“الدعم السريع” تعلن سيطرتها على آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الأحد، سيطرتها الكاملة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك بعد معارك ضارية وعنيفة استمرت لساعات في المدينة. يعتبر هذا المقر آخر معاقل الجيش السوداني الرئيسية في إقليم دارفور الشاسع.

وقد أشارت قوات الدعم السريع في بياناتها إلى أن العملية أسفرت عن تدمير آليات عسكرية ضخمة والاستيلاء على عتاد، ووصفته بأنه يمثل انهيارًا تامًا لدفاعات الجيش في الإقليم. جاء هذا التطور العسكري بعد فترة طويلة من القتال والحصار المفروض على المدينة.

وكانت الفاشر محورًا رئيسيًا للمعارك بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، وظلت محاصرة من قبل قوات الدعم السريع على مدار الـ 18 شهرًا الماضية.

وأفاد مصدر عسكري للجزيرة نت بانسحاب قوات الجيش من مقر الفرقة السادسة مشاة “لأسباب تكتيكية” بعد القتال العنيف، وهو ما يتناقض مع مزاعم الدعم السريع بالانهيار.

وحتى اللحظة، لم يصدر الجيش السوداني أي بيان رسمي يوضح موقفه من هذا التطور الميداني الأخير أو يؤكد أو ينفي سقوط المقر.

تكتسب السيطرة على الفاشر أهمية استراتيجية بالغة، إذ يرى مراقبون أن سقوطها يمثل سيطرة عسكرية كاملة لقوات الدعم السريع على إقليم دارفور بأكمله، مما يمكنها من تعزيز نفوذها في المنطقة والتحكم في خط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق السودان، بما فيها ولايات كردفان.

ويُشكل دارفور عمقًا استراتيجيًا للسودان، حيث يرتبط بحدود مباشرة مع أربع دول هي ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ما يزيد من الأهمية اللوجستية والعسكرية لهذه السيطرة.

في المقابل، تتفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة بشكل “كارثي”، وفقًا لتقارير إخبارية، حيث تسببت المعارك والحصار المستمر في نزوح آلاف المدنيين عبر المحور الشمالي من الفاشر، وسط مخاوف من تفاقم الوضع الصحي والإنساني.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في وقت سابق من تداعيات الحصار على المدنيين، وذكرت بعثة تابعة لها الشهر الماضي أن قوات الدعم السريع ارتكبت “جرائم متعددة ضد الإنسانية” خلال حصار الفاشر، في حين يواجه الجيش اتهامات مماثلة بارتكاب فظائع.

يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع محادثات غير رسمية مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن برعاية أمريكية واللجنة الرباعية الدولية، سعيًا لوقف الحرب المدمرة.