ترامب يرجح أن تهاجم إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إن إسرائيل قد تشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران قادرة على تجنب ذلك من خلال تقديم المزيد خلال المحادثات مع واشنطن.

وأوضح ترامب للصحافيين رداً على سؤال في شأن ما اذا كانت إسرائيل ستشن ضربة، “لا أريد أن أقول إن ذلك قريب، لكن ذلك يبدو أمراً قابلاً للحدوث”.

لكن الرئيس الأميركي عاد وأشار إلى أنه “على إسرائيل عدم توجيه ضربة لإيران مع قرب التوصل إلى اتفاق في شأن برنامجها النووي”، محذراً في الوقت نفسه من خطر اندلاع “نزاع هائل” في الشرق الأوسط.

لا مؤشرات

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الخميس إن بلاده ليست لديها أية مؤشرات على شن هجوم إسرائيلي على إيران في المستقبل القريب، وذكر تاياني في تصريحات للصحافيين، “لا أعلم ما إذا كان سيقع هجوم إسرائيلي على إيران، ليست لدينا أية مؤشرات باستثناء ما فعله الأميركيون، على أنه سيكون هناك هجوم في المستقبل القريب”.

من جانبها دعت ألمانيا إيران إلى التخلي بطريقة موثوقة عن أي مشروع لتطوير سلاح ذري، وذلك عقب إعلان طهران عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة وتيرة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، رداً على قرار إدانتها من “الوكالة الدولية للطاقة الذرية.”

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من روما “نتوقع أن تبتعد إيران بطريقة موثوقة من أية خطة تهدف الى حيازة الأسلحة النووية”، مضيفاً “لن نبقى مكتوفي الأيدي بينما تسعى إيران إلى حيازة السلاح النووي”.

أكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن رد إيران على أي عدوان إسرائيلي سيكون “أقوى وأكثر تدميراً” من الهجمات السابقة، وذلك بعد أن أعلنت طهران أنها تلقت تحذيراً من هجوم محتمل.

وقالت الحكومة العراقية اليوم الخميس إن التقارير الاستخباراتية والميدانية تشير إلى عدم وجود أي تهديدات للبعثات الدبلوماسية على أراضيها، وفق وكالة الأنباء العراقية.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء أنها بصدد خفض عدد موظفي سفارتها في العراق لأسباب أمنية، بعدما هددت إيران باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة في حال نشوب صراع.

سفارة البحرين

نفت السفارة الأميركية لدى البحرين اليوم صحة التقارير التي تزعم تغييراً في وضعها، مؤكدة أن طاقم العمل والعمليات لا يزالان من دون تغيير وأن الأنشطة مستمرة كالمعتاد.

جاء هذا البيان بعد يوم من إعلان ترمب سحب الموظفين الأميركيين من الشرق الأوسط.

تقييدات داخل إسرائيل

وقررت الولايات المتحدة اليوم تقييد تنقلات موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم في إسرائيل بسبب عدم استقرار الوضع الإقليمي.

وجاء في بيان للسفارة الأميركية لدى إسرائيل، “بسبب التوتر الإقليمي المتنامي، لا يمكن لموظفي الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم التنقل خارج نطاق منطقة تل أبيب (…) والقدس ومناطق بئر السبع حتى إشعار آخر”. وأضاف البيان “يسمح الانتقال من هذه المناطق الثلاث باتجاه مطار بن غوريون ومنه”.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل تعد على ما يبدو لهجوم على إيران.

وجاء في البيان أن “سفارة الولايات المتحدة تُذكر المواطنين الأميركيين بضرورة توخي الحذر، ولا سيما معرفة موقع أقرب ملجأ في حال صدور إنذار أحمر”، لأن الهجمات، و”بينها إطلاق قذائف الهاون والقذائف الصاروخية والصواريخ، والاختراقات بمسيرات، غالباً ما تقع من دون سابق إنذار”. وأضاف “البيئة الأمنية معقدة وقد تتغيّر بسرعة”.

موقف فرنسي

من جانبه قال متحدث باسم الخارجية الفرنسية إنه “لا يوجد سبب لإجراء تغيير في طاقمنا الدبلوماسي في الشرق الأوسط في هذه المرحلة”.

حركة الطيران

من جانبها، قالت شركة “طيران الإمارات” إنها تراقب الوضع في المنطقة من كثب ولا تغييرات أجريت على عملياتها.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن أمس الأربعاء أن إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط، لأنه قد يكون مكاناً “خطراً” في ظل التوترات الراهنة مع إيران، مشدداً على أن طهران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”.

وخلال حضوره عرضاً لفيلم “البؤساء” في مركز كينيدي بواشنطن، قال ترمب للصحافيين تعليقاً على تقارير في شأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط “حسناً، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطراً”.

