد البيان أن الحوثيين عملوا على “تسميم عقول” طلبة المدارس بأفكار عنصرية وطائفية غريبة تخدم مشروعهم الطائفي في اليمن والمنطقة، وتعمق الهوة الثقافية والفكرية التي صنعتها مؤخرا في اليمن، وتنتج جيلاً مفخخاً بالأفكار السلالية والمناطقية والطائفية، وتستند على المذهب الاثني عشري وتتلبس بالمذهب الزيدي ظاهراً وتحاربه في الحقيقة وتستهدف علماءه”.
ومنذ استيلائها على السلطة في سبتمبر ٢٠١٤ عملت جماعة الحوثي على استهداف الاطفال وصغار السن لاسيما من طلبة المدارس مما دفع الكثير من اولياء الامور لإخراج ابنائهم من المدارس وتوجيههم نحو معاهد اللغات والحرف خوفا عليهم من زرع الافكار الطائفية في عقولهم وتحويلهم الى قنابل موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة.