المشاط يطلق يد الميليشيات للعبث بجامعة صنعاء

أصدر القيادي الحوثي مهدي المشاط، رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي، قرارا بتجريف عشرة آلاف لبنة من أراضي جامعة صنعاء لصالح قيادات حوثية، تحت مبرر إنشاء (مدينة طبية) وعدد من المشاريع الاستثمارية الوهمية.

وكان المشاط قد أصدر توجيهات في وقت سابق بتسليم ١٥٠٠٠ لبنة من أراضي جامعة صنعاء لما يسمى “هيئة الأوقاف” التابعة لجماعة الحوثي، ما أثار التساؤلات حول نية الميليشيا المسبقة تدمير جامعة صنعاء تدميرًا منهجيًّا وتدريجيًّا.

خوف من الحرية

أحد دكاترة جامعة صنعاء اتهم الحوثيين بالتخطيط لتدمير الجامعة لما هو أبعد من مجرد النهب، بحسب تعبيره، قائلا إن كراهية الميليشيات لجامعة صنعاء يعود لثقل الجامعة ومستوى التعليم الذي تقدمه الجامعة، ويستحيل معه على طلابها أن يكونوا أسرى لخرافة الولاية والاصطفاء، وأيضًا لتاريخها الطويل في تخريج المناضلين والأحرار الذين يخشاهم الحوثي وأنصاره.”
ويؤكد الدكتور -لا يزال ضمن هيئة التدريس بالجامعة ويخشى من كشف هويته- أن القضية لو كانت مجرد نهب أراضٍ فهناك مناطق شاسعة أخرى وأقل حساسية من جامعة صنعاء، لكن اختيار أراضي الجامعة بالذات اختيار مدروس ومقصود”.

زحف فارسي

جماعة الحوثي ومنذ استيلائها على العاصمة في سبتمبر ٢٠١٤ وضعت نصب عينها السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، وجرَّفت آلاف الهكتارات من أراضي العاصمة وما حولها، ومن أبرزها: أراضي معسكر الفرقة الأولى مدرع التي تقدر بمئتين وخمسين ألف لبنة، امتلك قياديان حوثيان مساحات كبيرة منها، من بينهم أحمد حامد، وضيف الله الشامي، وعبدالكريم الأهنومي، وخالد العندولي، ويوسف إسماعيل المداني، وغيرهم. إلا أن أيًّا من تلك القيادات لم يشرع في البناء والاستحداث خوفا من ردة الفعل الشعبية، ولكن بحسب مختصين يبقى الموضوع مسألة وقت.

كما اقتطعت جماعة الحوثي آلاف الأمتار المربعة من “جبل نقم” و أراضي معسكر غمدان على مشارف الجبل الإستراتيجي، وذلك في إطار سياسة تطويق العاصمة والتغيير الديموغرافي للسكان حول مدينة صنعاء ووسطها، وبسبب ذلك التطويق حصلت اشتباكات بين أفراد لواء غمدان المرابط في نقم بقيادة العميد محمد مريط، وبين ميلشيا الحوثي في يونيو ٢٠١٩، انتهت باتفاق بين الطرفين على عدم استحداث أي بناء في المكان، إلى أن قرر الحوثيون نقض الاتفاق كما هي عادتهم دائمًا.

جريمة وسابقة

لكن، وبرغم ذلك، يعد اقتطاع أراضٍ واسعة من داخل جامعة صنعاء سابقة هي الأولى من نوعها؛ وذلك للحساسية الكبيرة التي تمثله جامعة صنعاء ومنشآتها، ويرى المراقبون أن الحوثيين ماضون في تنفيذ قرارهم رغم الاستنكار والرفض الكبيرين شعبيًّا حتى من داخل الميليشيات نفسها. يقول المحامي عصام الحرازي إن استهداف أراضي جامعة صنعاء جريمة لم يجرؤ أحد على ارتكابها حتى ممن كانوا يتهمونهم بالسعي للسيطرة على الأراضي من رموز النظام السابق، لأنها ملكية عامة وليس لأي موظف حقٌ في التصرف بها كائنًا من كان. مضيفًا أن هذا القرار لو تنفذ فسيتبعه قرارات أخرى لن تستثني أي منشاة وأي مكان، وستكون العاصمة بما فيها نهبًا لقيادات جماعة الحوثي.

Exit mobile version