وفي ظل أجواء مشحونة توحي باقتراب حدوث مواجهة في الشرق الأوسط، رد الرئيس الأميركي عند سؤاله عن أسباب السماح لأسر العسكريين الأميركيين بالمغادرة بقوله “سترون”.

وقال جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أمس الأربعاء في تصريحات بمركز كنيدي إنه لا يعرف ما إذا كانت إيران ترغب في امتلاك سلاح نووي، وسط تعثر المحادثات بين طهران وواشنطن للتوصل إلى اتفاق في شأن البرنامج النووي.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي القول إن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيلتقي بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد، لمناقشة رد طهران على المقترح الأميركي الأحدث.

وقال مسؤولان أميركيان إن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل “إريك” كوريلا أرجأ شهادته أمام المشرعين الأميركيين، التي كان من المقرر أن يدلي بها اليوم الخميس، بسبب التوتر في الشرق الأوسط.

وكان من المقرر أن يدلي كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الخميس.

مغادرة طوعية

وذكر مسؤول أميركي أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، وقال مسؤول أميركي آخر إن هذا الأمر يتعلق في الغالب بأفراد العائلات الموجودين في البحرين، التي يقيم فيها الجزء الأكبر منهم.

وأضاف مسؤول أميركي ثالث “من المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظماً للسفارة الأميركية في بغداد، نعتزم القيام بذلك عبر وسائل (النقل) التجاري، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر حكومي قوله إن بغداد لم ترصد أي حدث أمني يستدعي الإخلاء.

وقالت السفارة الأميركية في الكويت في بيان إنها “لم تغير وضع موظفيها ولا تزال تعمل بكامل طاقتها”، وأوضح مسؤول أميركي آخر أنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وأنه لم يصدر أي أمر إجلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأميركية في قطر، التي تعمل كالمعتاد.

وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تبنت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع في العراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”.

على رغم ذلك، حافظ العراق على استقرار نسبي وبقي في منأى عن تداعيات الحرب التي طاولت عدداً من دول المنطقة.

وإضافة إلى وجودها العسكري في العراق وسوريا، للولايات المتحدة انتشار في عدد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، كبراها العديد في قطر.

وفي الكويت، قالت السفارة الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إنها “لم تغير عدد موظفيها وتواصل عملها بكامل طاقتها”.

وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ أبريل (نيسان)، بوساطة من سلطنة عمان، سعياً إلى إبرام اتفاق جديد في شأن برنامج طهران النووي.

وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق الأربعاء رداً على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكرياً إذا فشلت المفاوضات “نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة، ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا”.

وتابع “لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعد الولايات المتحدة، سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها”.

وفي حديث مع “نيويورك بوست” نشر الأربعاء، قال ترمب “أصبحت أقل ثقة في شأن احتمال التوصل إلى اتفاق” مع إيران حول الملف النووي.

تأثير على حركة الملاحة

في سياق متصل قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس الأربعاء إن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد في النشاط العسكري، مما قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الرئيسة.

ويمر جزء كبير من تجارة النفط العالمية والسلع الأولية، بما في ذلك الحبوب، عبر الممرات المائية المزدحمة في المنطقة.

ونصحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في مذكرة الأربعاء السفن بتوخي الحذر عند المرور عبر الخليج العربي وخليج عُمان ومضيق هرمز.

ولم تحدد الهيئة المنوطة بجمع تقارير عن التهديدات التي تواجه السفن، طبيعة التوترات التي دفعتها إلى إصدار هذا التحذير.

وقالت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري في بيان منفصل الأربعاء، إن “التقديرات تشير إلى أن الشحن التجاري المرتبط بإسرائيل معرض لخطر متزايد من عمل عسكري متبادل”. وأضافت أن “الدعم الأميركي الكبير لعمل هجومي إسرائيلي سيزيد من المخاطر على الشحن الأميركي والسفن التي تحمل بضائع أميركية”.

وأفادت مصادر في قطاع الشحن البحري والتأمين بوجود قلق متزايد من تأثير أي عمل إسرائيلي وإيراني على المنطقة، لا سيما في المياه المحيطة بالخليج والمياه المجاورة.

وفي العام الماضي أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، كما شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف داخل إيران.

وقال ياكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجلس (بي.آي.إم.سي.أو) للملاحة البحرية في بحر البلطيق والمياه الدولية، “لا شك في أن أي هجوم يمكن أن يتصاعد ويؤثر على حركة الشحن، بالإضافة إلى جذب قوات عسكرية تابعة لدول أخرى عاملة في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة”.

وأضاف أنه “من المؤكد أن نشوب صراع مسلح شامل بين إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة إيران سيؤدي فعلياً إلى إغلاق مضيق هرمز، ولو لفترة من الوقت، وسيرفع أسعار النفط”.

Exit mobile version