تقرير خاص
بات غالبية من الطلاب اليمنيين يواجهون، أكثر من أي وقت مضى، مخاطر التشويه المتعمد لمناهج التعليم الذي تجريه ميليشيات الحوثي وفق موجهات سياسية ودينية عن طريق تزييف وقائع التاريخ وتسيسه، وتأويل القران حسب هواهم وتكفير الآخرين، وإضفاء قدسية دينية على السلالة الحاقدة على ارض اليمن وتاريخه.
ويُشرف شقيق زعيم الجماعة وزير التعليم السابق، المدعو يحيى بدر الدين الحوثي على لجان خاصة لتعديل المناهج وتحريفها مكونة من خبراء سلاليين ماهرين في تشويه الكتاب المدرسي من أجل مسخ المعتقدات والهوية، وقد فرضت الجماعة مخرا مادة” الاشراف التربوي” لجميع المراحل الدراسية ابتداء من الصف الرابع الابتدائي بواقع درس واحد اسبوعيا، وهي مادة مستنبطة من ملازم الهالك ” حسين الحوثي” ودروسه التي أسس بها ما سمي بـ”الشباب المؤمن” وهي في المجمل عبارة عن سب وانتقاص من كبار الشخصيات الإسلامية “الصحابة” واتهام الأمة الإسلامية بالتقصير في حق آل البيت والتآمر عليهم، ويرى مراقبون بأن ما ينتج عن دراسة مثل هذه الملازم هو طلاب حاقدون على سلف الأمة وخلفها، وجيل مشبع بالكراهية والنقمة على المجتمع.
إلى جانب ذلك، أضافت ميلشيا الحوثي للمناهج دروس عن سيرة المدعو بالإمام الهادي “يحيى بن الحسين الرسي”، وبعض كبار شخصيات الزيدية مثل سيرة “الحسن بن علي الهبل” والإمام القاسم بن محمد والامام المنصور وابنه حميد الدين، وحذفت أي ذكر لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، شطبت معظم أسماء الذين ثاروا ضد الإمام وأبرز الشخصيات والشعراء والمثقفين مثل علي احمد بأكثير ومحمد محمود الزبيري وعبد العزيز المقالح واستبدلتهم بأسماء شخصيات حوثية كبدر الدين الحوثي وابنه حسين وصالح الصماد.
وفي الصفوف الأساسية أحدثت الجماعة تغييرات جذرية في المناهج ودست الكثير من صور وشعارات حوثية وطائفية، وأناشيد تدعو للقتال والثأر وغيرها الكثير من التحريفات.
وأدت هذه التحريفات إلى حالة من السخط الشعبي والرفض المطلق للحال المزرية التي وصل إليها التعليم في المدن التي يسيطر عليها الحوثيين.
ويقول مجاهد -وهو تربوي من صنعاء – ” لموقع الوعل اليمني ” إن معظم التعديلات التي أجرتها جماعة الحوثي على مناهج التعليم ماهي الا محاولة لتقليد المنهج الإيراني، وذلك بغرض تطييف الأجيال الجديدة بأحقية السلالة الحوثية في حكم اليمنيين.
مضيفا: “للأسف، صارت المناهج التعليمية كارثية بكل المقاييس، فقد نجحت جماعة الحوثي في تفخيخ المناهج الدراسية، ولاتزال ماضية في مخططها الخبيث بغسل أدمغة عقول أولادنا وبناتنا، فهي لم تكتفِ بتفجير مئات المدارس والزج بآلاف الأطفال في المحارق، بل أصبحت ترتكب أبشع عملية غسيل عقول وطمس للهوية اليمنية وتسميم للأجيال، من خلال تحريف المناهج الدراسية وملئها بالخرافات الطائفية والأفكار السلالية.”
تتعمد جماعة الحوثي تفخيخ التعليم وتسميم المناهج لتقويض الهوية اليمنية وإنتاج جيل ملوث طائفيًا يقاتل من أجل مشروع السلالة، من خلال تثبيت خرافة الولاية في أدمغة الأطفال، على أنها فكرة ضرورية سياسيا ودينيا.