قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إنه ليس “مفرطاً في التفاؤل ولا التشاؤم” إزاء المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، جاء ذلك في أول تعليق لخامنئي منذ بدء المحادثات الأميركية الإيرانية في الـ12 من أبريل (نيسان) الجاري بسلطنة عمان.
ووصف الوفدان المحادثات في عمان بأنها إيجابية، واتفقا على أن يجتمعا مرة أخرى في الـ19 من أبريل الجاري، إذ قالت طهران إن الاجتماع سيعقد مرة أخرى في مسقط.
وقال خامنئي في اجتماع مع نواب من البرلمان “المحادثات واحدة من عشرات الملفات التي تابعتها وزارة الخارجية، نحن لسنا مفرطين في التفاؤل ولا التشاؤم تجاهها، فهي في النهاية عملية تقرر تنفيذها ونفذت خطواتها الأولى تنفيذاً جيداً”.
وأكد خامنئي أن طهران تحتفظ بنظرة عامة “متشائمة للغاية” للولايات المتحدة ويجب ألا تربط شؤونها الوطنية بالمفاوضات النووية، وأضاف “مضي المحادثات قدماً تجب متابعته بتركيز، الخطوط الحمراء واضحة لنا وللطرف المقابل، المحادثات قد تصل أو لا تصل إلى نتيجة”.
من جهة أخرى، أحجم الكرملين اليوم الثلاثاء عن الرد على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة لاستقبال مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب في إطار اتفاق نووي محتمل مع الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة “الغارديان” في وقت سابق من اليوم أن من المتوقع أن ترفض إيران اقتراحاً أميركياً بأن تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة، مثل روسيا، في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة في المستقبل لتقليص برنامجها النووي.
خط أحمر
أكد الحرس الثوري الإيراني اليوم الثلاثاء أن قدرات إيران العسكرية “خط أحمر” في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي التي تعقد جولة جديدة منها السبت المقبل.
وقال الناطق باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني الذي أوردت كلامه هيئة البث الإيرانية “إريب”، إن “الأمن والدفاع الوطني والقوة العسكرية هي من الخطوط الحمر لإيران ولا يمكن مناقشتها في أي ظروف”.
وأجرت طهران وواشنطن اللتان لا علاقات دبلوماسية بينهما منذ عام 1980 مناقشات السبت الماضي بوساطة عمانية في مسقط في شأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أول من أمس الأحد إن الجولة المقبلة ستركز فقط على “المسألة النووية ورفع العقوبات” المفروضة على إيران. ومساء اليوم نفسه أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بأن نفوذ طهران الإقليمي وقدراتها الصاروخية كانا من بين “خطوطها الحمر” في المحادثات.
الموقف الأميركي
جاءت تصريحات نائيني غداة قول المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف إن أي اتفاق دبلوماسي مع إيران سيعتمد على وضع تفاصيل التحقق من تخصيب اليورانيوم وبرامج الأسلحة النووية في البلاد.
وأضاف ويتكوف في مقابلة مع “فوكس نيوز” أمس الإثنين “سيتعلق الأمر بالأساس بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح. ويشمل ذلك الصواريخ ونوع الصواريخ التي خزنوها هناك”.
قدرات “عسكرة” البرنامج النووي
وتابع ويتكوف في مقابلة مع “فوكس نيوز” أمس الإثنين “سيتعلق الأمر بالأساس بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح. ويشمل ذلك الصواريخ ونوع الصواريخ التي خزنوها هناك”.
وأكد أن التحقق من قدرات “عسكرة” البرنامج النووي تشكل نقطة “أساسية” في المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى أن “هذا يشمل الصواريخ والصواعق (لتفجير) قنابل”، وتابع أيضاً “ليسوا بحاجة إلى التخصيب بأكثر من 3,67 في المئة” وهي النسبة القصوى المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2018. ولفت ويتكوف إلى أنه “في بعض الحالات يصلون إلى 60 في المئة، وفي حالات أخرى 20 في المئة” مشيراً إلى أن هذه النسبة تتعدى ما هو ضروري لبرنامج نووي مدني. وقال إن “الاجتماع الأول كان إيجابياً وبناء ومقنعاً” لكنه رأى أن “الشيطان سيكمن في التفاصيل”.
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن الوزير ماركو روبيو تحدث إلى نظيره التركي هاكان فيدان أمس الإثنين في شأن الأخطار التي تشكلها إيران ووكلاؤها على الأمن الإقليمي. وأضافت في بيان “اتفقا على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
طهران: الجولة الثانية ستعقد في مسقط
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية مساء أمس الإثنين أن الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ستعقد السبت في مسقط، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.
وكتبت “إرنا” أن “المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال رداً على سؤال لوكالة إرنا في شأن مكان انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة إن مسقط ستستضيف هذه الجولة أيضاً”.
ونقلت الوكالة عن بقائي قوله “بعد المشاورات تقرر أن تقوم مسقط أيضاً باستضافة الجولة الثانية من هذه المفاوضات التي ستعقد السبت الـ19 من أبريل (نيسان) الجاري”.
وكان وزيرا الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب والإيطالي أنتونيو تاياني صرحا في وقت سابق بأن هذه الجلسة الثانية، بعد تلك التي عقدت السبت الماضي في عمان، ستعقد في روما.
وأجرى وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي السبت محادثات مع ويتكوف بوساطة عمانية في مسقط، وهو أعلى تمثيل للجانبين في مثل هذه المفاوضات منذ انهيار الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عقب سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بلاده أحادياً منه في 2018 أثناء ولايته الأولى.