العدوان الوحشي على غزة.. إلى متى؟!

حفصة دهوار

“إذا سُئلت عن غزة، قل لهم إنها أرض الشهداء، حيث يسعفهم شهيد، ويُصوِّرهم شهيد، ويُودَّعون كشهداء، ويُصلَّى عليهم كشهداء”. محمود درويش

في قلب الشرق الأوسط، تشهد أرض غزة ملحمة معاناة لا تعرف الرحمة. يجد الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، نفسه في دائرة من العدوان يوماً بعد يوم، حيث تحمل كل يوم جرحاً جديداً وألماً متجدداً. وفي حين يراقب العالم، يظل السؤال حاضراً كالضباب الكثيف: متى ستتوقف هذه الوحشية؟

المشاهد المؤلمة في غزة لا يمكن إغفالها، حيث تتحول المنازل إلى ركام، وتتحطم الأسر بفعل العنف المستمر. وفي وسط هذا الدمار، تترنح أصداء الشوق الجماعي للعودة إلى الحياة الطبيعية في الشوارع، في نداء يائس لوضع حد لتدفق الدماء الذي غمر نسيج الحياة اليومية.

وفي مواجهة هذه المحنة، يظهر صمود الشعب الفلسطيني بوضوح. على الرغم من الدمار، إلا أنهم يتشبثون بإيمانهم، ويستمدون القوة من الاعتقاد بأن كل شهيد يمهد الطريق لحياة جديدة. إنها شهادة على الروح الصامدة التي تحدد الهوية الفلسطينية – روح ترفض الانكسار تحت وطأة القمع.

يستمر الصراع الداخلي من أجل العثور على إجابات، ويغذيه سعي لا يتزعزع نحو الأمل. ينظر سكان غزة إلى ما هو أبعد من الدخان والأنقاض، ويتوقون إلى اليوم الذي لن تشهد فيه شوارعهم أهوال الحرب. وتصبح دورة الميلاد والتجديد رمزاً للتحدي، وإعلاناً بأن الروح الفلسطينية لا يمكن أن تنطفئ مهما كانت التحديات.

وهذه ليست مجرد دعوة لوقف العدوان الإسرائيلي؛ إنها إعلان متحدٍ يتحدى القوى التي تسعى إلى محو الهوية الفلسطينية. إن عدم ثبات كل الأشياء يشكل تذكيراً قوياً بأنه على الرغم من العقبات الهائلة، لا شيء يدوم إلى الأبد. الاحتلال وجنوده والمحن التي تصيب غزة، كلها عابرة في اجتياح التاريخ الكبير.

كل قطرة دم تُراق، وكل منزل يتحول إلى ركام، يردد صرخة جماعية من أجل العدالة تتردد صداها عبر الزمن. وقد يحول العالم أنظاره، وقد يتظاهر بالجهل بمحنة الشعب الفلسطيني، ولكن صموده يظل شهادة دائمة على القوة في مواجهة الشدائد. إن غزة، التي شابتها المأساة اليوم، سوف تنهض من جديد ذات يوم – ليس كرمز للمعاناة، بل كمنارة للانتصار على الصعاب التي لا يمكن التغلب عليها.

وبينما نشهد المأساة المستمرة في غزة، يجب ألا ننسى أن الكفاح ليس على الأرض فحسب، بل أيضاً في قلوب وعقول الأفراد في جميع أنحاء العالم. إنها دعوة للعمل، تحث كل واحد منا على الوقوف ضد الظلم ورفع أصواتنا تضامناً مع شعب غزة الصامد.

وفي مواجهة الشدائد، يثبت سكان غزة دون ردع. روحهم لا تقهر، وأملهم لا يتزعزع. سيأتي اليوم الذي تشرق فيه الشمس على غزة الحرة والمزدهرة، ليس كرمز للضحية، بل كشهادة على الإرادة التي لا تنكسر للشعب الذي رفض الاستسلام لليأس. وحتى ذلك الحين، يظل السؤال يرن في قلوب الفلسطينيين: متى سينتهي هذا العدوان، ومتى ستعود البسمة إلى وجوه الشعب الفلسطيني الصامد؟

“كما قال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في قصيدته عن غزة”

ليست أجمل المدن

وليست أغنى المدن

وليست أرقى المدن

وليست أكبر المدن

ولكنها تعادل تاريخ أمة

لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة

لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته

لأنها كابوسه

لأنها برتقال ملغوم

وأطفال بلا طفولة

وشيوخ بلا شيخوخة

ونساء بلا رغبات

لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب

سلام عليك يا غزة..

.

عربي بوست

Exit mobile version