الانقلاب يلقي بظلاله على الشهر الكريم

تقرير خاص
كان شهر رمضان دائمًا موسمًا للبركة والفرح والتجمعات العائلية، لكنه تحول تحت سيطرة الحوثيين على البلاد إلى شهر من المعاناة والتحديات الاقتصادية، ومع استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية تأثرت مظاهر الشهر الكريم بشكل كبير من تفاقم غلاء الأسعار الى انعدام الرواتب، وتردي الخدمات الأساسية.
فقد أدى انهيار العملة المحلية وفرض الحوثيين رسومًا إضافية على السلع إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، وفقًا لإحصائية محلية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة ٧٠٪ مقارنة بالاعوام الماضية، حيث ارتفع سعر كيلو الأرز من ١٠٠٠ ريال إلى ١٧٠٠ ريال، وسعر كيلو السكر من ٨٠٠ ريال إلى ١٤٠٠ ريال، وسعر لتر الزيت من ٢٠٠٠ ريال إلى ٣٥٠٠ ريال، البائع محمد علي (٤٥ عامًا) من صنعاء يقول: “الناس كانت تعتمد على رمضان لتخزين المواد الغذائية لكن هذا العام الأسعار مرتفعة حتى السلع الأساسية مثل الأرز والسكر أصبحت بعيدة عن متناول الكثيرين، لذلك صارت الناس تشتري بالتقسيط أو تكتفي بالقليل.”
ويرى استاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء سابقا، د. عبد الرحمن السروي، ان السياسات الاقتصادية الفاشلة للحوثيين ومنها فرضهم رسومًا إضافية على السلع أدى إلى تضخم اقتصادي غير مسبوق، ومع استمرار انقطاع رواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات، أصبحت العديد من الأسر تعتمد على المساعدات الإنسانية أو القروض لتأمين الوجبة الاساسية الإفطار، كما ان نسبة الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم تصل إلى ٨٠٪، بينما تعتمد ٦٠٪ من الأسر على المساعدات الغذائية.
بين هم وآخر
بدوره، يقول المواطن أحمد عبد الله (٣٨ عامًا) لموقع الوعل اليمني “أنا موظف في وزارة التربية، ولم أتلقَ راتبي منذ ثلاث سنوات، واعتقد ان رمضان هذا العام أصعب من الأعوام السابقة حتى ان وجبة الإفطار أصبحت بسيطة جدًا”
ويضيف بخجل :” لقد صرنا نعتمد على المساعدات التي تصلنا من الجمعيات الخيرية.”
نفس الشيء قالته المواطنة سمر الراجحي(٤٥ عاما)، واضافت ان النساء اصبحت تحمل هم المعيشة اكثر من الرجل بالذات في رمضان والاعياد : ” لدي اطفال اعيلهم وكلما انتهى يوم من رمضان اقترب العيد ونخرج من هم الى هم اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله”.
ويرجع المحللون تدهور القوة الشرائية للمواطنين الى انقطاع الرواتب، فالأسر التي كانت تعتمد عليها ” الرواتب ” أصبحت تعيش في فقر مدقع اضافة الى ان ٧٠٪ من الأسر تعاني من نقص المياه وتضطر لجلبها من مصادر غير صحية.
في هذا السياق قال الخبير الاقتصادي علي الحرورة، لموقع الوعل اليمني ان ” الخدمات والسلع الأساسية أصبحت رفاهية في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها اليمن.”
واضاف:” مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، تراجعت مظاهر الفرح التي كانت تميز رمضان والدليل هو انخفاض المبيعات التموينية بنسبة ٩٠٪ مقارنة بالاعوام السابقة، مما يجعل رمضان هذا العام مختلفًا من شهر الفرح والبركة إلى شهر المعاناة والتحديات، ومع استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية سيبقى مستقبل اليمن غامضًا، وسنبقى نتطلع إلى أيام أفضل تعيد لنا فرحة الشهر الكريم”.