وجّه اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس، انتقادات لاذعة للقيادة العليا، في مقال سياسي اعتُبر بمثابة رسالة مباشرة إلى رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، وفقًا لناشطين مقربين من الانتقالي.
بن بريك، الذي يشغل أيضًا منصب محافظ حضرموت الأسبق، حذّر من استمرار ما وصفه بـ”الشخصنة” و”المراهقة السياسية” في صناعة القرار، مؤكدًا أن الجنوب يقف أمام مفترق طرق مصيري، يتطلب قيادة رشيدة تتجاوز الحسابات الضيقة نحو مشروع وطني جامع.
وفي مقاله المعنون “مستقبل الجنوب في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية”، شدد بن بريك على ضرورة التحرر من دوائر الضجيج السياسي، واستبدال الأصوات المرتجلة بعناصر تمتلك الخبرة والوعي، قادرة على صناعة التوازن والمشاركة الفاعلة.
كما انتقد غياب الرؤية المؤسسية داخل المجلس، معتبرًا أن تغيير الشعارات لا يكفي، بل يجب إرساء منظومة إدارية رشيدة وعقيدة عسكرية حديثة تتماشى مع متطلبات الدولة المنشودة. وأضاف أن غياب الرؤية الاقتصادية يزيد من سخط المواطنين الذين لم يلمسوا تحسنًا في حياتهم اليومية.
ودعا بن بريك إلى تبني خطاب إعلامي عقلاني يبعث الطمأنينة داخليًا ويقدم صورة متزنة للخارج، مؤكدًا أن الجنوب يتجه نحو دولة مسؤولة تحترم التوازنات وتدرك تعقيدات المرحلة.
وفي ختام مقاله، وجّه دعوة صريحة إلى قيادة المجلس بضرورة الانفتاح على الحوار والشراكة مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، محذرًا من مغبة التفرد بالقرار، قائلاً: “من يظن أنه قادر على صناعة التاريخ منفردًا إنما يحكم على نفسه بالزوال”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الدعوات داخل المجلس لإعادة تقييم الأداء القيادي، وسط حالة من التململ الشعبي تجاه تراجع الخدمات وتضارب الخطاب الإعلامي، ما يجعل رسالة بن بريك بمثابة جرس إنذار للقيادة العليا في المجلس.