أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، عن دخول منظومة صواريخ “أوريشنيك” (Oreshnik) الباليستية متوسطة المدى والفرط صوتية الخدمة الفعلية ضمن القوات الاستراتيجية الروسية، في خطوة تمثل تحولاً نوعياً في ميزان القوى العسكري الإقليمي والدولي، وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لوعود سابقة أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع المنظومة في حالة التأهب القتالي قبل نهاية العام الجاري، كجزء من استراتيجية الردع الروسية رداً على التوترات المتصاعدة مع الغرب.
وشهدت بيلاروسيا مراسم رسمية موجزة بحضور قيادات عسكرية من البلدين للاحتفال بنشر المنظومة على أراضيها، حيث أكدت التقارير وصول نحو 10 وحدات من هذه المنظومة إلى قواعد عسكرية داخل بيلاروسيا، مما يوسع المدى الجغرافي للتهديد الصاروخي الروسي ليصل إلى عمق العواصم الأوروبية ومقرات حلف شمال الأطلسي “الناتو” في وقت قياسي، ويأتي هذا النشر بموجب اتفاقيات الدفاع المشترك الموقعة بين موسكو ومينسك لضمان أمن “دولة الاتحاد”.
وتتميز منظومة “أوريشنيك” بقدرات تقنية فائقة تجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي الحالية، بما في ذلك المنظومات الأمريكية والأوروبية المتقدمة، اعتراضها؛ إذ تصل سرعة الصاروخ إلى 10 ماخ (ما يعادل 12,350 كيلومتراً في الساعة)، وهو ما يتيح له قطع المسافة إلى أهداف في بولندا خلال 11 دقيقة فقط، وإلى بروكسل في غضون 17 دقيقة، كما يعتمد الصاروخ على تقنية “مركبات العودة المتعددة المستهدفة بشكل مستقل” (MIRV)، حيث ينقسم رأسه الحربي عند دخوله الغلاف الجوي إلى عدة رؤوس حربية (تتراوح بين 6 إلى 8 رؤوس) قادرة على المناورة وضرب أهداف مختلفة بدقة عالية.
ومن الناحية الاستراتيجية، تُصنف المنظومة كصاروخ باليستي متوسط المدى (IRBM) بمدى يتراوح ما بين 3000 إلى 5500 كيلومتر، وهو قادر على حمل رؤوس نووية أو تقليدية، وقد صرح المسؤولون الروس بأن القدرة التدميرية للضربة التقليدية المتعددة لهذه الصواريخ يمكن أن تعادل تأثير السلاح النووي نظراً للطاقة الحركية الهائلة الناتجة عن السرعة الفرط صوتية، ويُنظر إلى هذا النظام العسكري على أنه مشتق متطور من الصاروخ الباليستي العابر للقارات “آر إس-26 روبيچ”، ولكن تم تعديله ليكون أكثر فتكاً في المسافات المتوسطة.
ويأتي الإعلان عن دخول “أوريشنيك” الخدمة الفعلية في وقت حساس تزامناً مع جهود دبلوماسية مكثفة تقودها الإدارة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث اعتبر مراقبون أن الخطوة الروسية تهدف إلى تعزيز الموقف التفاوضي لموسكو وتوجيه رسالة تحذيرية حازمة لأي طرف يفكر في تصعيد العمليات العسكرية داخل الأراضي الروسية، في ظل العقيدة النووية المحدثة التي تتيح لموسكو الرد بالأسلحة النووية على أي تهديد تقليدي يمس سيادتها أو سيادة حليفتها بيلاروسيا.

ردًا على “وعيد” ترامب.. بزشكيان يتعهد بردّ قاسٍ دفاعاً عن سيادة إيران
موسكو تتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين عبر مسيّرات.. وترامب يعلق على الحادث
أبو عبيدة في ظهوره الأحدث.. تأكيد على وحدة الموقف واستمرارية المواجهة
غزة تحت حصار الشتاء.. وفاة 25 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال وغرق آلاف الخيام في كارثة إنسانية متفاقمة