بعد قرن من وفاته.. ماذا تبقى من إرث لينين مؤسس الاتحاد السوفيتي غير جثمانه المحنط؟

بعد مرور قرن على وفاة فلاديمير لينين، أصبح مؤسس الاتحاد السوفييتي السابق فكرة ثانوية إلى حد بعيد في روسيا الحديثة، فالوجه الذي كان منتشرا في كل مكان مع لحية صغيرة ونظرة شديدة لا يبدو إلا من خلال التماثيل المتناثرة.

أعيدت تسمية العديد من الشوارع والمحليات التي كانت تحمل اسمه. ويعد ضريح الساحة الحمراء، حيث يرقد جثمانه المحنط في تابوت مفتوح، موقعا للفن الهابط المروع أكثر من كونه موقعا مميزا للزيارة، حيث يجتذب عددا أقل بكثير من الزائرين مقارنة بحديقة حيوان موسكو.

حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه يبدو أنه يبتعد عن لينين. فقبل وقت قصير من غزو أوكرانيا عام 2022، رفض بوتين وضعها السيادي باعتباره بقايا غير شرعية من عهد لينين، عندما كانت جمهورية منفصلة داخل الاتحاد السوفييتي.

دفعت كل هذه الشواهد والأجواء المؤرخ كونستانتين موروزوف، من الأكاديمية الروسية للعلوم، إلى التصريح لأسوشييتد برس بأنه “تبين أن لينين غير ضروري على الإطلاق.. غير ضروري في روسيا الحديثة”.

أما زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف، فتحدث كما لو أن لينين لا يزال في السلطة قائلا: “بعد مرور 100 عام على اليوم الذي توقف فيه قلبه الكبير واللطيف، يبدأ القرن الثاني من خلود لينين”.

وتوفى لينين في 21 يناير/ كانون الثاني من عام 1924، عن عمر ناهز 53 عاما، بعد أن أضعفته ثلاث سكتات دماغية. وأرادت أرملته نادييجدا كروبسكايا أن يدفن في قبر تقليدي.

بيد أن الزعيم آنذاك جوزيف ستالين أخبر اجتماعا للمكتب السياسي للحزب باقتراح قدمه “بعض الرفاق” للحفاظ على جثمان لينين عدة قرون عن طريق تحنيطه، وفقا لأرشيف وكالة الأنباء الروسية “تاس”.

ويعتبر لينين قائد الثورة البلشفية في روسيا القيصرية عام 1917، التي أطاحت القيصر نيكولاي وعائلته آنذاك. وكان النظام الإقطاعي يهمين على روسيا القيصرية في ذلك الوقت، فيما كانت شرائح واسعة من المجتمع، وبالأخص الفلاحون والعمال، تعيش في فقر شديد. وكان لينين من الثوار الذين تبنوا الفكر الماركسي الاشتراكي وساهموا في إطاحة حكم القيصر وتولي الثوريين البلاشفة بعد ذلك زمام الحكم في روسيا.

وترأس لينين زعامة جمهورية روسيا السوفييتية من عام 1917 إلى عام 1924 وهو أول رئيس للاتحاد السوفييتي بين عامي 1922 – 1924.

وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على الثورة البلشفية عام 1917، إلا أن الجدل لا يزال دائراً في المجتمع الروسي حول دور زعيمها فلاديمير لينين في تاريخ البلاد، إذ يعتبره العديد من المؤرّخين مؤسّساً لأيديولوجيا القمع في عهد خليفته جوزيف ستالين، مقابل تمسّك الدولة بالإبقاء على ضريحه في الساحة الحمراء وسط العاصمة الروسية، والحنين الشعبي إلى الحقبة السوفييتية وما تميّزت به من توزيع عادل نسبياً للموارد، وقوّة موسكو على الساحة الدولية.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Exit mobile version